دينا يحيي

مريم التى ضاعت فى مدن الضباب

السبت، 31 مارس 2018 05:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مريم التى عبرت وفاتها عن واقع أليم وعن إهمال جسيم.
 
مريم الفتاة التى تعرضت للضرب والإهانة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة قهرا وعنفا فى بلاد غريبة.
 
الأسى يحيرنى.
 
فلا أعرف من أين أبدأ.
 
ولكن كلنا نعلم تفاصيل هذه القصة المؤلمة، وما جرى من ضرب وسحل بلا رحمة، ولأسباب مجهولة حتى عن دوائر البوليس فى إنجلترا.
 
محامى عائلة مريم يناضل للحصول على معلومة واثقة، ويكافح من أجل دفع الشرطة البريطانية لكشف تفاصيل الدوافع التى قادت إلى مقتل مريم على هذا النحو.. السبب الذى يملأ قلب وعقل محامى العائلة أن الكراهية والعنصرية هما الدافعان الأساسيان وراء مقتل مريم.
 
القصة مؤلمة بكل تفاصيلها.. ثلاث مراحل من الضرب المبرح تعرضت له مريم على يد فريق الكراهية الذى أجهز على حياتها.. وما يضاعف من الصدمة ليست الكراهية وحدها ولكن التجاهل الكبير من المارة فى أحد الشوارع الرئيسية وفى واحد من أهم المدن البريطانية، تجاهل الجميع مشهد موت مريم المروع والمخيف.. ولم يتدخل أحد كأن الضمائر ماتت فى اللحظة التى ولدت فيها الكراهية.
 
مصيبة هذه الفتاة المصرية أصبحت معقدة خاصة بعد نقلها إلى المستشفى التى تعاملت باستخفاف مع الحالة وتم معالجة مريم بعقار لا يتناسب مع حجم الإصابات التى تعرض لها جسدها الصغير تحت تأثير مطرقة الكراهية التى سقطت وحيدة تحت قسوتها.
 
جرح كبير سيبقى مؤلما فى قلب كل المصريين، جرح لا يعبر عن فقدان مريم فقط، لكن يعبر عن مأساة قلة الحيلة لدى المصريين.
 
لا أوجه لوما لأحد.. ولكننى أرثى حالنا وردود الفعل التى خرجت بعد الحادث لم تكن فى حجم الألم الذى أصابنا جميعا، فالحادث يكشف لنا عن أهمية وجود رعاية قانونية مستمرة للمصريين فى الخارج خاصة مع تزايد حالات الكراهية ونمو الحركات المتطرفة التى تعزز أجواء الكراهية ضد الأجانب فى أوروبا.
 
نحن الآن على أعتاب عالم مختلف، عالم لم تعد تجدى فيه الأمنيات أو توقع النوايا الحسنة، وعلينا أن يكون لدينا جهاز متخصص فى رعاية المصريين فى هذا النوع من القضايا تحديدا، صحيح أن وزارة الهجرة تبذل جهدا مميزا، لكن أسأل، هل إمكانيات هذه الوزارة من الناحية المالية والقانونية تمكنها من حماية المصريين فى الخارج على النحو الأكمل، أو على الأقل من الدفاع عنهم والحصول على حقوقهم فى حالة تعرضهم لهذا النوع من الجرائم المؤسفة.
 
العالم يتغير، وبالتالى، فإن خططنا فى مواجهة هذا العالم يجب أن تتغير أيضا، وحادثة مريم ينبغى أن تشكل مفترق طرق يدفعنا إلى المزيد من التفكير والتخطيط فى أولويات رعاية المصريين فى الخارج، وفى سبل المواجهة عند هذا النوع من التحديات.
 
وداعا مريم. وستبقى روحى ملهمة لنا فى مواجهة هذه الصعاب وتلك الكراهية بعد ذلك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة