تحت حماية الجيش والمخابرات التركيين، أعلنت جماعة الإخوان الإرهابية عن تنظيم احتفال ضخم بمناسبة مرور 90 عاما على تأسيسها على يد حسن البنا المقتول فى مصر، الإعلان الذى نشرته جماعة الإخوان بالعربية والتركية عن الاحتفال بمرور تسعين عاما على التأسيس، يستدعى العديد والعديد من الأسئلة عن الاحتفال والمحتفلين وموضوع الاحتفال نفسه ومكان الاحتفال كذلك.
هل يمكن أن تجاهر مجموعة الإخوانجية الهاربين إلى أحضان المخابرات التركية، التى تنوى الاحتفال فى قاعة «على أميرى» بشارع وطن، بنشر وثائق تأسيس الجماعة والمراسلات المتبادلة بين حسن البنا المقتول وضباط الاتصال الإنجليز الذين تولوا تدريبه وتمويله عبر شركة قناة السويس، خاصة أن تلك الوثائق لم تعد سرا بعد أن كشفت عنها الاستخبارات البريطانية؟
هل يمكن أن يتحفنا الإخوانجية المحتفلون، بتأويلات جديدة عن فكرة الأممية الإسلامية وأستاذية العالم التى زرعها ضباط الـ«إم آى سكس» فى ذهن البنا وكيف رسموا له سبيل انتشار جماعته وسط فئات المجتمع المصرى وصولا إلى القصر الملكى وبطانة فاروق الأول؟
وهل يمكن أن يجيب الإخوانجية المحتفلون عن بداية تشكيل الجماعة للميليشيات المسلحة بالتعاون مع المخابرات البريطانية والقصر الملكى للمساهمة فى حماية مصالح فاروق الأول وكذا إرهاب الفصائل الوطنية الأخرى من الوفديين وحتى الشيوعيين؟
وهل يتحلى الإخوانجية الحاليون بالجرأة ليكشفوا عن أكبر كذبة توارى خلفها الإخوان وهى النضال ضد اليهود الغاصبين للأراضى الفلسطينية، وكذا ضد معسكرات الجيش البريطانى فى منطقة القناة قبل ثورة 1952، وكيف كانت العمليات الإرهابية ضد الممتلكات اليهودية فى مصر من اغتيالات وحرق الممتلكات بالتنسيق مع المخابرات البريطانية لتخويف يهود مصر ودفعهم إلى مغادرة البلاد والهروب إلى حضن الدولة الإسرائيلية الوليدة؟
وهل يجرؤ الإخوانجية المحتفلون أن يتناولوا ما نشره الباحث البريطانى مارك كورتس فى كتابه «التواطؤ البريطانى مع الإسلام الراديكالى»، وكيف كان حسن البنا يتلقى تمويلات مالية من الاستخبارات البريطانية حتى مقتله، واستمرار التمويل للجماعة من بعده لمحاولة إسقاط نظام عبدالناصر خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، حتى وصل الأمر إلى محاولة اغتيال عبدالناصر فى حادث المنشية، وكذا استهداف عدة مرافق ومنشآت حيوية خلال الستينيات والتخطيط لتفجيرها والاستيلاء على مبنى الإذاعة ومراكز القيادة للاستيلاء على الحكم؟
وهل يجد الإخوانجية المحتفلون الجرأة ليستعرضوا مراحل تأهيل الجماعة الإرهابية من قبل الاستخبارات البريطانية بطابورها الخامس وتنظيمها الخاص، حتى تكون جاهزة للقفز على الحكم فى مصر حين تسنح الفرصة؟ وكيف فشلت فى الوصول إلى هذا الهدف خلال حرب 1956 وبعد حرب 1967، حتى نجحت فى التمدد داخل المجتمع المصرى بعد الإيعاز للسادات بضرورة السماح لها بالعمل والضغط على مبارك ليسمح لها بالمشاركة فى الحكم، وصولا إلى تسليمها السلطة بالضغط والتحايل من قبل الأمريكيين والبريطانيين رعاة مشروع الفوضى الخلاقة فى المنطقة العربية؟
بالطبع لا يجرؤ أى من قيادات الجماعة الإرهابية على مصارحة النفس بالتاريخ السرى لجماعتهم وتمرغها فى وحل الاستخبارات الغربية والأمريكية من بعدها، وكذا كل الأذناب المتحالفين مع واشنطن من الدوحة إلى أنقرة، وبالطبع لا يسألون أنفسهم وكلهم أصحاب منافع شخصية وثروات ضخمة، عما يربطهم بذلك المقر الرئيسى فى لندن ومن يسبغ على أرصدتهم الحماية ويدع أجيالهم تتواصل وتعيش فى ظل الدولة الأم الراعية بريطانيا العظمى، لأنهم ببساطة نشأوا على خدمة التاج البريطانى والمصالح البريطانية وسيظلون كأى جماعة وظيفية يقومون بالأدوار القذرة فى مصر وسائر البلاد التى ينتسبون اسما إليها، حتى ترضى عنهم تيريزا ماى والذين معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة