أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

أخطر ما هرب منه زوكربيرج

الخميس، 12 أبريل 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى جلسة استمرت حوالى خمس ساعات، استجوب الكونجرس الأمريكى رجل الأعمال الشهير «مارك زوكربيرج» وذلك على خلفية الاتهامات التى تم توجيهها إلى شركته ببيع بيانات المستخدمين لأطراف أخرى دون الحصول على إذن من أصحابها، وقد لف زوكربيرج ودار وقدم الكثير من الاعتذارات، لكن على أهمية ما دار بالجلسة بشأن مسألة بيع البيانات، لكنى أرى أن أخطر شىء هرب منه زوكربيرج هو مسألة إخلاء مسؤوليته عما ينشر على موقعه، وهذا من وجهة نظرى أهم ألف مرة من أى شىء آخر، فهذا الموقع أشعل حروبا وأقام بلادا وأقعد بلادا، كما أنه دخل بالفعل إلى سوق المنافسة الإعلامية مع الكثير من المواقع والجرائد والقنوات الفضائية، دون أن يتحمل أى وزر ودون أن يتحمل أى تكلفة، ولا أشك فى نية فيس بوك بتوجيه ضربات حاسمة لجميع وسائل الإعلام فى الفترة المقبلة، بشكل يجعل الاستمرار فى أداء الرسالة الإعلامية أمرا غير مضمون، وهو ما ينذر بكارثة أخطر بكثير من مجرد تسريب البيانات الشخصية على فداحتها، فبهذا الوضع سيسلم زوكربيرج العالم كله فى الفوضوى، حيث لا إعلام ولا إعلاميين ولا شروط سلامة ولا إجراءات تيقن من صحة الأخبار أو خطئها.
 
بحسب موقع «اليوم السابع» فإن زوكربيرج ذكر فى دفاعه عن نفسه أن «فيس بوك شركة تكنولوجيا وليست إعلامية»، وقال «أوافق على أننا مسؤولون عن المحتوى، لكننا لا ننتج المحتوى»، وهذا عند طرح بعض الأسئلة عن الأخبار الكاذبة، ودافع عن نموذج العمل الأساسى للشركة الخاص باستخدام البيانات الشخصية لصالح الإعلانات قائلا: «نعتقد أن تقديم خدمة مدعومة بالإعلانات هو الأكثر توافقاً مع رسالتنا للوصول إلى كل شخص فى العالم، ونريد أن نقدم خدمة مجانية يمكن للجميع تحملها»، ومع ذلك، قال زوكربيرج إنه سيكون هناك دائما نسخة مجانية من الشبكة الاجتماعية، مما يترك بعض المساحة لإمكانية الحصول على خدمة مدفوعة.
 
هذا ما ما دافع به زوكربيرج عن نفسه، وهو بهذا حاول أن يتهرب من المسؤولية السياسية والجنائية عما ينشر على موقعه من مواد إخبارية، فى حين أنه أكد على أحقيته فى الاستفادة من كل المميزات المادية المتاحة للوسائل الإعلامية، وأقصد بهذا طبعا الإعلانات، أى أنه ببساطة يريد الاستفادة من عبير الوردة دون المرور بأشواكها، فى حين أن وسائل الإعلام المختلفة تتكبد كل يوم ملايين الدولارات وتراعى مئات الاشتراطات وتلاحق بآلاف القضايا، وهو أمر بالطبع يجب أن يتصدى الجميع له بكل صرامة كما يجب أن تسن الدول العديد من التشريعات التى تفرض على فيس بوك ضرائب مناسبة، وتلزمه بشروط صحة واضحة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة