كان السيناوى يخشى أن يستيقظ من نومه ويخرج من منزله، فيقع بين براثن كلاب أهل النار واختطافه، ثم تنفيذ قانون الإعدام عليه بقطع رأسه، وتصوير الجريمة فى مقطع فيديو، لبثه على كل مواقع التواصل الاجتماعى، بهدف تصدير صورة مرعبة ومخيفة عن التنظيم الإرهابى، وأن يخشى كل من تسول له نفسه فى سيناء، رفض تنفيذ ما يُطلب منه، أو يتعاون مع الأجهزة الأمنية ضدهم!!
مشهد تقطيع الرؤوس متكرر وشاهدناه فى الموصل بالعراق، وسوريا، وليبيا، ثم سيناء، وإن كان الأمر فى سيناء مختلفا من حيث عدد مثل هذه الجرائم، ومع ذلك كان الأمر مؤلما وموجعا للمصريين، أن يتم استنساخ مشاهد قطع الرؤوس أمام كاميرات الفيديو من سوريا والعراق، لتنفيذه على الأراضى السيناوية الطاهرة.
جرائم قطع الرؤوس أو الاختطاف، والتعذيب وإثارة الرعب، والعبث بالممتلكات الخاصة قبل العامة، والحد من نفوذ ودور القبائل، وتراجع تأثير شيوخها وكبارها، عبارة عن تمهيد نيرانى للنيل من الجائزة الكبرى، وهى تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية، يحكمها أبوبكر البغدادى وأعوانه، ويتم جلب كل الإرهابيين من مختلف العالم للعيش فى هذه الإمارة، الواصلة بين قارات العالم القديمة آسيا وأفريقيا وأوروبا، ولن يتسنى لهم ذلك، إلا بالقضاء على الجيش المصرى، فتفرغوا لمقاتلته، بسلاح الخسة والنذالة، وليس بسلاح المواجهة، والمبارزة وجها لوجه، فاستشهد العشرات من خير أجناد الأرض، ومن رجال الشرطة، تفجيرا وتفخيخا!!
كما استخدمت هذه التنظيمات الإرهابية فى حربها تقنية «رسم الصورة» تسرد - وهما - قدراتهم وجرائمهم وتصدير أن بعض المناطق فى سيناء أصبحت مثل الأساطير المرعبة لا يمكن لأجهزة الدولة الاقتراب منها، مثل أسطورة جبل الحلال، بنفس مقاس الصورة التى رسمها الكيان الصهيونى لخط بارليف، ووضعها فى خانة الأسطورة التى لا يمكن الاقتراب منها.
نسجوا حول الجبل ذى الطبيعة الوعرة، روايات تفوق أساطير ألف ليلة وليلة، وتحذر كل من تسول له نفسه محاولة الاقتراب منه، فالجبل هالك للجيوش، ومقبرة للشعوب، ومنصة تنطلق منها العمليات الإجرامية، للعربدة باستقرار أرض الفيروز، وخطف أرواح خير من أنجبتهم مصر، من جنود وضباط الجيش والشرطة، والجبل محشو بأنفاق يسكنها كل المجرمين، سواء التنظيمات التكفيرية والإرهابية، أو عصابات تجارة أعضاء البشر والمهربين للأفارقة خارج البلاد، والمخدرات، والسلب والنهب والقتل.
صورة، عبثية، خيالية ولا تمت للواقع بصلة، اللهم إلا استغلال غياب الجيش المصرى عن سيناء منذ اتفاقية السلام 1979 وخلو «الأرض» من خير «أجناد الأرض» أدى إلى ظهور نبت شيطانى، متمثل فى التنظيمات الإرهابية، وارتكابها جرائم خطيرة، وتصدير الصورة للخارج مفادها أن سيناء خارجة عن سيطرة الدولة المصرية!!
فكان الرد الحاسم، ووضع نهاية لهذا العبث، من خلال إعلان الحرب الشاملة «سيناء 2018»، وكما سجلت ما يطلق عليها رسائل تل العمارنة، وهى المخاطبات بين أمراء الولايات فى الشام، للملك إخناتون أحد ملوك الأسرة 18 الفرعونية، والمكتوبة باللغة المسمارية، أن جيش الفراعنة عندما يظهر فى الشام تخرس ألسنة الخونة، ويرتعد الأشرار خوفاً ورعباً، ويعود الأمن والأمان والاستقرار، فإن جيش مصر، وبدعم من رجال الشرطة، وبمجرد ظهورهم فى المناطق التى لم تطأها أقدامهم فى سيناء منذ عام 1979 استطاعوا أن يقطعوا ألسنة كلاب أهلا النار، ويلقون القبض عليهم مثل الفئران المذعورة، ويحطم كل أسلحتهم ومركباتهم ومحطاتهم الإذاعية، وخنادقهم تحت الأرض.
ولأول مرة كما قلنا، إن جنود وضباط الجيش والشرطة، من الخريجين حديثا، تطأ أقدامهم سيناء، فى المنطقة «ج» ويتعرفون على دروبها وطرقها، وكهوف جبالها، وكانت المشكلة الخطيرة التى تواجه جيش مصر منذ سنوات، أن آخر من وطأت أقدامهم سيناء هم الضباط والقيادات الذين شاركوا فى حرب أكتوبر المجيدة، وهم الجيل الذى كان يعلم خباياها ودروبها وطرقها الوعرة، وتركوا الخدمة منذ سنوات، حتى جاءت الحرب الشاملة «سيناء 2018» وداس أبطال جدد رمال أرض الفيروز، وتعرفوا على طرقها ودروبها، وما كان يتفوق فيه كلاب أهل النار من معرفة بخريطة سيناء الجغرافية عملياً، تجاوزها أبطال الجيش المصرى، وأصبحوا أكثر تفوقاً وخبرة، ووضعوا أيديهم على الأماكن الاستراتيجية، وبنوا تمركزاتهم فيها!!
لذلك حققوا نجاحاً مدهشاً، وتمكنوا - باعتراف شرفاء القبائل والعائلات السيناوية - من تطهير أرض الفيروز، فتوقفت سلسلة الاغتيالات للمدنيين، وانتهت جرائم قطع الرؤوس، وإلقاء الجثث فى الشوارع والميادين لإشاعة الرعب فى قلوب السيناويين كما توقف مسلسل الهجوم على الأكمنة، وتفجير المدرعات التى كنا نسمع عنها يوميا، ويستشهد فيها خير من أنجبت مصر!!
نعم سيناء فى قبضة خير أجناد الأرض، وهم مستمرون فى تدعيم سيطرتهم، وتشديد قبضتهم، وتطهير كل شبر من أرضها الطاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة