فيما هو أقرب لإندلاع حرب عالمية ثالثة بين القوى الكبرى فى العالم بسبب سوريا التى أكلت فيها الحرب الأخضر واليابس ، استغلت العديد من الدول فى مقدمتها الولايات المتحدة أزمة الكيماوى بمدينة "دوما" السورية التى لم تتضح حتى كتابة هذه السطور أى إثبتات تؤكد تورط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، لتعلن تدخلها عسكرياً إذا ما ثبت ذلك.
وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن الرئيس السورى بشار الأسد سيدفع "ثمنا باهظا" ، ملوحاً بالتدخل عسكريا ، حيث أكد خلال لقائه بالبيت الأبيض بقادة من الجيش الأمريكى أن هناك قرارات حاسمة ستتخذ فى هذا الصدد، لشنه هجوما دمويا بأسلحة كيماوية على مدنيين وألقى باللوم على إيران والرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى دعم "الأسد".
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وكتب ترامب فى تغريدة على تويتر "كثيرون ماتوا من بينهم نساء وأطفال فى هجوم كيماوى طائش فى سوريا. المنطقة التى شهدت تلك الفظاعة محاصرة ويطوقها الجيش السورى بما يجعل الوصول إليها من العالم الخارجى غير ممكن بالكامل".
واتساقاً مع هذا الموقف ، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه في حال حصول فرنسا على إثباتات مؤكدة عن استخدام أسلحة كيميائية ممنوعة ضد مدنيين، من قبل النظام في سوريا، فإن فرنسا ستوجه ضربات ردا على ذلك.
ماكرون
ومن جانبه ، أكد رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير اليوم الثلاثاء، على أن بريطانيا ستضطر إلى دعم أى تدخل عسكرى بقيادة الولايات المتحدة فى سوريا أو إعطاء تفويض مطلق لاستخدام الأسلحة الكيماوية فى المستقبل ، مطالبا رئيسة الوزراء تيريزا ماى بالتصرف سريعا وعدم انتظار الحصول على موافقة نواب البرلمان.
وفى تصريحات لشبكة "سكاى نيوز"، قال زعيم حزب العمال الأسبق :"إذا لم ترد على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، فمن الواضح أننا نتجاهل ما قاله المجتمع الدولى" .
وأوضح بلير أن الحكومة لا تحتاج إلى تصويت فى البرلمان للانضمام إلى أى عمل أمريكى فى سوريا لأنه لن يكون هناك تدخل برى بل مجرد دعم للتدخل العسكرى من جانب الولايات المتحدة.
وتركت بريطانيا الباب مفتوحا أمام خيار الضربات الجوية فى سوريا، وقالت رئيسة الوزراء أمس الاثنين إنه إذا تبين أن الرئيس بشار الأسد يقف وراء هجوم كيماوى آخر "يجب محاسبة النظام وداعميه، بما فى ذلك روسيا".
فى المقابل تعترض كل من روسيا والصين على إعلان الحرب على سوريا ، رافضة توجيه اتهامات إلى الرئيس السورى باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين فى دوما بدون دليل واضح .
وحذرت الصين، من عواقب العمل العسكرى بعد أن هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرد "بالقوة" ، وقال جييج شوانج المتحدث باسم الخارجية الصينية فى إيجاز صحفى روتينى الثلاثاء إن بلاده تعارض الاستخدام المتهور للقوة أو التهديد بالقوة .
إلى ذلك طالب وزيرا خارجية السويد مارجو والستروم، وألمانيا هايكو ماس اليوم الكرملين باستخدام نفوذه فى سوريا من أجل الضغط على حكومة الرئيس السورى بشار الأسد للتخلى عن أسلحتها الكيماوية.
ورفضت والستروم فى تصريح نقلته قناة (سكاى نيوز) البريطانية اليوم الثلاثاء، فكرة الانتقام العسكرى، قائلة إن دور مجلس الأمن يعد فى المقام الأول الدفاع عن التوصل إلى حل سلمى للأزمة تجنبا للتصعيد.
من جانبه، وصف ماس، ما تردد بشأن "هجوم كيماوى" فى سوريا بأنه "جريمة مروعة"، مشيرا إلى أن روسيا وبعض الدول الأخرى فى حاجة إلى ضمان قيام الرئيس السورى بتسليم "الأسلحة الكيماوية" وفتح ممرات جوية إنسانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة