يوسف إسحق يكتب: عادات وتقاليد

السبت، 03 مارس 2018 10:00 م
يوسف إسحق يكتب: عادات وتقاليد أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شكلت العادات والتقاليد كيانا وملامح وسلوك معظم شعوب العالم، إن لم يكن جميعها دون مبالغة، وإذ إن لكل شعب عاداته وتقاليده، منهم من تخلى عنها بفعل الحداثة والتطور ومنهم من تمسك بها كشعب مصر، الذى استقرت فى وجدانه بعض العادات والتقاليد التى لا يزال يمارسها الشعب المصرى بمختلف طبقاته وأطيافه، حتى صارت جزءا من طقوسه الحياتية وجزءا من موروثه الثقافى بطبيعة الحال، لدرجة أن تلك العادات ارتقت بنفسها لتصل لمرتبة العقيدة والعُرف، التى ليس بمقدور أحد تغييرها أو استبدالها خوفا من السخط المجتمعى عليهم مثلا، أو بفعل الارتباط النفسى بينهم وبين تلك العادات، بل على العكس جددت العادات والتقاليد المصرية صلاحياتها من تلقاء ذاتها، وأعادت إنتاجها لتقدم نفسها من جديد بفعل تمسك المصريين بها.
 
ومن العادات التى كانت وما زالت قائمة إلى الآن، الاحتفال "بالسبوع"، وهو احتفال بمرور سبعة أيام على ولادة الطفل، ولكن لما الاحتفال فى اليوم السابع تحديدا؟
 
فسرها أن اليوم السابع تبدأ فيه حاسة السمع عند الطفل، وهذا ما يفسر جو الاحتفال الصاخب ممثلا فى "دق الهون"، وأناشيد وأغانى تلك المناسبة المعروفة لدى معظمنا، وتواجد جدات المولود فى تلاوة توصياتهم بالقرب من أذنى المولود، ليظهرن غيرتهن علانية فى هذا اليوم على مسامع الكبار والصغار، لسماع المولود كلام جدة بعينها دون الأخرى، "يا للهول"!.
 
وفسر البعض الآخر الاحتفال باليوم السابع على وجه التحديد، أن نسبة الوفيات تكون أكبر فى السِت أيام الأُول قبل إتمام المولود يومه السابع، ولكن إذ أتم المولود يومه السابع، فيكون بذلك صاحب حق فى الحياة، لذا وجب الاحتفال به، لتأتى مرحلة أخرى وهى مرحلة "الغربلة" بوضع المولود وسط منخُل وهزه يميناً ويسارا، للإشارة إلى تحذيره إن كان قد نجى من الموت فى أيامه الأولى لن تتركه الدنيا وشأنه بل سوف تصدمه وتهزه مرارا وتكرارا، وأن الدنيا كما المنخل لا شىء باقٍ عليها، إنه حقاً تقليد رائع!.
 
ونحن أيضا على مقربة من عيد قومى مصرى آخر وهو شم النسيم، ومن بين طقوسه عادة تلوين البيض وهى من ضمن العادات التى مارسها المصريون قديما، إذ كان يبدأ المصرى القديم فى هذا اليوم أولا بإهداء زهرة اللوتس رمز الجمال لزوجته، وبعد ذلك يكتبون أمنياتهم ودعواتهم معاً على البيض "بالألوان"، ويضعونه فى سِلال من سعف النخل ويعلقونها فى فروع الأشجار لتأتى رياح ذلك اليوم المعتدل لتحمل أمنياتهم ودعواتهم وترتفع بها للسماء املاً منهم فى تحقيقها.
 
عادات ستظل تميزنا، وتميز بلادنا التى سوف تبقى أبد الدهر فريدة فى آثارها، وعجيبة فى ملامحها، ووقورة فى تاريخها، أسعد الله أوقاتكم، وحفظ الله مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة