لا أحب الكتابة كثيرًا عن الرياضة وأحوالها وناسها، لأن كواليسها كثيرة وتربيطاتها أكثر، لكن ما دفعنى للكتابة هذه المرة هو ما أراه من ظلم يتعرض له اللاعب الدولى المحترم عبد الله السعيد، الذى علقت له المشانق ورفع الجميع فى وجهه شعارات الأخلاق والمبادئ، التى نحتاجها فعليًا فى مجتمعاتنا، لكننا بحاجة لتكون مطبقة على الجميع، وليس شخصًا واحدًا.
قصة عبد الله السعيد تتلخص من وجهة نظرى، أنه تعامل من البداية على أنه لاعب محترف، يحق له اللعب فى النادى الذى يراه مفيدًا له ويقدر إمكانياته سواء كان تقديرًا ماديًا أو معنويًا، ويحقق له جزءًا من طموحه الشخصى، فاختار فى البداية التوقيع لنادى الزمالك، ورغم أننى أهلاوى صميم، ولم أكن أحبذ مطلقًا مثل هذه الخطوة من لاعب بحجم عبد الله السعيد، لكنها الرياضة التى تطلب منا تقبل الأمر بروح متسامحة، خاصة أنه لم ولن يكون اللاعب الوحيد الذى يقوم بهذه الخطوة، فقد سبقه لاعبون كبار تركوا الأهلى ليكملوا مسيرتهم فى البيت الأبيض، وآخرون هجروا الزمالك ليجدوا ضالتهم فى القلعة الحمراء، ولم تقف الحياة ولا الكرة عندهم، بل استمرت وتسامح كثيرون مع هؤلاء اللاعبين، ولا ننسى أن بينهم كبار مثل التوأم حسام وإبراهيم حسن، والعميد أحمد حسن، والراحل الكبير محمود الجوهرى الذى درب الزمالك رغم أهلاويته الشديدة، لكنه فى النهاية طبق الاحتراف كما يقول.
كنت أتوقع من إدارة النادى الأهلى وعلى رأسها قامة نحترمها جميعًا، وهو محمود الخطيب، أن يكون تعاملهم مع السعيد بأسلوب آخر مختلف، يتناسب مع اللاعب وما قدمه للنادى، وأيضًا يؤكد احترافية إدارة الأهلى، لأن ما حدث مع السعيد من وجهة نظرى بعيد تمامًا عن الاحترافية، فإذا كنت تريد معاقبة اللاعب ما كان ينبغى أن تصمم أن يوقع مجددًا للنادى على عقد للتمديد، وكان الأفضل للأهلى «أخلاقيًا واحترافيًا» تركه للزمالك الذى اختار اللعب له، لكن أن يتفاوضوا معه للتوقيع للأهلى، ثم بعد ذلك يقرروا تجميده وعرضه للبيع أو الإعارة عقابًا لأنه خالف مبادى الأهلى فهذا أمر لا أتفهمه صراحة.
المبادئ كانت تقتضى من البداية تركه وليس التفاوض معه للتوقيع مجددًا، إلا إذا كانت النية من البداية هى عقاب اللاعب الذى تعامل وكأنه محترفًا، ولا يجب أن ننسى أن عبد الله السعيد نشأ فى الإسماعيلى، وبزغ نجمه هناك، لكنه كمحترف فضل أن يكمل مشواره فى الأهلى، فتقبل الجميع رغبته، فلماذا نغضب إذا اختار مكانًا آخر.
قد يرى البعض أن ما أقوله جاء متأخرًا لأن أزمة عبد الله مر عليها قرابة الشهر تقريبًا، لكن ما دعانى للحديث عنه هذه الأيام ما أثير حول طلب من الجهاز الفنى للمنتخب بأن يعطى النادى الأهلى الفرصة للاعب للمشاركة فى المباريات المقبلة حتى يحافظ على لياقته استعدادًا لخوض المنتخب غمار مباريات كأس العالم، لكن الأهلى تحفظ على هذا الطلب، كما أن اللاعب وبرعاية من تركى آل شيخ الرئيس الشرفى للنادى الأهلى ورئيس الهيئة العامة للرياضة، وقع لأهلى جدة السعودى، ليخرج من مآزق التجميد الذى وجد نفسه بداخله بعدما استجاب لرغبة إدارة الأهلى وتمديد تعاقده لعامين إضافيين.
قد يكون لدى إدارة الأهلى أهداف تسعى لتحقيقها مما حدث مع عبد الله السعيد، ورغم تحفظى الكامل على ما حدث، لكن من حق النادى أن يبرر ويقول لماذا فعل ذلك، لكن ما حدث أن الأهلى فى هذه الواقعة ظهر بشكل مختلف تمامًا عما اعتدناه دومًا، فلا يوجد موقف واضح تم إعلانه بل كلها مجرد تسريبات، فضلًا عن ارتباك واضح فى المشهد الإعلامى داخل النادى، وربما يكون ذلك مرتبطًا أساسًا بأن النادى بحاجة إلى إدارة محترفة للإعلام بداخله، ليكون له لسان ومتحدث قادر على أن ينقل الصورة بشكل أوضح لجمهوره العريض بدلًا من ترك الشائعات تكثر دون محاولة لإيقافها.
الأهلى معروف بمنظومته الإدارية الناجحة، لكن من يتابعه مؤخرًا سيكتشف وجود أخطاء ما كان للنادى أن يقع فيها، وربما يكون سببها غياب رئيس النادى فى رحلة علاجية أدعو من الله أن يعود بعدها سالمًا إلى مصر، حتى يلملم الأمور ويعيدها إلى نصابها، لأن جمهور الأهلى ومحبيه يعلقون على بيبو الكثير من الآمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة