شهدت جلسة مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، مشادات وتعنيف، خاصة بين سفراء الدول الكبرى وخاصة المندوبة الأمريكية الدائمة فى الأمم المتحدة نيكى هايلى والسفير الروسى فاسيلى نيبينزيا، إلى أن انتهت بقصف كل طرف نظيره بصاروخ الفيتو لتشتعل حرب الفيتوهات بين القوى الكبرى بالمجلس.
وتتبادل الجبهات المتصارعة داخل سوريا وحلفائها، التهم بشأن الهجوم الكيماوى بدوما السورية، ففى الوقت الذى تدين فيه أمريكا وحلفائها الغربيين، النظام السورى بالضلوع وراء تلك الهجمات، تقف روسيا وحلفاء الرئيس السورى بشار الأسد، موقف المدافع عن الحكومة السورية، مشيرة بأصابع الاتهام إلى الإرهابيين المتواجدين فى المنطقة.
مجلس الأمن
واستخدمت روسيا حق الفيتو الثلاثاء فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار أمريكى يقضى بانشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية فى سوريا، وذلك بعد الاعتداءات التى وقعت السبت الماضى فى مدينة دوما السورية قرب دمشق.
ووافقت 12 دولة على مشروع القرار الأمريكى، فى حين عارضته روسيا وبوليفيا، وامتنعت الصين عن التصويت.
وكان مشروع القرار يدعو إلى إنشاء "آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة" على أن تعمل لمدة سنة للتحقيق فى استخدام السلاح الكيميائى فى سوريا.
وهذا الفيتو هو الثانى عشر الذى تستخدمه روسيا فى مجلس الأمن بشأن الملف السورى منذ بدء النزاع فى سوريا عام 2011.
السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبنزيا
وقال السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبنزيا: "غير صحيح القول إن طلباتنا قد أخذت بعين الاعتبار" خلال المفاوضات حول النص، مضيفا "استخدمنا الفيتو للدفاع عن القانون الدولى وعدم زج مجلس الأمن فى مغامرات".
من جهتها قالت السفيرة الأمريكية نيكى هايلى "إن مشروع قرارنا كان يضمن استقلالية آلية التحقيق"، فى حين أن مشروع القرار الروسى الذى سيعرض على التصويت لاحقا يقضى باختيار المحققين.
وقال السفير الفرنسى فرنسوا ديلاتر إن "فرنسا ستبذل كل ما هو ممكن لتجنب الإفلات من العقاب" نتيجة استخدام السلاح الكيميائى، مضيفا "أن نظام دمشق لم يتخل ابدا عن استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه، وفرنسا لن توافق على اى آلية شكلية او منقوصة، واستقلاليتها غير مضمونة".
وإضافة إلى الدعوة إلى إنشاء الية التحقيق كان المشروع الأمريكى يدين الاعتداءات بالسلاح الكيميائى التى وقعت السبت فى دوما قرب دمشق واوقعت عشرات القتلى.
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى
وصوّت مجلس الأمن الدولى الثلاثاء بأكثرية سبعة أصوات مقابل ستة وامتناع اثنين عن التصويت، ضد مشروع قرار تقدمت به روسيا ويقضى بتشكيل آلية للتحقيق فى الأسلحة الكيميائية فى سوريا.
ولم يحز مشروع القرار الروسى إلا على ستة أصوات فى حين أنه كان بحاجة لتسعة أصوات على الأقل لتمريره. والنص الروسى الذى سقط فى التصويت يمنح مجلس الأمن القرار النهائى فى اعتماد أو رفض نتائج التحقيقات التى تخلص إليها آلية التحقيق، ورفضت الدول الغربية هذا النص خصوصا لأنه يحرم فى نظرها آلية التحقيق من الاستقلالية اللازمة للقيام بعملها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة