ما جرى فى استاد القاهرة، الثلاثاء الماضى، بعد انتهاء مباراة الأهلى ومونانا الجابونى، يدخل ضمن جرائم شغب الملاعب، والتى تصورنا أنها انتهت، وأن جماهير الكرة يمكن أن تعود للمدرجات.. انتهت المباراة وكان هتاف أغلبية الشباب للأهلى الفائز برباعية على مونانا الجابونى، وفجأة اندلعت المصادمات.. شمروخ مع هتاف مع صدام فمشاجرة بداية لفوضى لم تكتمل وتركت وراءها كراسى محطمة وتخريبًا، ونحمد الله على عدم وقوع ضحايا.
كل هذا واضح فى الصور والفيديوهات، لكن الدكتور شمروخ شادى الناشط الثورى الاردوازى التخصصى وزملاءه، وجدها فرصة ليعود إلى أضواء الفلكلور، والعك الذى لايمكنه التفرقة بين الثورة والفوضى.
وليس أكثر بؤسًا من مدعى الثورية، يجلس خلف كيبورده منتظرا أن يأتيه انتصار من شمروخ فى مدرجات كرة القدم، أو تحطيم كراسى المدرجات، وإشعال النار.. تخريب وعمل جنائى إجرامى فى كل القوانين وفى كل دول العالم، لكنه يبدو مختلفا مع الدكتور «شمروخ الثورى» وعدد قليل من وكلاء الخيبات السياسية، يكتفى بالبغبغة، والتصفيق لأى فعل تافه باعتباره فعلا ثوريا يسهم فى «إشعال الفعل اللاإرادى فى سلطوية البقاء المتوارى خلف خطوط الكلمات المتقاطعة».
وقد فعلها شادى شمروخ النائم فى فسيفسائه، يرى فى تكسير وإحراق كراسى الاستاد رسالة مهمة وسط الإحباط.. و«خطوة نحو الزحف التصفيقى انطلاقاً إلى شوارعية البقللة الجماهيرية».
وكل صاحب عقل يتابع مايجرى، يعرف أن محاولة إقحام الألتراس فى السياسة كان سلبيًا على التشجيع والسياسة فى وقت واحد.. وأن الرهان على الكثرة العددية رهان على غثاء بلا عقل، المدرجات مكان للتشجيع والتصفيق وليست مكانًا للشعارات الفارغة.
مشجع الكرة يعرف فقط الانحياز لفريق ضد آخر، أبيض وأسود، والثورية أكبر من مجرد إطلاق شمروخ أو هتاف من حنجرة فى مدرجات، والتخريب يضر بالرياضة وباللعب والتشجيع وأيضًا بالسياسة.
ولا نعرف من أفهم الدكتور شمروخ وشركاه أن التغيير يحدث من كثرة الجلوس خلف الكيبوردات، لكتابة تويتات تشيد بأفعال إجرامية، بينما الطب والعلم يؤكدان أن كثرة الجلوس خلف الكيبورد تتسبب فى تكوين المزيد من الدهون على الجسم والمخ وتصيب «المتوت اللاإرادى» بالتخمة والتبلد وبطء التفكير، والدكتور شمروخ الاردوازى لم يشاهد متلبسا بأى فعل مفيد، فقط يختفى ليظهر بجمل وعبارات «مجعلصة» ويقتات على التقارير المضروبة، ويعين نفسه وكيلا للثورة والشباب، ومتحدثًا حصريًا باسمهم وعندما يرد عليه زملاء فى السن والتعليم ويرفضون الفوضى، يتمطع ويتهمهم بأنهم لجان وهى تهمة جاهزة لدى قطاعات شماريخ الثورة ممن يعجزون عن التفاهم بمنطق، ويبغبغون فى الفراغ الافتراضى بشعارات أصبحت من الماضى.
الدكتور شمروخ وزملاؤه أصبحوا مجرد فلكلور وشعارات خالية من المعنى، لدرجة أنه يبحث عن انتصار لدى مسجلين يحطمون كراسى فى مدرجات كرة القدم ويصفق شمروخ بكل قوة، متباهيًا بحنجرة غيره.ولا نعرف من أفهم وكلاء اللافعل، أن البغبغة بشعارات تنتهى بتحطيم كراسى وكاميرات يمكن أن تكون فعلا ثوريًا.. ترضى غرور شمروخ وشركاه، وتفسد على غيره المتعة وتضيع فرصة إعادة الجمهور للمدرجات.. المهم أن يشعر الدكتور شمروخ بالرضا عن ذاته الثورية الافتراضية ويكثر من إطلاق التويتات، دون التفرقة بين العمل السياسى والسعى للتغيير، وبين الانتفاخ الناتج عن الغازات الافتراضية.