ألبرت شفيق: التراث ليس مبنى معمارى وإعلام الثقافة غير موجود

الإثنين، 05 مارس 2018 09:15 م
ألبرت شفيق: التراث ليس مبنى معمارى وإعلام الثقافة غير موجود ألبرت شفيق
الإسكندرية- هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
قال ألبرت شفيق؛ مدير عام قنوات CBC، أن التراث ليس فقط حجر أو مبني معماري، فتلك الأشياء هي روح وفن قدمه بني الإنسان لتسجيل تاريخ، ولكن التراث هو كل حرفة وإنسان وحجر.

وأضاف شفيق، خلال كلمته في المؤتمر الإقليمي الأول للحفاظ علي التراث بالمعهد السويدي، والذي يٌقام تحت رعاية مؤسسة ولاد البلد للخدمات الإعلامية، أننا نعيش في بلد الأثار الذي لا نعرف قيمته بسبب عدم وجود تعليم وثقافة وإعلام جيد للتعريف بهذا الكنز الكبير الذي تزخر به بلادنا العربية وليس فقط أرضنا المصرية.

ولفت شفيق إلي أن الإعلام الثقافي غير موجود الآن وحتي إن وجدت برامج ثقافية فإنها تواجه الفشل بسبب أنها تقدم بشكل غير جذاب، ولأن المواطنين إهتمامهم الأول بلقمة العيش والأمور المعيشية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن أن الإعلامي عندما يذهب لمتحف علي سبيل المثال يسال عن سعره، وليس تاريخه وفكرته، ولهذا لا تظهر قيمته إعلاميا.

وأوضح شفيق أن المطلوب هو وجود تمويل جيد للبرامج التي تسجل الحضارة والتراث، وللأسف فكل ما هو جيد من أفكار إعلامية عن التراث والحضارة، وما تم توثيقه كان يُباع لمحطات أجنبية بهدف التربح منها.

وأشار شفيق، إلي أن الوضع الحالي يبحث الإعلام عن ما يجذب الأموال، وذلك رغم وجود مؤسسات تهتم بالحفاظ علي التراث والهوية، وهؤلاء يجب أن يحافظوا علي وسائل جيدة للتوثيق، حيث أن المؤسسات التي تهتم بتلك الموضوعات يجب أن تكون هي الممولة لهذا النوع من البرامج لأنها سوف تخرجه كما يجب أن يكون.

واضاف :"الإعلام يقول الحقيقة عندما تتوافر له الحقيقة، ولكن السعي الأول الآن من جميع المؤسسات هي التربح والحصول علي عائد جيد من البرامج التي تقدمها، ولهذا لا تقدم نوع مميز من البرامج الثقافة التي تهتم بالتراث، وخاصة أنها لا تجد جمهورها بسبب الشكل الذي تقدم به.
 
فيما قال بيتر ويدرود؛ مدير المعهد السويدي، إن التراث هو الهوية التي تهدد حين يتم المساس به، مضيفًا: “حين نفقد تراثنا الثقافي نهدد في المقام الأول هويتنا وتاريخنا”.

وأضاف بيتر في كلمته خلال فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول للحفاظ علي التراث، الذي يُقام بالمعهد السويدي بالإسكندرية، مساء اليوم الإثنين: “أصبحنا في أشد الحاجة إلي الإعلام كنوع من أنواع الإعلان والدعاية للتراث الذي لا يعرفه الكثير من الناس، حتي يدركون أهميته ونتائج الحفاظ عليه”.

وتابع: “يجب أن نعيد التفكير في وسائل الحفاظ علي التراث، حيث أنه أصبح في أمس الحاجه إلي إحترام قواعد تأسيسه وتاريخه حتى تحافظ عليه الأجيال القادمة”.

ولفت بيتر إلى أن المعهد السويدي يقدم كافة الوسائل، التي يمكن أن تساعد في الحفاظ علي التراث، وذلك بتنظبم مؤتمرات وفتح أبوابه لاستضافة إعلاميين ومتخصصين في التراث.

“الإسكندرية بها الكثير من الثقافة والتراث الذي يجب الحفاظ عليه”، أضافها بيتر، مشيرًا إلي أن الواقع الذي يفرض نفسه هو أن هدم التراث أصبح جائز، والحفاظ عليه لا يجد مساندة حقيقية من الجهات المعنية.

وأفاد بيتر بأن الاستقطاب الذي نعيشه الآن وسياسة الثقافة الواحدة، التي تفرض نفسها علي مجتمعاتنا، وتضع نفسها علي رأس القائمة وترفض التعددية، جميعها أمور تجعلنا نحتاج إلي التعددية والعيش في إطارها بسلام، مشيرًا إلى أن سبب تقدم الولايات المتحدة الأمريكية هو التعددية واحترام الثقافات والإيمان بالتراث.

واختتم بيتر حديثه قائلا: “نتطلع أن يكون لهذا المؤتمر سبب في التعريف ولفت الانتباه تجاه أهمية احترام التراث الثقافي، ودعم دور الإعلام في تقديم حقائق عن التراث الثقافي حتى يساعد في رفض هدمه”.
 
و من جانب أخر قالت فاطمة فراج، مؤسس ومدير “مؤسسة ولاد البلد للخدمات الإعلامية”، إنه إيمانًا من “ولاد البلد” بأهمية الحفاظ على التراث بمختلف أشكاله، فإنه تم خلال الفترة الماضية رصد العديد من الموضوعات، التي توثق التراث المصري في عدة محافظات مختلفة.
 
وأضافت فاطمة، في كلمتها خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول حول “دور وسائل الإعلام في الحفاظ علي التراث”، أنه علي سبيل المثال نشر أحد التقارير المصورة خلال الشهر الماضي، لعمارة يرجع تاريخ إنشائها لأكثر من 120 عامًا، في منطقة مقبل ببني سويف، والتي كانت تشهد صراعًا من أطراف مختلفة من الحكومة المحلية والسكان الأصليين، مضيفة “وبعد هذا التقرير رصدنا أمس تقريرًا آخر عن سقوط تلك العمارة، واعتبارها جزء من الماضي، ولهذا فتوثيق التراث أمر هام”. وأضافت أن الهوية جزء منها الموروث الثقافي، مشيرة إلى أن مؤسسة “ولاد البلد”، خاضت تجربة جديدة، بتقديم صحافة متخصصة تخدم الرأي العام، وذلك بمبادرة “عمارة البلد.. هوية لا تستحق الهدم”، والتي نشر خلالها حتى الآن أكثر من 30 موضوعًا جميعها تخص التراث في محافظات مختلفة، كما شارك بالاطلاع عليها قرابة مليون ونصف المليون مواطن.

وأشارت فاطمة إلى أن مؤسسة ولاد البلد تحاول من خلال هذا المؤتمر، إبراز أهمية التراث، وهويته، والحفاظ على قضيته، باعتبار أن الإعلام طرف أساسي في الحفاظ على التراث، لافتة إلى أنه يجب أن يقدم بشكل مستدام مادة تعرف الجمهور بأهمية التراث وتاريخه، كما يجب أن يقدم أيضًا على أنه مهم؛ ليس فقط للهوية، لكن للتنمية الاقتصادية، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل.

واختتمت فراج كلمتها بالقول: “نتمني أن يكون هذا المؤتمر بداية خارطة طريق للمناقشة في التراث والإخفاقات، التي تم التعامل بها معه، وكيف يمكن أن نلعب كإعلاميين دور بارز وهام في الحفاظ على التراث الذي نفتخر به”.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة