فى ظروف أخرى أكثر إنصافًا ما كان عيد ميلاد فنان مثل محمد صبحى ليمر هكذا، دون أن يلقى الحفاوة اللازمة فى الصحافة الفنية المنشغلة بأمور أكثر جدية، ربما، لكن هذا الرجل يستحق أن يلقى بيننا كل تكريم، خصوصًا من الأجيال التى ضحكت بشدة على حركات الجوكر وعرفة الكفيف، وتعلمت من مواعظ ونيس وتأثرت بأحزان عائلته، وكان أمام محمد صبحى أن يختار الاكتفاء بصفة الكوميديان الموهوب والناجح، وهذه كفيلة بجعله مليونيرًا مدى الحياة، لكنه فضل أن يكون صاحب مشروع فنى طموح جاد وهادف، قدم من خلاله مسرحيات سياسية صارخة، لكن دون صدام، وأعاد إنتاج روائع نجيب الريحانى، وربما يكون خسر بعضًا من الرونق لما اختار دور الواعظ الصريح على الشاشة، أو يكون قد تعرض للتشويه بسبب بعض آرائه السياسية، لكنه سيظل واحدًا من أفضل الفنانين، الذين أنجبتهم مصر ومن أكثرهم موهبة.