رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القصف الذى نفذته، أمس الاثنين، طائرتان إسرائيليتان لقاعدة جوية سورية وأسفر عن مقتل 4 إيرانيين، يمثل تصعيدًا من جانب إسرائيل فى النزاع مع إيران على خلفية الحرب السورية، مشيرة إلى تخوف الإسرائيليين من استغلال طهران لطائراتها المسيّرة فى سوريا ضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى اليوم الثلاثاء، إن الهجوم على قاعدة "تيفور" الجوية السورية قرب مدينة حمص جذب الانتباه مجددا إلى النزاع بين إيران وإسرائيل والذى تتزايد حدته بشكل مستمر بينما يختبئ خلف ظل الحرب السورية، وقُتل 14 شخصًا على الأقل، فجر الأمس، بعدما قصفت طائرتان إسرائيليتان من طراز "إف-15" قاعدة "تيفور" بصواريخ موجهة، ووفقا لوسائل إعلام إيرانية ، فقد قُتل 4 إيرانيين فى الهجوم بينهم ضابط بارز فى برنامج الطائرات بدون طيار بالجيش الإيرانى.
ولفتت "نيويورك تايمز"، إلى أنه مع كسب طهران لامتيازات داخل سوريا جراء الفوضى هناك لإقامة بنية تحتية عسكرية لها، تشن إسرائيل العديد من الضربات الجوية لمحاولة إيقافها أو إبطائها على الأقل، ورفض المسئولون الإسرائيليون، أمس، تأكيد أو نفى التقارير بشأن وقوف إسرائيل وراء القصف، لكن مسئولين أمريكيين اثنين أكدا، فى وقت لاحق، لشبكة "إن بى سى نيوز" الأمريكية، أن السلطات الإسرائيلية أبلغت واشنطن بأنها ستنفذ ذلك القصف، ونُفّذ القصف الإسرائيلى المفاجئ بعد ساعات من تعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرد على هجوم - تنفى روسيا والحكومة السورية وقوعه - بالسلاح الكيماوى على مدينة دوما بالغوطة الشرقية فى ريف دمشق، السبت الماضى، ما أدى لمقتل العشرات، وفق رواية وسائل إعلام وعاملين بمنظمات إغاثية.
ورجحت "نيويورك تايمز"، أنه لا يبدو أن الهجوم الإسرائيلى كان ردا على الهجوم الكيماوى المحتمل، الأمر الذى ترتفع معه احتمالية أن تكون إسرائيل استغلت فقط الفرصة للعمل على ما ترى أنه تهديد لأمنها، لاسيما وأن القاعدة المستهدفة لعبت دورا محوريا فى توسيع الأنشطة العسكرية الإيرانية فى سوريا، وفقا للصحيفة.
وكانت إسرائيل قد استهدفت القاعدة نفسها، فى فبراير الماضى، بعدما قالت إن طائرة إيرانية بدون طيار انطلقت من تلك القاعدة واخترقت المجال الجوى الإسرائيلى، وأسقط الدفاع الجوى السورى فى اليوم نفسه مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16"، فيما تتخوف إسرائيل من تحول تركيز القوى العسكرية التى حشدتها إيران فى سوريا صوب إسرائيل بعد استقرار وضع الرئيس السورى بشار الأسد، فيما يؤكد المسئولون الإسرائيليون بشكل متكرر، أن توسع النفوذ الإيرانى فى سوريا هو التهديد الأول فى الوقت الحالى لأمن إسرائيل.
وقالت "نيويورك تايمز"، إن القادة الإسرائيليين يهددون بشكل متواصل بقصف إيران، لذلك فإن امتلاك طهران لبعض المليشيات الوكيلة قرب الحدود الإسرائيلية يعطيها بعض الحماية حال قررت إسرائيل مهاجمة إيران، حيث تعرف إسرائيل أنه من الممكن فى تلك الحالة أن تتلقى ردودا موجعة من حزب الله فى لبنان وربما من مليشيات أخرى من سوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن التقارير عن مقتل عقيد فى برنامج الطائرات بدون طيار تشير إلى أن إسرائيل أصبحت متخوفة بشكل متزايد من القدرات الإيرانية فى مجال الطائرات المسيّرة، ومن جانبه، قال عوفر زالزبرج، محلل شئون الشرق الأوسط فى مجموعة الأزمات الدولية - والذى يراقب الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران فى سوريا - "كلما نرى المزيد من تلك (الضربات الإسرائيلية للقواعد الجوية)، يبدو الأمر وكأنه ضربة ضد القدرات الإيرانية على تشغيل الطارات بدون طيار من سوريا ربما ضد إسرائيل.
ولفتت "نيويورك تايمز"، إلى تخوف الإسرائيليين من كون إيران تستغل الحرب السورية كغطاء لتقوية حلفائها من المليشيات المسلحة فى سوريا الأمر الذى يدفعها بشكل متكرر إلى تنفيذ غارات جوية على ما تعتقد تل أبيب أنها قوافل أسلحة تابعة لحزب الله اللبنانى، والذى يتخوف المراقبون الإسرائيليون من كونه يسعى لفتح جبهة ثانية يمكن استغلالها فى مواجهة الجيش الإسرائيلى حال اندلاع نزاع جديد على غرار الحرب التى اندلعت فى عام 2006.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة