في قرية حوض الطرفة بمحافظة الشرقية، يعيش الطالب "عبد الأعلي" 21 عاما، مع والدته وأشقائه، توفي والده بعد أيام من التحاقه بكلية العلوم، فعمل بمصنع طوب لكي ينفق على دراسته إلى أن تم تعيينه معيدا بكلية العلوم قسم الرياضيات.
في منزل بسيط ملك للعائلة بقرية حوض الطرفة، مركز الزقازيق، يقيم الطالب "عبد الأعلي أحمد محمد" مع والدته وشقيقه الأكبر "طه" طالب بكلية الهندسة، منزل بسيط في كل شىء مثل سكانه، البساطة والكفاح حياتهما، "اليوم السابع" زار الطالب بالمنزل بعد صدور قرار رسمي بتعيينه معيدا بقسم الرياضيات بكلية العلوم جامعة الزقازيق، بعد 3 أشهر من الروتين الذي أخر قرار تعيينه إلي أن تم مقابلة رئيس جامعة الزقازيق الدكتور "خالد عبد البارى" واستمع إلى الطالب وأنصفه وأصدار قرارا بتعيينه معيدا بالكلية.
كانت الفرحة تملأ وجوه الجميع من أقارب "عبد الأعلي"، لم نعرف من والدته أو والده من كثرة الحب الشديد الذى يحظى به الطالب من جميع أفراد الأسرة، إلى أن تقابلنا مع والدته "كريمة عطية" سيدة بسيطة فى الأربيعينات من العمر، تستند على عكاظ، فرحتها بنجلها أنستها الألم الذى تعانى منه.
وقالت الأم المكافحة: إن زوجها كان يعمل باليومية، ورزقها الله منه بأربعة أبناء "طه، وعبد الأعلي ومني وأسماء" وكان زوجي يرفض أن يساعده أي من أبنائه علي المعيشة، وأصر علي تعليمهم جميعا، بالرغم من كونه ليس لديه أرض زراعية يعيش من خيرها أو راتب شهري من الحكومة، بل كان يسعي لكسب قوت يومه يوما بيوم.
وتابعت الأم: ذات يوم توجه زوجى إلى عمله فى الصباح، وبعد دقائق من خروجه من المنزل، جاءنى خبر بوفاته، حيث صدمه جرار زراعى وتوفى فى الحادث، وكانت وفاته صدمة كبرى لأبنائى لوفاته فى سن صغير، وليس لنا دخل ثابت نعيش منه وأبنائي جميعهم في التعليم، فكافح "طه" و"عبد الأعلي" وكانا يعملان في مصنع طوب بعزبة مجاورة لنا في الصباح ثم يتوجها إلي الجامعة، ونجلي الأكبر"طه" التحق بالتعليم الفني الصناعي نظرا للوضع الاجتماعي، وفي التعليم الصناعي حقق التفوق، والتحق منه بكلية الهندسة جامعة الزقازيق ومن المتوفقين في كليته.
وأثناء تواجدنا بالمنزل مع الأم، حضر"عبد الأعلي" من من كليته، وكانت الفرحة تلمع في عيناه، بعد ساعات من جلوسه على مكتبه بكلية العلوم، وصدور قرار رسمى بالتعيين.
يقول "عبد الأعلي" إن والده كان برفقته أثناء تقديم أوراقه بكلية العلوم، وبعد أيام توفي فى حادث مرور، فكان عليه أن يحقق حلمه وحلم والده في التفوق دراسيا، وكان يستيقظ من الفجر للتوجه إلي مصنع طوب بعزبة مجاورة لقريته، يعمل فيه بأجر أسبوعي 300 جنيه، وبعدها يتوجه إلي كليته، وظل طول مدة سنوات الدراسة بالجامعة وفى العطلات الرسمية والإجازات يعمل بمصنع الطوب، إلى أن أنهى دراسته، وكان يشاركه في العمل بالمصنع شقيقه "طه".
وتابع "عبد الأعلى" أنه تمكن من الحصول علي المركز الأول بقسم الرياضيات بكلية العلوم، ولكن تأخر قرار تعيينه لمدة 3 أشهر، بسبب الروتين إلي أن أنقذه الدكتور" خالد عبد البارى" رئيس جامعة الزقازيق بعد مقابلته بمكتبه وشرح قصته وسبب تأخر قرار تعيينه بسبب إجراء روتيني فأنصفه وأصدر قرارا بتعيينه.
وأكد "عبد الأعلي" أن تفوقه ونجاحه كان بسبب وقوف والدته بجواره، وروح والده التي كانت تحاوطه أثناء المذاكرة وتعطيه إصرارا على التفوق، وإلي خالته التي لم يرزقها الله الإنجاب وزوجها، حيث إنهما مقيمان بمسكن بسيط من الطوب اللبن بجوار منزله، وكثيرا ما كان يقضى وقته بمنزلها ويعتبرها أمه الثانية معترفا بفضلها عليه.
فيما يقول "أبو علاء" صاحب مصنع الطوب الذى كان يعمل به الطالب، إنه كان مكافحا وشخصية جادة في كل شىء في العمل والعلم، وكان يأتى للمصنع فى الصباح الباكر من أجل العمل ويحصل على أجره نهاية الأسبوع.
رقم 1 عبد الأعلي مع والدته
رقم 2 صورة لعبد الأعلي مع أمه
رقم 3 صورة عبد الأعلي مع خالته التي يعتبرها أمه الثانية
رقم 4 صورة للطالب مع زوج خالته الذى يعتبره بمثابة الأب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة