عاصفة انتقادات دولية واسعة اجتاحت المجتمع الدولى ضد واشنطن، اليوم الجمعة، بعدما وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رسميا، قرار فرض رسوم جمركية من 25% و10% على واردات الصلب والألومنيوم على التوالى، متجاهلا التحذيرات التى تحدثت عن اندلاع حرب تجارية عالمية واحتجاجات حلفائه فى أوروبا والداخل، حيث أكد البيت الأبيض، الخميس، إن القرار سيصبح نافذا بعد 15 يوما، فيما أوضح مسئول أنه يستثنى كندا والمكسيك فى الوقت الحالى.
"طريقة خاطئة لإدارة الأعمال التجارية"
"طريقة سيئة" لإدارة الأعمال التجارية".. بهذه الكلمات استنكرت بريطانيا قرار الولايات المتحدة فرض رسوم على واردات الصلب والألومنيوم، حيث قال الوزير البريطانى للتجارة الدولية ليام فوكس، إن "الحمائية والرسوم لم تنجحا يوما"، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين فى شأن الرسوم والإعفاءات المحتملة لحلفاء الولايات المتحدة.
"حربا تجارية لن تُسفر سوى عن خاسرين"
أما فرنسا، فقد أعربت عن أسفها لإعلان ترامب فرض هذه الرسوم، حيث قال وزير الاقتصاد الفرنسى برونو لو مير، أن ما أعلنته الولايات المتحدة يُعد "حربا تجارية لن تُسفر سوى عن خاسرين". مضيفا "سنقيّم مع شركائنا الأوروبيين العواقب على صناعاتنا، والرد الواجب اتخاذه".
تأثيرات خطيرة على الاقتصاد العالمى
فى سياق متصل، قالت اليابان، اليوم الجمعة، إن الرسوم التى فرضتها الولايات المتحدة "مؤسفة"، مشيرة إلى إن هذا الإجراء يمكن أن يكون له "تأثير خطير" على العلاقات الاقتصادية بين طوكيو وواشنطن.
وأوضح وزير الخارجية اليابانى تارو كانو فى بيان "سنتخذ التدابير المناسبة بعد أن ندرس بعناية النتائج المترتبة (لهذه الرسوم) على الاقتصاد اليابانى، مضيفا :"الإجراء الأمريكى قد يكون له أثر خطير على العلاقات الاقتصادية بين الحليفين، اليابان والولايات المتحدة، وكذلك على الاقتصاد العالمى".
هجوما متعمدا على النظام التجارى العالمى
وتوصلت ردود الفعل العالمية الغاضبة من هذا الإجراء الأمريكى الذى يُعد بمثابة حرب تجارية تشنها واشنطن، حيث أكدت الصين، "معارضتها الشديدة" للرسوم الأمريكية، منددةً بـ"هجوم" على النظام التجارى المتعدد الأطراف، حيث قالت وزارة التجارة الصينية فى بيان لها، إن "سوء استخدام بند الأمن القومى من قبل الولايات المتحدة يشكل هجومًا متعمدًا على النظام التجارى المتعدد الأطراف... وسيكون له بالتأكيد تأثير خطير على نظام التجارة العالمي". وأضافت الوزارة أن "الصين تعارض ذلك بشدة".
هل سيعفى الاتحاد الأوروبى من هذه الرسوم؟
من ناحية خرى، قالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم، إن "الاتحاد الأوروبى يجب أن يعفى" من هذه الرسوم الجمركية الأمريكية التى فرضها ترامب. وأضافت عبر تويتر أن "الاتحاد الأوروبى شريك مقرب من الولايات المتحدة، ونواصل الاعتقاد بأن الاتحاد الأوروبى يجب أن يُعفى من هذه الاجراءات".
البنك المركزى الأوروبى ينتقد خطة ترامب
فيما انتقد رئيس البنك المركزى الأوروبى، ماريو دراجي، خطة ترامب الاقتصادية ووصفها بأنها خطوة أحادية الجانب وخطيرة، قائلا :"إن النزاعات يجب أن يتم العمل على حلها بين الشركاء التجاريين، وليس من خلال الإجراءات أحادية الجانب".
وفى عام 2017، بلغ إجمالى واردات الولايات المتحدة من الصلب 33,46 مليار دولار مقابل 24,28 مليار دولار عام 2016 ، بزيادة نسبتها 37,8%، فيما بلغت واردات الألومنيوم 17,31 مليار دولار مقابل 13,14 مليار بزيادة حجمها 31,7 %.
11 دولة ترد على ترامب بتوقيع اتفاق للتجارة الحرة
وردا على هذه الإجراءات الأمريكية التى فرضها ترامب، فقد وقع وزراء التجارة من 11 دولة تقع على المحيط الهادئ، اتفاقية للتجارة الحرة فى العاصمة التشيلية سانتياجو لتعزيز التجارة وخفض الرسوم الجمركية بين دولهم، حيث تشمل الاتفاقية التجارية الجديدة: أستراليا، بروناى، كندا، تشيلى، اليابان، ماليزيا، المكسيك، نيوزيلندا، بيرو، سنغافورة، وفيتنام.
وأشار وزير الخارجية التشيلي، هيرالدو مونوز، إلى أن هذه الاتفاقية تُعد إشارة قوية ضد الضغوط الحمائية، فهى تخدم التجارة الحرة فى العالم، بدون عقوبات أحادية الجانب و تهديد بحروب تجارية".
الدول المصدرة للصلب والألومنيوم
ووفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية لعام 2017، فإن البلدان العشرة الأولى من حيث إجمالى الواردات المصدرة للصلب هى كندا، البرازيل، كوريا الجنوبية، روسيا، المكسيك، اليابان، ألمانيا، تركيا، تايوان، جنوب أفريقيا، أما الصين التى تُعد هدف إدارة ترامب، فإنها تحتل المرتبة 11 مع 2.7% (900 مليون دولار)، بينما تشتمل الجهات المصدرة للألومنيوم على كندا، الصين، روسيا، الامارات، البحرين، الأرجنتين، ألمانيا، الهند، أستراليا، وجنوب أفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة