ربما كانت أزمة الـbbc الأخيرة مع والدة زبيدة، كاشفة لمدى احتياجنا كدولة مصرية إلى متحدث رسمى، أدت الهيئة العامة للاستعلامات الدور المطلوب على أكمل وجه ونجح الصديق العزيز ضياء رشوان فى الاختبار بقوة، ولكن ظل السؤال كما هو من يتحدث باسم الدولة ويروج لها ويدافع عن مصالحها، وهل دولة بحجم مصر تواجه المجتمع الغربى إعلاميا بالهيئة العامة للاستعلامات فقط؟
فى الوطن العربى، قناة الجزيرة تدافع عن مصالح قطر، والعربية تساند المملكة العربية السعودية وسكاى نيوز عربية، تقف بالمرصاد لمن يتطاول على دولة الإمارات، وتبقى مصر فى معادلة الإعلام العربى بلا قناة تدافع عن مشاريعها وقضاياها ومعاركها.
للأسف الشديد، كل التجارب الإعلامية محلك سر، القنوات والشبكات تتحدث للداخل، لا يوجد خطاب إعلامى واحد موجه للخارج رغم الأهمية الكبرى للحوار مع المجتمع الغربى، تغرق القنوات الإخبارية المصرية فى الأخبار المحلية اللهم إلا قليل، فلا تترك تأثيرا على البعد العربى والدولى، ويمكن أن نراجع ذلك من أعداد مكاتب القنوات المصرية فى الدول العربية، فستجد أنهم لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة.
«وَأَخِى هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِى إِنِّى أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ»، كم هى عظيمة الآية 34 من سورة القصص، كاشفة لأهمية الإعلام فى التاريخ، فى توصيل رسالة إنسانية بقدر رسالة سيدنا موسى عليه السلام، يمكن أن نعتبر تلك الآية بداية لفكرة المتحدث الإعلامى، ويمكن أن نعتبر سيدنا هارون هو أول متحدث إعلامى فى البشرية.
وبالإسقاط على أرض الواقع وحياتنا المعاصرة، نكتشف أهمية المتحدث الإعلامى فى الحياة، المتحدث باسم المؤسسة أو المصلحة أو الوزارة أو الدولة، ومن هنا لا يمكن النظر للقناة المتحدثة باسم الدولة المصرية على أنها رفاهية، بل هو أمر حتمى.
تخيل لو أن هناك قناة عربية تتحدث باسم الدولة المصرية، وتخيل أن القناة تولت على عاتقها المعالجة التليفزيونية لأزمة الفتاة زبيدة، فسنجد أن القناة تستضيف محللين سياسيين وإعلاميين ذوى شأن من دول مختلفة لمواجهة إعلام الـbbc، ومن ثم ستصل قوة الدولة المصرية فى الدفاع عن نفسها بشكل أكبر وبأداء أكثر قوة وستكون قضية زبيدة حدثا رئيسيا على القناة بدلا من وضعنا الحالى الذى نرجو فيه من القناة الصديقة أو القريبة أن تعرض خبر كذبة أم زبيدة فى شريط الأخبار فقط.
أعتقد أنه يجب أن تراجع الدولة المصرية نظرتها من جديد لمفهوم قناة الدولة، التى تتحدث باسم الدولة فى الخارج وترفع شعاراتها ويكون لها مكاتب فى عدد كبير من العواصم وتقدم نشرات بلغات مختلفة وتخاطب شرائح متباينة وتنقل أحداثا عالمية، وتلعب دورا إعلاميا فى المنطقة التى تشهد تغيرا ملحوظا يوم بيوم، وفى القلب تلعب الدور الأهم هو الدفاع عن الدولة المصرية وقضاياها.
رجاء من العقلاء، التفكير بشكل جاد فى مشروع إعلامى لقناة كبرى تتحدث باسم الدولة المصرية، وعلى يقين أن المشهد الإعلامى يضم كفاءات تستطيع أن تؤسس القناة وتحفظ لها سريعا مكانا متميزا فى الإعلام العربى والدولى.
حفظ الله مصرنا الحبيبة وجيشها النبيل.
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح
down
قلل سامح أبو عرايس - خبير في شؤون الاقتصاد والبورصة - من المعلومات التي تم تداولها أمس حول زيادة الاحتياطي النقدي المصري إلى 42 مليار دولار . وقال "أبو عرايس" في تدوينة عبر حسابه بـ"فيس بوك" : "احتياطي البنك المركزي اللي أعلنوا النهاردة وصوله الى 42 مليار دولار وانه أعلى مستوى في تاريخه هو احتياطي وهمي وزيادة وهمية لأنه كله قروض .. الزيادة الأخيرة دي مثلا بسبب قرض 4 مليار دولار اقترضته مصر بطرح سندات في الأسواق الدولية وبفائدة وصلت 8 % سنويا على الدولار والسندات دي هنسددها 7.25 مليار دولار .. والاحتياطي فيه قرض 20 مليار دولار اكتتاب أجانب في سندات الخزانة المصرية بفائدة وصلت 20 % سنويا .. وفيه قرض سابق بطرح سندات دولارية بحوالي 7 مليار دولار ( يعني مجموع شوية القروض اللي فاتوا دول 33 مليار دولار من الاحتياطي ال 42 مليار ) ده غير قروض صندوق النقد الدولي وغير الودائع الخليجية .. من الاخر يعني الاحتياطي ده مش احتياطي حقيقي لكن قروض". وأضاف: "يعني احنا عاملين زي واحد بيستلف بفوائد ويحط جزء من القروض اللي استلفها في حسابه في البنك ويقول للناس أنا عندي فلوس في البنك .. ونتيجة سياسة الحكومة في الاقتراض المستمر من الخارج ارتفع الدين الخارجي المصري الى أعلى مستوى في تاريخه ليصل الى 85 مليار دولار ولو أضفنا عليه 20 مليار دولار دين خارجي في صورة داخلي اللي هو اكتتاب الأجانب في سندات الخزانة المصرية بفائدة 20 % على الدولة يصل الدين الخارجي الى 105 مليار دولار وهو أعلى مستوى في تاريخ مصر .. وطبعا المبلغ ده لو حسبنا الفوائد سنجد أننا سندفعه أكثر من 150 مليار دولار .. فيا ريت بلاش بيانات عنترية تحاول تصوير ارتفاع احتياطي البنك المركزي على انه إنجاز .. لأن الموضوع كله قروض مش دخل حقيقي .. ويا ريت تحترموا عقولنا شوية بقى" حسب تعبيره.