أستطيع تفهم أن يكون لكلٍ منا رأيه، وربما أتقبل أن يأخذ أحدهم جنباً رافضاً مشمئزاً منقبضاً نافراً مستنكراً الواقع مقنعاً نفسه أنه المفكر المتسامى المترفع عن المشاركة فيما يظنه هراءً متوهماً عودة الماضى السعيد من وجهة نظره بل ومنتظراً له ، كما قد أتحمل الجحود وإنكار الثوابت والتعامى عن الحقائق والتعالى على المسلمات وأن يقوم الشخص بإعلان ذلك على الملأ فيبدو أمام الناس وكأنه نام نومة أهل الكهف أربعة أعوام كاملة حدث فيها ما حدث وتم خلالها ماتم، وأُنجز عبرها ما أُنجز فعاد من نومته ليظن أنه لبث يوماً أو بعض يوم فظل يردد نفس ماردده وأمثاله قبل سنوات من شعارات -- إسلامية إسلامية - مدنية مدنية - عيش حرية عدالة اجتماعية ، أو متسائلاً فى اندهاشة عبقرية : مشروعات ؟! مشروعات إيه ؟! إنجازات ؟! إنجازات إيه ؟!
أستطيع أن أتفهم كل هذا على مضض، كما يمكننى أن أتقبل عن كراهةٍ رغبة البعض فى عدم المشاركة واتخاذ قرار ثورى ألمعى بعدم النزول للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية إما لانتماءاتٍ أو ربما قناعاتٍ أو أو أو ---
بل وسأذهب لما هو أبعد من ذلك وأتحمل اقتناع البعض أن (مرسى راجع) أو أن حمدين صباحى أو خالد على - أحدهما أو حتى كليهما أنسب لرئاسة مصر والتحليق بها إلى آفاقٍ أبعد من أن يستوعبها عامة الشعب الأبله المغيب الذى يرقص أمام اللجان الانتخابية وهو لا يجد قوت يومه - من وجهة نظر هؤلاء الجهابذة بالطبع - أعصابى قد تحتمل كل هذا وتتقبل إنكارهم لكل شيءٍ ، إذ ربما يمكن إدراج موقفهم تحت شعار حرية الرأى المصحوبة بالعمى الحيثى الذى يصيب البصر والبصيرة معاً ، ويفرغ الصبر على نفسى فى هذا قول الله تعالى : " أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور ".
أما مالا أطيقه أو أستطيع أن أجد له مبرراً هو دأب البعض على دعوة الناس إلى عدم المشاركة فى الانتخابات وإصرارهم المشبوه فى التحريض على عدم النزول أو الإدلاء بأصواتهم ، وأتساءل : أى نوع من المثل العليا و القناعات التى تدفع هؤلاء إلى هذا التحريض ؟! وأى غل هذا الذى يجعل سعادتهم فى إثناء الشعب عن ممارسة ما يوافق قناعاته والمشاركة بتحضر ومسئولية فى اختيار ما يريده ؟! وهل يتوهم أصحاب هذا الاتجاه البغيض أن شعب مصر العظيم سيستمع إلى دعواهم وادعاءاتهم ويقاطع الانتخابات ؟!
أيها السادة - للشعب إرادة ولمن حاد عنها الاجتثاث والإبادة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة