عقدت لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، برئاسة النائب علاء عابد، اجتماعا اليوم، الأربعاء، مع وفد المفوضية الأمريكية للحريات الدينية الدولية يزور مصر حاليا، وذلك بمقر مجلس النواب المصرى فى حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب طارق رضوان.
وفى بداية اللقاء، أكد النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان، أن هناك تحرك على مستوى الدولة المصرية لتغير ثقافة المواطنين المتراكمة على مدار السنوات الماضية، سواء من خلال تجديد الخطاب الدينى لعلاج المشاكل المتعلقة بعدم قبول الآخر، أو حتى من خلال عدد من التشريعات التى يسعى البرلمان لإصدارها خلال الفترة المقبل، وعلى رأسها قانون "مفوضية منع التمييز".
وأضاف عابد، فى كلمة له أمام الوفد، أن لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان نجحت فى تفعيل مقترحها بشأن تدريس مادة لحقوق الإنسان ومنع التمييز بمراحل التعليم المختلفة، حيث أرسل وزارتى "التربية والتعليم" و"التعليم العالى" خطابا للجنة تكشف فيه عن استعدادهم لتنفيذ هذا المقترح بداية من العام المقبل، حيث سيتم تدريسها من خلال وحدات إلكترونية بنظام الفيديو حتى تكون مادة علمية سهلة على الطلاب ذوى الـ6 سنوات.
وتابع عابد، أن بناء أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط بالعاصمة الادارية الجديدة، ليس بالشئ الإيجابى الذى يجب ذكره، باعتباره أنه أمر طبيعى فى بلد لا يفرق بين المواطنين، إلا أنه فى نفس الوقت يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسى القيام بهذا الأمر فى ذلك الوقت.
ووجه الوفد الأمريكى، تساؤلا لعلاء عابد، حول ماهية القانون الذى يسعى البرلمان لتمريره الفترة المقبلة لدعم حقوق الإنسان، وهو مارد عليه عابد قائلا: "بالطبع مفوضية عدم التميز".
وحول تساؤل الوفد الأمريكى، عن تضمين القانون المصرى مادة بشأن تجريم ازدراء الأديان، علقت النائبة منال ماهر، عضو اللجنة، بتأكيدها على حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان السماوية فى مصر، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بالقضايا التى نظرها القضاء بشأن ازدراء الأديان، فأنها قضايا قديمة وليس هناك حالات جديدة.
وقالت ماهر، للوفد البرلمانى، إن المسألة تتعلق بالأقباط فأنها تنال اهتمام القيادة السياسية شخصيا، الذى ينظر لها باهتمام شديد، بقولها: "لأول مرة لدينا رئيس لجميع المصريين، حيث يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كل عيد الحضور إلى الكنيسة لتقديم التهنئة إلى شعب الكنيسة".
بدوره، قال النائب طارق رضوان رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إننا فى مصر لا نفرق بين مسلم أو مسيحى، لكن هناك فجوة بيننا وبين الغرب، لاسيما أن الأخير مصمم على رؤيته، بأن القاهرة بها أماكن خاصة بالمسلمين وأخرى خاصة بالمسيحيين.
وأضاف رضوان فى كلمته اليوم: أننا فى مصر نسيج واحد وعندما قامت ثورة 25 يناير، وعمت الفوضى الشوارع وخرج علينا البلطجية كنا جميعا يد واحدة ولم تظهر حالة فتنة طائفية واحدة.
وكشف رضوان: "أنا رجل مسلم من أقصى الصعيد ولدى عادات وتقاليد وبالرغم من ذلك فأنا متزوج من مسيحية أرثوذكسية، وهذا ما يؤكد أن ليس بمصر أى ازدراء للأديان ونحن جميعا نسيج وطنى واحد".
من جانبه، قال النائب شريف الوردانى، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى يحاول منذ توليه السلطة، تجديد الخطاب الدينى الموجود بين المواطنين، سواء من خلال المؤسسات الدينية المختلفة أو وسائل الاعلام أو حتى المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات، وهو أمر يحسب له خصوصا أنه فى غاية الأهمية باعتباره ركن اساسى فى استراتيجية الدولة المصرية فى مواجهة التطرف والإرهاب.
وانتقد الوردانى، فى تصريحات صحفية له على هامش لقاء وفد حقوق الإنسان مع لجنة حرية الديانات الفيدرالية الأمريكية، بمقر مجلس النواب المصرى اليوم الأربعاء، الهجوم الذى شنته منظمة التضامن القبطى الامريكية على مصر، بدعوى "حقوق الأقباط" بل وصل الأمر لمهاجمة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعد رده القوى على ادعاءاتهم.
واختتم الوردانى، حديثه قائلا: "للأسف الخطاب الدينى المتشدد تسبب فى انتشار ظاهرة الإلحاد، ومواجهته يتطلب خطاب دينى معتدل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة