مشرف المتحف المصرى الكبير لـ "اليوم السابع": نتأهب للافتتاح الجزئى نهاية 2018.. ونقل قناع توت عنخ آمون قبل شهر من موعد استقبال الجمهور.. وأنهينا 100% من الأعمال الخرسانية والحديدية.. ونتوقع 10 آلاف زائر شهريًا

المتحف المصرى الكبير مشروع ينتظره العالم بفارغ الصبر، وذلك لما يحتويه من قطع أثرية مهمة من حيث العدد والأهمية، فهناك ما تم عرضه من قبل وهناك ما لم يشهده أحد، ومع قرب الافتتاح الجزئى للمتحف نهاية العام الجارى، أجرى "اليوم السابع" حوارًا مع الدكتور طارق توفيق، المشرف العام على المتحف المصرى الكبير، والذى كشف لنا  العديد من التفاصيل حول آليات الاستعداد لهذا الحدث الكبير، وعما وصلت إليه أعمال الترميم والصيانة، وأيضًا كواليس زيارة رئيس مؤسسة الجايكا   اليابانية.. وإلى نص الحوار..

متى سيتم الافتتاح الجزئى للمتحف المصرى الكبير؟

المتحف المصرى الكبير سيتم افتتاحه جزئيًا أواخر العام الجارى، ولكن لم يتم تحديد الموعد الدقيق،  نظرًا لأن هناك أكثر من جهة سيادية فى الدولة متعاونة مع وزارة الآثار للتشاور حول تحديد الميعاد منها وزارة الخارجية والسياحة لتحديد التوقيت للافتتاح من ناحية الترويج السياحى المناسب، ولكننا نعمل للاستعداد لافتتاحه نهاية 2018.

متى سيتم الانتهاء من نقل جميع مقتنيات الملك توت عنخ آمون التى من مقرر عرضها فى الافتتاح الجزئى؟

القطع الذهبية المتبقية فى المتحف المصرى سيتم نقلها للمتحف الكبير قبل شهر من الافتتاح، وبالتحديد ما بين شهرى نوفمبر وديسمبر، وهذه القطع تحتاج إلى صيانة خفيفة، أما القطع المذهبة الأكثر حجمًا مثل مقصور الأوانى المذهبية فسيتم نقلها قبل الافتتاح الجزئى بثلاثة أشهر، بمعنى أن هذه القطع مستمرة العرض فى المتحف المصرى بالتحرير لمدة 5 أشهر أخرى.

متى سيتم نقل مقاصير الملك توت عنخ آمون من متحف التحرير للمتحف الكبير؟

سيتم حاليًا لإعداد نقل المقصورة الصغرى لحظة خلو قاعات العرض من الغبار، وباقى المقاصير يتم عمل الدراسات البحثية الدقيقة لها، للتأكد من حالة المواد المصنوعة منها المقاصير، لأنها ستحتاج إلى جهد ووقت لتحقيق حالة الاستقرار لنقلها، وبدأنا فى إعداد الدراسات للمقصورة الثانية وستستغرق وقتًا،  نظرًا لاختلاف طبيعة وتركيب كل مقصورة، وبالتالى لابد أن تأخذ الوقت الكافى  لدراستها تمهييدًا لنقلها بأمان تباعًا.

هل تمت الدراسة الدقيقة لأعمال فك المقاصير لإعادة تركيبها فى المتحف المصرى الكبير؟

بالفعل، نحن نستخدم فى الوقت الحالى التقنية الحديثة، وسيتم عمل عملية محاكاة لكيفية الفك وإعادة التركيب، والمهم فى هذا الموضوع ألا يكون بين عملية الفك والتركيب فترة زمنية متباعدة.

ما عدد القطع الأثرية التى تم نقلها للملك توت عنخ آمون حتى الآن؟

تم نقل ما يزيد عن 4300 قطعة أثرية من مقتنيات الملك الذهبى، والمتبقى حوالى ما يزيد عن 700 قطعة، وهذه القطع المتبقية هى نفسها المعروضة بالمتحف المصرى بالتحرير، وخلال الـ 5 شهور المقبلة سيتم نقبل بعض القطع غير المذهبة من آثار توت عنخ آمون كما سيتم نقل آثار الملك الفرعونى التى مازالت معروضة فى متحف الأقصر، تمهيدًا لعمل عروض جديدة فى الأقصر، وأعمال تجديد العرض المتحفى أسهل حيث أن اعمال الاكتشافات مستمرة هناك.

متى سيتم استئناف أعمال نقل مقتنيات توت عنخ آمون بعجد توفقها نظرًا لنقل تمثال رمسيس الثانى لبهو المتحف؟

حسب الجدول الزمنى قمنا فى الفترة الماضية من نقل عجلتين حربيتين  وسريرين، والمرحلة المقبلة سيتم نقل عجلة حربية أخرى، وذلك فى غضون 60 يوما.

هل أعمال النقل مقصورة على مقتنيات الملك توت عنخ آمون فقط خلال الفترة الماضية؟

بالطبع لا فتم خلال شهر  فبراير نقل ما يزيد عن 100 قطعة من مخازن سقارة وجميعها قطع من فترات تاريخية مختلفة من الدولة القديمة وحتى  العصر المتأخر، ويتم نقل كل شهر القطع التى ستعرض فى القاعات التاريخية التابعة للمرحلة الثانية، ولكن بالطبع هناك تركيز كبير على افتتاح المرحلة الأولى، التى ستشمل القطع الأثرية على الدرج العظيم وهى قطع ملكية ضخمة وعناصر معمارية ضخمة، التى تتطلب تنظيف وصيانة كبيرة، وبالتالى هناك اهتمام وتركيز على أولوية القطع الخاصة بالافتتاح الجزئى مع عدم إغفال استمرار نقل القطع الأثرية الخاصة بافتتاح المرحلة الثانية ، ولا ننسى أن الافتتاح المرحلة الأولى سيتم عن ما يزيد عن 5000 قطعة.

وماذا عن ما تم نقلها منذ بدء أعمال النقل وحتى الآن"؟

تم نقل ما يزيد عن 34000 قطعة وتم ترميم 37000 ألف قطعة أثرية، وهذه يعنى أن هناك بالفعل مجهودا كبيرا قد تم للإعداد للمرحلة الثانية بعد الافتتاح الجزئى للمتحف، ونظرًا لقرب المرحلة الأولى فلابد أن نعطيها الأولوية، ولكن هناك أعمال أعدت للمرحلة الثانية بالفعل كما أوضحت من خلال نقل عدد كبير من القطع الأثرية.

هل تم الانتهاء من نقل القطع الأثرية الضخمة التى سيتم وضعها على الدرج العظيم فى الافتتاح الجزئى للمتحف؟

الدرج العظيم سيضم 87 قطعة أثرية ضخمة، تم نقل منهم حالًا 24 قطعة، وسيتم الآن بمعاونة الشركة الوطنية نقل باقى القطع من المتحف المصرى بالتحرير، ولكن نظرًا لكبر حجم هذه القطع، فهى تحتاج إلى تجهيزات وتدعيم خاص لنقلها بأمان، وهى تسير طبقًا للتوقيت الزمنى، حيث أنه حتى الآن بمحيط الدرج العظيم يوجد السقالات، فسيبدأ توافد هذه القطع على الدرج فور فك تلك السقالات، وسيتم تخصص لها مكان قرب منطقة الدرج لصيانتها حتى يتم نقلها مباشرة لأماكن العرض، وأيضًا لتقليل تكاليف النقل لأنها مكلفة للغاية، ولعدم تعريض الآثار للإجهاد.

عند افتتاح المتحف جزئيًا سيكون تم الانتهاء من الأعمال الانشائية بالكامل؟

عند الافتتاح الجزئى للمتحف سيكون تم الانتهاء من المبنى ككل إلى جانب الواجهات والساحات الخارجية، وأيضا سيتم العمل بالقاعات، ولكن سيتبقى للمرحلة الثانية تجهيز قاعات العرض التاريخية، التى تصل لـ 14 قاعة، تتناول تاريخ مصر من ما قبل التاريخ وحتى العصر اليونانى الرومانى، حيث سيتم عمل بطاقات لـ 25 ألف قطعة لم يتم عرضهم من قبل، وسيحتاجون لبحث ودراسة تحتاج لوقت، لتجهيز معلومات دقيقة، فنجن سنعرض للعالم أشياء لم تعرض من قبل، وفى نفس الوقت نعمل على تفادى النقد الموجه لمتحف التحرير منذ عقود، لعدم وجود قطع كثيرة ليس لها بطاقات، ولكن فى المتحف الكبير لكل قطعة لها بطاقة عرض.

ماذا تم من الأعمال الإنشائية للمتحف المصرى الكبير حتى الآن؟

تم الانتهاء من الأعمال الخرسانية والحديدية بنسبة 100%، وحاليًا يتم العمل على قدم وساق فى التشطيبات الداخلية والساحات الخارجية، ونسبة الإنجاز من المشروع الكلى بلغت 76%، والانجاز من الساحات الخارجية والتشطيبات الداخلية بلغت 60%، وبالتالى هذه معدلات إنجاز طيب، وتتم على نطاق واسع وبشكل أسرع، ودخول تمثال رمسيس الثانى فى 25 يناير الماضى، يدل رمزيًا لإشارة بدء دخول أول قطعة إلى داخل مبنى المتحف، فخرج من كون المتحف بناء خرسانى إلى كونه متحف.

هل سيختلف عرض توت غنخ آمون فى المتحف الكبير عما كان بالمتحف التحرير؟

نعم بكل تأكيد، سيتم عرض مقتنيات الملك الذهبى بطرق مختلفة على الإطلاق، حيث إنه تم الانتهاء من عمل بطاقات العرض الخاصة به وهى الآن تتم مراجعتها وطبعها، والتى ستسرد قصة حياة توت عنخ آمون بطريقة شيقة، وبمعلومات كثيرة، وبشكل قصصى تجعل الزائر يعيش الحدث، ويتفهم لماذا هذه القطع كانت فى مقبرة توت عنخ آمون، وكيف تعبر عن زمنة وكيف تنقلنا لـ 3500 سنة للخلف.

منذ فترة أعلنت وزارة الآثار عن فتح حساب للتبرع هل حقق أهدافه؟

يتم التنسيق الآن مع وزارة السياحة لعملية الترويج لعملية التبرع ولتسهيل آلية التبرع، ولكن من الطيب أن من المعطيات أصبحت موجود، فهناك حساب باليورو وأخر بالدولار، ومع الإعلان لموعد الافتتاح سيعطى مصداقية أكثر وتحمس وسيساعد بكل تأكيد على التبرع، لأن المتبرع سيشعر أن هناك هدف يساعد فى تحقيقه وسيشهد هذا فى وقت معروف.

أثار معرض توت عنخ آمون الذى سيعرض فى 10 مدن أوروبية حالة من الجدل تعليقك؟

يجب أن نوضح ثلاث نقاط اولها أن المتحف المصرى الكبير سيعرض مقتنيات الملك توت عنخ آمون كاملا وهذا معناه أنه سيجمع تلك الآثار فى مكان واحد، والتى كان معروض منها حوالى 1200 قطعة فقط، وفى الوقت الحالى سيتم عرض 5 آلاف قطعة بما فيهم الـ 166 التى ستعرض فى المدن الأوروبية، داخل سيناريو العرض، وهما لا يضعفوا العرض المتحفى على الإطلاق، ثانيا أننا كنا نبعث معارض لتوت عنخ آمون ومعنى ذلك أنه أمر ليس مستجد، وثالثا سيطوف المعرض 10 عواصم فى العالم فعندما تصطف الناس للدخول المعرض الذى سيجبر وستائل الإعلام الأجنبية للتحدث عن تلك الحدث، وهذه دعاية مجانية للمتحف المصرى الكبير، وخروج المعرض فى هذا التوقيت مناسب للغاية لتزامنه مع الافتتاح الجزئى للمتحف الكبير وسيعرف العالم أن المتحف مفتوح أمام الجمهور، وسيضع مصر فى بؤرة الاهتمام، وسيكون هناك اهتمام بأن يتم عمل شاشة فى كل معرض ترسل بث مباشر من داخل المتحف الكبير.

نريد أن نعرف كواليس زيارة رئيس مؤسسة الجايكا اليابانية للمتحف المصرى الكبير؟

زيارة رئيس مؤسسة الجايكا جاءت لتؤكد على أنه مهتم بأن يكون مشروع المتحف المصرى الكبير له مردود ثقافى وتربوى  كما وضحنا له أهداف المشروع والرؤية الخاصة به، وأن مقتنيات الملك الفرعونى سيتم عرضها على مساحة 7000م، وأنه سيكون هناك متحف قاعات خاصة للطفل يتلقى فيها التوعية الأثرية على مساحة 7 آلاف متر موازية لقاعة الملك توت عنخ آمون، وأبدى إعجابه الشديد بالمشروع، بالإضافة إلى اندهاشه بالتطوير الذى يتم فى المنطقة حول محيط المتحف المصرى الكبير، ووجود طريق شمالى واخر جنوبى حتى يكون هناك سيولة للمرور وخدمة للمواطنين المقيمين بالمناطق المحيطة بالمتحف، كما وضحنا له أن المتحف سيوفر حوالى 1000 فرصة عمل، حيث إنه عندما يتوافد على المتحف 10 آلاف زائر فى اليوم، سيتطلب تقديم خدمات أكثر للزائرين، من حيث الضيافة والهدايا التذكارية ووسائل الانتقالات، وبالتالى ستوفر فرص عنل طيبة للارتقاء بمستوى معيشة المقيمين حول المكان، وكل هذه النقاط أثارت إعجاب وتقدير رئيس مؤسسة الجايكا، الذى قام بجولة بالموقع وانبهر بسير وتقدم العمل، وأن المشروع يحتوى على جوانب خدمية بجانب المتحف مثل قاعة المؤتمرات والمطاعم فندق صغير، وكل هذه الجوانب أوضحت أن المشروع متكامل، وحرص أيضًا على زيارة تمثال رمسيس الثانى والتقاط صورة شخصية مع التمثال بهاتفه الشخصى.

أشرت إلى أن الوزارة تأمل فى أن تصل معدلات الزيارة للافتتاح الجزئى لـ 10 آلاف زائر يوميً فماذا عند الافتتاح الكلى؟

كلما اتضح للزائرين بمرور الوقت الخدمات المقدمة داخل المتحف، كلما كان هناك دعاية أكثر، وعند الافتتاح المرحلة الثانية سنشهد زيادة كبيرة فى معدلات الزيارات للمتحف المصرى الكبير.