قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المساعدين داخل البيت الأبيض تحدثوا على مدار الأسبوع الماضى عن أجواء من القلق والتقلب، وكان الرئيس دونالد ترامب الخارج عن نطاق السيطرة فى قلبها.
وقال المساعدون إن هذه الأيام هى الأكثر ظلاما داخل البيت الأبيض على الأقل خلال ستة أشهر، ويشعرون بالقلق حول مدى الاضطراب الذى سيغرق فيه ترامب وإدارته قبل أن يبدأ فى التعافى منه.
وتصف واشنطن بوست ترامب، قائلة إنه رئيس فى مرحلة انتقالية، يظهر أحيانا غاضبا، وتزداد عزلته. ويعبر عن غضبه سرا بأنه فى كل مرة يظهر فيها على شاشات التلفزيون تكون قنوات الأخبار تتحدث عن فضيحة أخرى له، وأعرب عن إحباطه بأنه صهره جاريد كوشنر ليس لديه سوى القليل من المدافعين عنه على الهواء، وهو يحيى الأحقاد القديمة، ويثق بأصدقاء ليس متأكدا بمن يثق فيهم.
كما أن واحدة من أشد المقربين لترامب فى الجناج الغربى، وهى هوب هيكس مديرة الاتصالات، قد أعلنت استقالتها الأسبوع الماضى وتركت ورائها فريقا يراه الرئيس كموظفين يدفع لهم أجورهم أكثر من أنهم عائلة بديلة. وكذلك، فإن المحيطين بترامب يشعرون بالقلق من أن أصدقاء الرئيس القدامى يسعون للاتصال به، وهى الاتصالات التى عادت ما ترفع معنوياته.
وفى ظل رئاسة غير تقليدية، عادة ما تكون العاصفة والدافع والأنا هى محرك الأحداث، فإن مزاج ترامب السىء تجلى فى سلسلة من المواقف بدءا من رأيه غير المستقر بشأن السيطرة على الأسلحة وحربه التجارية الصادمة التى هزت الأسواق وعارضها قادة الجمهوريين وكثيرون فى إدارته، إلى جانب عدائه المهين لوزير العدل جيف سيشنز.
ويقول بعض مستشارى ترامب إن الرئيس ليس فى حالة سيئة طوال الوقت، بل إنه كان مسرورا بالتغطية الإعلامية لدوره فى النقاش حول الأسلحة، واللحظات اللامعة قد خففت وطأة الأمر مثل حديث مع موظفيه للتحضير للكلمة الكوميدية التى ألقاها فى عشر جريديرون مع عدد من المسئولين والصحفيين مساء أول أمس السبت.
ورغم ذلك، فإن أصدقاء ترامب يشعرون بقلق متزايد إزاء حالته، ويخشون من أن هوس الرئيس بتعليقات القنوات التلفزيونية واعتقاده عن الاستهانة به يؤثران على الرجل البالغ من العمر 71 عاما. وهو أعرب عنه أحد حلفائه بالقول آسفا إن "الجنون الخالص".
ونقلت واشنطن بوست عن الجنرال المتقاعد بالجيش الأمريكى بارى ماكفايرى قوله إنه يعتقد أن الشعب الأمريكى، والكونجرس على وجه الخصوص، يجب أن يشعروا بالقلق. ويقول إنه يعتقد أن الرئيس بدأ يضطرب فى استقراره العاطفى ولن ينتهى هذا الأمر بشكل جيد. فحكم ترامب على الأمور معيب بشكل أساسى وكلما زادت الضغوط عليه كلما أصبح منعزلا، ومن قم فإن قدرته على إلحاق الضرر ستزداد.
وتقول واشنطن بوست إن تلك الصورة لوضع ترامب فى وقت الأزمة على مدار عام بعد توليه منصبه مبنية على مقابلات مع 22 من مسئولى البيت الأبيض ومستشارى الرئيس وحلفاء آخرين لإدارته، رفض أغلبهم الكشف عن هويته لمناقشة الحالة الذهنية لترامب.
ويأتى هذا الاضطراب فى الوقت الذى تزداد فيه وتيرة التحقيق الذى يجريه المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 واحتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا أو عرقلة الرئيس لسير العدالة، بينما تم تجريد صهره ومستشاره جاريد كوشنر الأسبوع الماضى من حق الإطلاع على المعلومات السرية للغاية فى ظل تدقيق متزايد لاتصالاته الخارجية وخلطه بين عمله التجارى والحكومى.
وكان ترامب يسأل المحيطين به ما إذا كانوا يعتقدون أن كوشنر أو شركته يرتكبون أى مخالفات، بحسب ما ذكر أحد كبار مسئولى الغدارة. بينما قال مستشاران إن الرئيس قال لمساعديه مرارا أن تحقيق روسيا لم تورطه، حتى لو ورط آخرين محيطين به، وأنه يعتقد أن الشعب الأمريكى بدأ يستنتج أخيرا أن الديمقراطيين المعارضين لحملته قد تواطأوا مع الروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة