نعانى جميعا، إعلاميين وصحفيين أفرادا أو مؤسسات بالدولة المصرية، من الأخبار الكاذبة والتقارير الموجهة ومنصات قصف العقول وإطلاق الشائعات، كما نعانى من الانحيازات السافرة والسافلة لوكالات الأنباء العالمية وكبريات مؤسسات الميديا الغربية التى ترفع شعار «كل شىء للبيع» من الافتتاحيات إلى الملفات الكاملة وساعات البث التليفزيونى والبرامج الوثائقية المفبركة، ولعل الفيلم المزيف الأخير الذى أطلقته الـ «بى بى سى» عن التعذيب فى مصر، يكشف شراسة الحرب الإعلامية المفروضة علينا.
ورأينا كيف تسعى المنصات الرئيسية لهذه الحرب المعلوماتية وحرب الشائعات والتشويه ونشر الأكاذيب وإثارة الفتن فى تركيا وقطر وبريطانيا، إلى إحراز أى مكاسب عبر استقطاب الشباب والمجموعات الفقيرة والمحبطة لتكوين تيار رافض ومشكك فى الأنظمة الوطنية الإصلاحية وكل ما يصدر عنها من إصلاحات أو إجراءات أو حتى مشروعات تنموية ليتحول هذا التيار الرافض أو بعضه تلقائيا إلى التطرف ويصبح وقودا دائما للجماعات الإرهابية التى ترفع السلاح على الدولة.
ومن بين أسباب تغلغل منصات الحرب المعلوماتية فى مجتمعنا، أننا ظللنا لسنوات لا نعرف ماذا تعنيه حروب الجيل الرابع ولا كيفية تشكيل العقول على البعد وإدارة الشعوب والنخب بالريموت كونترول، وعندما عرفنا لم تكن المعرفة موزعة بالتساوى على جميع الصحفيين والإعلاميين، كما لم يكن الوعى بهذه الحرب الخطيرة، منتشرا بين المصريين والعرب، بل كان الاستعداد لتصديق سموم هذه الحرب أكبر من مواجهتها ربما لجدتها وحداثة أساليبها، أو لاستخدامها الفعال لوسائل التواصل الاجتماعى، أو لأن هدف هذه الحروب كان نشر الثورات والفوضى فى المجتمعات العربية والسلام دون اهتمام كافٍ بالتغطية على أهدافها حال تحققها.
وفى ظل أجواء الحرب الإعلامية الشرسة المفروضة علينا فرضا والممولة بمئات الملايين من الدولارات، كيف نتصور وسائل إعلامنا الوطنى؟ كيف نعيد بناءها ونؤهلها للمواجهة والانتصار فى الحرب الإعلامية ضدنا؟ وكيف نكتسب المناعة ضد سيول الشائعات والأكاذيب المبثوثة ليلا ونهارا فى فضائنا وعلى مواقع التواصل الاجتماعى؟
نحن حتى الآن، لم ننجح بنسبة مرضية فى مواجهة حروب الجيل الرابع لتفتيت المجتمعات وتفجيرها من الداخل بأيدى أبناء هذه المجتمعات، ولم ننجح بنسبة مرضية فى مواجهة منصات إطلاق الشائعات والأكاذيب وقصف العقول، خاصة على صعيد الميديا الغربية ووسائل التواصل الاجتماعى، ولعل هذا النجاح المؤجل لا يعود إلى نقص الكوادر الموهوبة والوطنية والمسؤولة، بقدر ما يعود إلى غياب التصور الشامل لمواجهة الميديا الغربية بالأسلوب الذى تفهمه وتتعامل به وباللغات الأجنبية ومن خلال منابر غربية أيضا.
الحرب الإعلامية المفروضة علينا لا تقل شراسة عن موجات الإرهاب والتطرف المسلح المدعومة من أنظمة إقليمية ودولية وأجهزة استخباراتية كبرى، والتخطيط لبناء وسائل الإعلام ودورها يجب أن يقوم بالأساس على الحرية والمسؤولية للإعلاميين، مع تقديم أصحاب المواهب والقدرات، لأن التقاعس والتأخير والبطء فى ردود الفعل يصب مباشرة فى صالح المنصات العدوة التى تقصف عقول المصريين ليل نهار من الخارج، أقول مرة أخرى، الانتصار فى الحرب الإعلامية المفروضة علينا، يجب أن يمنح الثقة للإعلاميين والصحفيين الوطنيين وأن يقدم الموهوبين منهم لإدارة وصناعة الرأى العام وفق الضوابط المهنية البحته، مع منحهم حرية النقد والتعبير عن نبض الشارع ومساءلة من يخرج عن القانون أو الضوابط المهنية من خلال النقابات.
وللحديث بقية
عدد الردود 0
بواسطة:
hamid
النقيب أحمد..زي النقيب الحاج أحمد..
من أخر السطر. ما حدث من نقيب الاعلاميين والصحفيين الذي دافع عن هذا الاعلامي الذي شتم جهاز الشرطة ي دليل أن الاعلام المصري يسير تابعا للأتجاه المعاكس.. ولا يهمه مصلحة البلد لكن مصلحته فقط.. يعني كما يقول الاعلامي المهني الاصيل الاستاذ دتدراوي الهواري..لك الله يا مصر