نجح ولى العهد السعودى الأمير الشاب محمد بن سلمان فى تغيير وجه المملكة العربية السعودية أمام الرأى العام الأمريكى والقادة السياسيين هناك فى أول زيارة رسمية له منذ توليه منصب ولى العهد المملكة.
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية تعليقا على زيارة ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تستغرق 3 أسابيع إن جهود حملة العلاقات العامة للأمير الشاب والتى تهدف إلى إعادة تشكيل صورة الرياض أمام العالم حققت نتائج إيجابية خلال زيارته.
مع بيل جيتس
وأضافت أن جدول أعمال الأمير محمد والذى تم تسريبه كشف عن أن لقاءاته تشمل مسئولين فى العاصمة الأمريكية، واشنطن وعلى رأسهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ولكنها تتضمن كذلك لقاءات مع أباطرة الإعلام مثل روبرت مردوخ وأبرز رجال الأعمال بل ومشاهير مثل أوبرا ونفرى وتيم كوك، كما أظهر الجدول المسرب.
واعتبرت "الجارديان" أن ولى العهد السعودي يسعى إلى ترويج صورة لنظام متطور في الولايات المتحدة، فى محاولة لزيادة الاهتمام بالاستثمار السياسي والاقتصادي في الرياض.
أثناء زيارته لبيل كلينتون
وقالت الصحيفة إن الأمير الشاب منذ تعيينه وليا للعهد العام الماضى يحمل رؤية إصلاحية للبلاد متعهدا بتحديث نظام المحافظين السعوديين القوى. ومن بين تعهداته، تحطيم بعض القواعد الاجتماعية الصارمة بالسعودية. وفي إطار رؤية بن سلمان المعلنة، تم إلغاء الحظر على دور السينما المفروض منذ 35 سنة وتم السماح للسيدات بالقيادة وهو القرار الذى سيتم تطبيقه قريبا.
واعتبرت "الجارديان" أن الأمير محمد بن سلمان نجح خلال زيارته فى أمريكا لأن يكسر الصورة النمطية عن السعوديين، مما يعنى نجاح حملة العلاقات العامة وأنها بدأت تؤتى ثمارها فى الولايات المتحدة.
محمد بن سلمان فى ستاربكس أثناء زيارته لأمريكا
وقال شادي حميد، وهو زميل بارز فى مشروع العلاقات الأمريكية مع العالم الإسلامى فى معهد بروكينجز: "بشكل عام، هناك الكثير من الاهتمام والانفتاح تجاه ما يفعله محمد بن سلمان، بمعنى أنه نجح فى دفع هذا السرد الخاص بوجود سعودية جديدة".
وأضاف: "لدى الأمريكيين نقطة ضعف لهذه الرسائل التبسيطية للتحديث، وهذه الفكرة هي أن العرب المتأخرين بدأوا يتغيرون.. سيكون لها دائما جمهور".
وكان جزء من هذه الحملة ظهور ولى العهد بصورة "غير رسمية" فى الكثير من المناسبات، مثلما ذهب إلى أحد فروع سلسلة المقاهى الشهيرة "ستاربكس" بنيويورك، مع رجل الأعمال، مايكل بلومبرج، عمدة نيويورك السابق ومؤسس وكالة بلومبرج، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
واعتبرت الصحيفة بدورها، أن الأمير محمد بن سلمان حاول منذ وصوله إلى الولايات المتحدة إلى تغيير الانطباع العام عن المملكة الغنية بالنفط، وإعادة تشكيل صورتها أمام العالم، لاسيما مع خطة الإصلاح التى يتبناها، والتى تشهد الكثير من الإجراءات الجريئة، موضحة أن العلاقة بين المملكة والبيت الأبيض فى أفضل أشكالها منذ سنوات.
وأضافت الصحيفة أن التحدى الأكبر الذى تواجهه الرياض الآن هو إقناع الشركات الأمريكية بالاستثمار فى المملكة وتوفير التمويل اللازم والمعرفة التقنية اللازمة لدعم خطط الأمير الطموحة لتحديث بلاده، وفى جولة الولايات المتحدة التى تستغرق ثلاثة أسابيع، سعى الأمير محمد بن سلمان إلى تجسيد هذا التغيير، حيث ابتعد عن ارتداء الملابس التقليدية السعودية وروج لنفسه كمصلح جاد أثناء الاجتماعات مع المسئولين الحكوميين والزعماء الدينيين ورجال الأعمال البارزين والمشاهير.
ونشر بدر العساكر، مدير المكتب الخاص لولى العهد، صوراً للقاء الذى جمع بن سلمان بمجموعة من الأشخاص، بينهم شقيقه خالد بن سلمان، سفير الرياض بواشنطن، بحسب سى إن إن.
ويذكر أن ولى العهد السعودى كان قد بدأ زيارة إلى الولايات المتحدة فى 20 مارس الجارى، التقى فيها الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، وعدداً من المسئولين، حيث وقّع مجموعة من الاتفاقيات مع عدة مؤسسات وشركات أمريكية.
علاقة مع الرأى العام الأمريكى وليس الساسة فقط
وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى تقرير سابق لها إن نسخة مسربة من جدول أعمال ولى العهد السعودى، كشفت عن لقائه مع نجمة الإعلام الأمريكى، أوبرا وينفرى، إلى جانب العديد من الإعلاميين والسياسيين الأمريكيين.
واعتبرت الصحيفة، أن رحلة بن سلمان إلى الولايات المتحدة تهدف إلى إقامة علاقة مع الرأى العام الأمريكى وليس فقط الساسة. وكان الأمير محمد بن سلمان قد بدأ جولة خارجية فى مستهل هذا الشهر بدأها بزيارة القاهرة ثم لندن وأخيرا الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة