"حزين.. كإن الحزن مصلوب".. ننشر قصيدة رثاء الأبنودى للشهيد عبد المنعم رياض

الجمعة، 09 مارس 2018 12:02 م
"حزين.. كإن الحزن مصلوب".. ننشر قصيدة رثاء الأبنودى للشهيد عبد المنعم رياض الأبنودى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ49، على وفاة البطل المصرى الفريق أول عبد المنعم رياض، بعد أن توجه بنفسه إلى الجبهة ليرى الأوضاع عن قرب ويشارك جنوده فى مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيليى سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق.
 
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى رثى القائد الكبير، فى واحدة من أروع قصائده:
 

أخي العزيز
(عبدالمنعم رياض)

شهيد معارك القنال:
تحية طيبة وسلام
سلام حقيقي
زي شمس العالم اللي..
بتيجي من قلب الضلام
عصرته لك...
من الدموع والابتسام
أرسلته لك
من خلف موكبك
من الزحام
من قلب صدق مصر
لما بتجتمع
ويبلع الصوت الكبير
* في قلبه* كل صوت
مصر الشريفة
بتندلع
وبتتسمع
من غير كلام!!
أكتب إليك وانا ع الرصيف
الصبح بدري..
طلعت م البيت
انتظر ركبّك يفوت
وقفت وسط الناس
وفي ضِل العمارات والبيوت
حزين.. كإني الحزن
مصلوب
كاني نخلة لما الريح تموت
غريب في وسط الناس
هنا.. علي الرصيف
بتعصف الدنيا
بأحلي ما في الضلوع.
لاقادرة عيني علي البجا
ولاقادرة
علي حبس الدموع.
مايهز أولادك
يا أرض الطيبين المخلصين
إلاٌ اختفا إنسان شريف
خاصٌّة..
إذا مات في الدفاع
عن الوطن
وعن الفقاري والسنابل
والمباديء.. والرغيف.!!

***

كان الهوا بالامس بارد
في نواحي القاهرة
وانا ضعيف.
لكن وقفْت في الميدان
ماكانش ممكن أنسحب من المكان
كإن حيفوت من هنا
جسدي أنا.
وقفت ادفي جسمي
في جسم الجموع.
وماكنتش اتخيل
بان اللي ف حشايا
في حشا و دموع
جميع الناس في مصر
إلاٌ امٌا كسرني الزحام
وعصرني عصر
كأني قشٌّاية في بحر
يردٌني يجيبني يمين
شمال يمين..
في الزحمة دي تنسي انت مين..
لكني حسيت إن زقٌّّي حقهم
وإن ده المفروض يكون.
ما أحلا مصر
وهبه طالعة برجلها
بره السكون
علشان تكون!!

***

وانا كنت فاكر
ان اللي جمٌّعنا الأسي
علي فقْد قائد جيش عظيم
في ظروف شداد
تشبه لدي.
لكني حسيت بالخجل
لما سمعت حوار مابين
اتنين مواطْنين طيبين
وأغلب الظن أنهم عمال
لأ.. نقاشين.
متطلطخة إيديهم بزيت البوية
والميتْ ألف لون
وأغلب الظن انهم
تركوا العمارة
ونزلوا يهدوك السلام.!!
قال القصير السمين:
(ده بدء خير)
بصٌجوا اللفنديات عليه
مستغربين.
كمٌل كلامه:
(ايوه.. واللهي النهاردة اقدر أقول
ان احنا بكرة منصورين)
بّصوا لفنديات
باستغراب شديد.
كمل كلامه:
(أيوه.. 'عب منعم رياض'
قائد عظيم.
لانه بالموت إدٌي معني
للحياه.
لقيمة العمل الكبير
اللي بناه وهوٌه.. حيٌ.
اتخيلوا قائد كبير
في أيام صعيبة زي دي
بيموت شهيد!!
وماتْها فين..؟
وسط العساكر والجنود
معناها إيه؟
معناها ان 5 يونيه
بيختفي .. إلي الأبد.
وانٌجه اتوجد معني
لتحرير الوطن
وعن الدفاع عن البلد.
كل اللي مات
من قبل 'عب منعم رياض'
ماتوا ع السرير وفي البيوت
ماتوا في سكوت.
وكلهم قجتلةّ المرض مش العدو.
لكن ده غير كل الرجال.
ده أول اللي ماتوا
علي شط القنال.
ودمه طرطش ع الرمال
يرسم أمل وراء النضال
وبدمه..
بيقول : 'إشهدوا'!!
انتو تقولوا مات شهيد
وأنا أقول:
ده مات مثل.
مات..
عارف ان الموت
جزء من العمل.
بيكمل الشغل اللي سبْته
فوق.. علي حيطان العمارة.
لولا إني شايفه عظيم عظيم
لولا انه خلانا نصدق
اللي بتقوله الخطب..
من ان سينا راح تعود
لولا انه كان واحد بسيط
من الجنود.. ازاي حاكون هنا في الميدان استقبله لجل الوداعْ..
ده لابن خال ولا ابن عم
لكنه شيٌٌل قلبي هم
مش أي هم .. واللي اشتري غير اللي باع

***

وعلي الرصيف
يا اخ (عب منعم رياض)
غلّي الزحام
وعلي الكلام.

***

العامل التاني رفيع..
شعره شايب
سنٌجه أكبر مننا.
اندار وبجصٌ علي اللفندي
اللي بيمزع الزحام
علشان يقف قدام
ووجهله الكلام.
وقالله:
(يا ابني..
لا أهمية لمطرح أو مكان
اختار ولو أبعد مكان
مافيش هنا فرجه
ولا متفرجين..
حتبجصٌ علي مين؟.. البطل..
جوه الخشب.
وإحنا هنا طالعين عشان
نعمل عمل.
طالعين
نوافق الأخ 'عب منعم رياض'
علي انه مات لاجل الوطن
ونطالبوا 'بمزيدن' من الشهدا
جنود ومواطنين.
طالعين نشاركوا ف معركتنا
بالوقوف حول الجسد.
ونقول بإننا نقبل الموت الشريف
اللي بيرسم من دمانا عيد..
ونحط روحنا ع الرصيف
مع نفس جثمان الشهيد
والاٌ احنا واقفين ليه ياناس!!؟)

***

ميٌلنا روسنا في خشوع
جسدك يا 'عب منعم رياض'
نطق لسان إنسان فقير
بحقه في الحرية وبحقه
في تقرير المصير.
خلنا نتوحد جميعا في جسد
خٌّلانا نتوحد جميعا
في هتاف واحد يهز سما البلد
بالروح
بالدم
نفديكي يا مصر










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة