تقول سمر محمد جمال، ربة منزل بقرية بني مر التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط، لـ "اليوم السابع": أن فكرة مشروع الأكلات الشعبية "بيتي" بدأت عندما سمعت عن تنفيذ مشروع "الجايكا" اليابانى، والذى يهدف لتنمية صغار المزارعين بأسيوط، بعدها بدأت التواصل مع المسئولين في المشروع عن إمكانية الاستفادة منه، حيث تم تدريبنا علي تطوير الأكلات التي يتم إعدادها داخل المنازل الريفية من مخبوزات و أطعمة شعبية صعيدية.
وأضافت "سمر"، فى البداية كانت هناك رهبة وخوف من المشاركة فى المشروع وإعداد الطعام وتسويقه على المواطنين؛ ولكن ما دفعنى إليه هو إقبال الأهالى على الأكلات الشعبية الريفية، وهذا ما لاحظته من خلال بيع المأكولات فى منفذ مديرية الزراعة، ومنفذى البيع فى نادى البلدية ونقابة المهندسين".
وأشارت سمر، إلى إنها جلست هي وعدد من سيدات الريفيات بقرية بنى مر، إلى أن فكرة الأكلات الشعبية، هى كفرصة عمل نستطيع أن نجني منها المال والذى ننفقه علي المنزل وأيضا كنوع من زيادة دخل المرأة الريفية؛ بدأنا فى شراء القمح ثم طحنه وإعداد المخبوزات والمنتجات التي يقبل عليها المواطنين من " الفطائر" بالسمنة البلدى والعيش "البتاو" و"العيش الشمسي" والذى يعد من التراث التى تحتفظ به القري الريفية، كما نعمل "الفايش" و"البسكويت" و"المحاشي" وغيرها من الأكلات التي يتم طلبها .
واستطردت قائلة:" فى البداية كانت تواجهنا عدد من الأمور منها كيفية الحفاظ علي الأكلات والمخبوزات بنفس الجودة التي يتم إعدادها داخل المنزل، أثناء عرضها في منفذ بيع علي المواطنين في مديرية الزراعة و نقابة المهندسين و نادي البلدية؛ فتوجهنا في زيارة إلي أحد " مراكز التسوق" في محافظة أسيوط، للتعرف على ألية عرض المنتجات وتغليفها بعدها بدأنا فى تطوير عرض المنتجات من شراء الأطباق البلاستك، والتى يتم وضع عليها المنتجات، وتغليفها حفاظا عليها وبيعها بأسعار مخفضة عن أسعار المحال التجارية.
وتابعت:" الحمدلله استطعت أنا وإحدى السيدات ببني مر أن نقوم بعمل فكرة أخرى، وهى إمكانية توصيل الأكلات الشعبية "دليفرى" على المواطنين بدون خجل ".
وقالت مني أحمد، أحد السيدات المشاركات في "أكلة بيتي"، لـ "اليوم السابع":" أنا اشتركت في مشروع الجايكا الياباني لتحسين دخل صغار المزارعين، كنوع من توفير فرصة عمل عن طريق عمل مخبوزات وأكلات بيتي شعبية، فجلست مع عدد من السيدات واكتسبت منهن خبرة في عمل الأكلات الريفية، ومن العيش الشمسى و الفطير بالسكر و الكحك البلدى والمحشى بأنواعها والبيتى فور والرشته.
وأشارت منى، إلى وجود إقبال من المواطنين علي شراء الأكلات الشعبية وذلك لجودة الأكل وسعرها المنخفض عن أسعار المحال التجارية حيث نقوم ببيع كيلو "الفايش" بـ 25 جنيه، و كيلو "الرشته" 15 جنيه و كيلو "القادوسية" بـ 12 جنيها و والممبار المحشي بالأرز بـ 46 جنيه، و محشى الكرنب بـ 25 جنيه وغيرها من الأكلات التى نجهزها بناء على طلب الزبائن عبر تواصلهم معانا على صفحة فيس بوك والتليفون، ثم نوصلها إليهم "دليفرى".
واختتمت منى، حديثها بدعوة كل سيدة وفتاة إلى العمل والتفكير دون الانتظار إلى توفير فرص عمل حكومية، ولكن نستطيع من خلال مهارات مكتسبة، من أهلنا أننا نستغلها صح ونقوم علي تطويرها لتكون بديلا لفرص عمل تعود بالمال علينا".
بدورها، قالت الدكتورة شيرين حسين علي، منسق عام مشروع تحسين الزراعة الموجهة للسوق لصغار المزارعين بمديرية الزراعة بأسيوط، لـ "اليوم السابع": المشروع يتم تنفيذه بالتعاون بين هيئة التعاون الدولي اليابانية "الجايكا" ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بهدف تحسين مستوى المعيشة والدخل للسكان الريفيين، وتخفيض معدلات الفقر الريفى، من خلال توفير فرص عمل للسيدات الريفيات عن طريق عمل مخبوزات الأكلات الشعبية " البيتي"، حيث تم عمل دراسة لاحتياجات السوق وتدريب السيدات الريفيات على صناعة الأكلات، كما تم تنظيم عدد من الزيارات لمراكز التسوق، للتعرف على إقبال المواطنين على شراء المنتجات التى يستطيعون إعدادها .
وأوضحت الدكتورة شيرين حسين، إنه من خلال التنسيق مع المهندس ابراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، تم تجهيز منفذ بيع للسيدات الريفيات فى مديرية الزراعة، لعرض منتجاتهم وبيعها للموظفين عقب انتهاء أوقات العمل الرسمية، بالإضافة إلى تخصيص 4 أيام في الأسبوع لعرض منتجات السيدات الريفيات بنادى البلدية ونقابة المهندسين بمدينة أسيوط، وذلك لتحسين دخل صغار المزارعين والمرأة، بجانب الرجل تستطيع مساعدة زوجها وزيادة دخل الأسرة، من خلال الأكلات الريفية التى يتم إعدادها داخل منازلهن".
أشارت الدكتورة شيرين، أنه يجرى التنسيق مع جامعة أسيوط، على عمل تدريب للسيدات الريفيات، على إعداد الأكلات والمخبوزات فى معامل جامعة أسيوط، وطريقة العرض، ولذلك لإكسابهم المهارات والتنوع فى إعداد الأكلات، مشيرة إلى أنه تم عرض منتجات السيدات الريفيات بداخل كلية الخدمة الاجتماعية بأسيوط .
وقالت نعمة سيد يوسف و كريمة إبراهيم، مهندسات بمديرية الزراعة بأسيوط، والمشرفات على متابعة مشروع أكلة بيتى لسيدات بنى مر لـ "اليوم السابع": نقوم بالمتابعة الدورية للسيدات الريفيات بالقرية حيث نعقد جلسات حوارية للاستماع إلى متطلباتهم، والعمل على إكسابهم مزيد من المهارة فى صناعة المخبوزات، وطريقة تسويقها بشكل لائق يجذب انتباه المواطنين أثناء عرضهن للمنتجات فى المنافذ التى وفرتها لهن مديرية الزراعة بأسيوط.
وأضافت: "تم عقد سلسله من الحوارات بين المزارعين والمزارعات المستهدفين من مشروع تحسين دخل صغار المزارعين مع كبار التجار والمصدرين من القاهرة وأسيوط، لمعرفة احتياجات السوق للمأكولات، بعدها تم عمل تدريبات نظرية وعملية للمهندسين والمهندسات الزراعيين مع والمزارعين والسيدات الريفيات، كما تم عمل خطة اقتصادية لهن للتعرف على مدى عائد المشروع على السيدات الريفيات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة