48 منظمة محلية، و9 منظمات دولية، بالإضافة إلى المجلس القومى لحقوق الإنسان والمجلس القومى للمرأة، وغيرهما من المجالس القومية المتخصصة راقبت الانتخابات الرئاسية المصرية، وجميعها لم تسجل أى مخالفات منذ انطلاق الانتخابات وحتى العاشرة من مساء الأربعاء الماضى عندما أغلقت اللجان أبوابها وبدأت عملية الفرز وإعلان المؤشرات الأولية من قضاة اللجان الفرعية والعامة أمام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.
التقارير التى أعلنتها المنظمات المحلية والدولية خصوصا للعالم، أظهرت مجموعة من النقاط الإيجابية على مستوى التنظيم وتقديم الدعم للناخبين وتوفير المعلومات للمواطنين وكذا تسهيل عمل المراقبين والتأمين الجيد للجان، كما أشادت تقارير المنظمات الدولية المعلنة حتى الآن خصوصا تقارير مجموعة الكوميسا والاتحاد الأفريقى بالسلاسة الكبيرة التى جرت فيها عملية التصويت والوقت القليل الذى استغرقه إدلاء الناخبين بأصواتهم، رغم الإقبال والزحام.
وأشارت التقارير إلى أن المصريين جعلوا من الانتخابات مناسبة للاحتفال، على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم، وهو أمر يعكس وعيا متقدما بأهمية العملية الديمقراطية لدى فئات واسعة من المصريين، حتى أولئك الذين لا يجيدون القراءة والكتابة أو يندرجون تحت فئة الفقراء ومحدودى الدخل.
تقارير المنظمات الدولية وخصوصا المنظمات الأفريقية، لم تتجه إلى تأويل المشاهد الانتخابية أو تلوينها كما تفعل وكالات الأنباء العالمية، التى تضع عناوين منحازة ثم تبنى تحتها هرما من الكلمات مشفوعة بآراء متباينة، بل سعت المنظمات الدولية التى راقبت الانتخابات إلى الإجابة عن الأسئلة الأساسية التى جاءت من أجلها، وهى: هل تتدخل الحكومة المصرية فى الانتخابات أم لا؟ هل تنحاز الإدارة المصرية إلى مرشح من المرشحين؟ هل هناك توجيه للناخبين من أى جهة رسمية؟ هل هناك تضييق على الناخبين يعوقهم عن الإدلاء بأصواتهم؟ هل هناك ملاحظات سلبية تتعلق بتنظيم عملية الانتخابات؟ هل هناك حجب للمعلومات عن المراقبين الدوليين؟ هل هناك عمليات رشاوى انتخابية؟ هل هناك خطورة على الناخبين أثناء إدلائهم بأصواتهم؟
الإجابات عن الأسئلة السابقة كلها جاءت سلبية فى التقارير المعلنة للمنظمات الدولية التى شاركت فى عملية مراقبة ومتابعة الانتخابات، بل وزادت على إجاباتها بإشادات واضحة عن نزاهة العملية الانتخابية وسهولتها وترحيب المصريين بها، ومع ذلك لم نلحظ صدى تلك التقارير الدولية فى وسائل الإعلام الغربية ووكالات الأنباء رغم أن تقارير تلك المنظمات الدولية موجهة للخارج أكثر من الداخل المصرى.
ردود الفعل والتقارير التى تبثها وكالات الأنباء أو الميديا الغربية تتراوح بين الصمت الرهيب، الصمت الكاره، الصمت الاضطرارى وبين التقارير الملونة على استحياء، مثل تقرير وكالة رويترز التى لمزت فيه إلى اتجاه السيسى لتحقيق فوز ساحق رغم ما أسمته تراجع القوة الشرائية للجنيه ومعاناة معظم المصريين ورغم تراجع معدلات الإقبال من الناخبين.
أكتب هذه الكلمات قبل موعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج الرسمية فى الثانى من إبريل المقبل، وكل ما لدينا هى مؤشرات أولية مستقاة من إعلان القضاة فى اللجان الفرعية والعامة وكذلك الملاحظات الإيجابية التى تضمنتها تقارير المنظمات الدولية، وأى إعلامى نزيه لابد وأن يعتمد على هذه المعلومات فقط حين يتصدى لتناول الانتخابات الرئاسية المصرية، فلماذا تتجه وكالات الأنباء وبعض الفضائيات الغربية إلى تلوين تقاريرها بلون الانحياز السلبى الأصفر؟ وعلى أى معلومات يعتمدون؟ وهل تعتبر الآراء المجهولة على مواقع التواصل الاجتماعى مرجعا لكبريات وكالات الأنباء؟ وأى مهنية يستندون إليها فى معالجة تقاريرهم إذن؟!
علينا أن نجد الإجابات الموضوعية عن هذه الأسئلة حتى نعرف ماذا نريد ومايراد لنا وكيف نحمى أنفسنا فى طريق التحرر من الاستعمار الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة