ودعت مصر حالة المشقة الانتخابية إلى الأبد عبر سلسلة من الإجراءات الحضارية المنظمة، والإدارة الحاسمة والجادة، وسعة الأفق والتفاهم والتواصل المباشر للهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، نائب رئيس محكمة النقض، ما يدور على الأرض من سيولة رائعة فى عمل اللجان يؤكد حجم الجهد الذى بذلته الهيئة الوطنية لإتمام هذه الانتخابات بالصورة الحضارية اللائقة بمصر، وبالمعايير التى تحترم إنسانية المواطن المشارك فى التصويت، والوقت الذى يقضيه كل مواطن داخل اللجنة الانتخابية أو فى انتظار دوره فى الطابور أمام اللجنة.
فرغم المستوى المرتفع للإقبال الإيجابى من المواطنين على المشاركة، والطوابير التى تشهدها الآلاف من اللجان، فإن إجراءات الهيئة الوطنية سهلت كثيرا عملية التصويت وجعلت من المشاركة نزهة وطنية ممتعة، وحققت الهيئة هذا الإنجاز الحضارى من خلال العدد الكبير للجان العامة والتى بلغت 367 لجنة عامة على مستوى الجمهورية وأكثر من 13 ألف لجنة فرعية «13726 لجنة فرعية على وجه الدقة»، يقودها قضاة مرموقون، بلغ عددهم أكثر من 18 ألف قاض، ويعاونهم بجدية وبخبرة كبيرة أيضا 110 آلاف موظف إدارى يتعاملون مع الناخبين بمحبة، ويقدمون مساعدات كبيرة لجميع المشاركين، هذا العدد الكبير من القضاة والموظفين اكتسبوا خبرات مميزة فى إدارة العملية الانتخابية، وتنظيم تدفق الناس، مما أسهم على نحو متحضر وبشكل رائع فى تسهيل الإجراءات، وتخفيف العبء على الناس.
وعزز هذا المشهد الحضارى كذلك، قرار اللجنة بمد أيام التصويت لثلاثة أيام بدلا من يومين كما كان فى السابق، وهو ما ساعد كثيرا على أن تتحول اللجان الفرعية إلى خلايا نحل نشطة تستوعب التدفق، وتتعامل بجدية وبسرعة مع طوابير الناخبين أمام اللجان، كما منح الناخبين فرصة كبيرة لاختيار التوقيت المناسب للمشاركة والتصويت فى اللجان، كما لعب موقع الهيئة المتطور دورا كبيرا فى تسهيل التصويت، إذ مكن الناخب من معرفة مكان اللجنة الفرعية ورقمه فى الكشف، مما سهل عملية التصويت.
الهيئة الوطنية للانتخابات نجحت فى أول تحدياتها الكبيرة، وقدمت نموذجا يمكن التأسيس عليه فى مواصلة هذا الشكل المتحضر فى التصويت والإدارة وتنظيم عمليات الدعاية الانتخابية، والتعامل باحترافية مع المنظمات المحلية والدولية التى شاركت فى متابعة العملية الانتخابية «53 منظمة محلية و9 منظمات دولية تقريبا»، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالصحف ووسائل الإعلام المحلية والدولية للتغطية «540 مراسلا أجنبيا مقيما فى مصر، و140 مراسلا وافدا من الخارج فقط لتغطية أحداث الانتخابات الرئاسية».
نجحت الهيئة الوطنية بكفاءة فى تأكيد حضارية المشاركة الانتخابية، ونجح قضاة مصر فى هذا الدور الكبير الذى يلعبونه فى جميع اللجان العامة، شكرا للهيئة الوطنية، وشكرا للسيد المستشار المتألق والجاد لاشين إبراهيم.
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة