قاسم مشترك بين الأرقام التى سجلتها محافظة الغربية فى نتيجة الانتخابات الرئاسية 2018، وهو احتلالها مراتب فردية فى كل التصنيفات الرقمية للتحليلات الانتخابية، يعنى إذا ما وقفنا على ترتيب المحافظة وفق الأصوات الصحيحة التى سجلتها فى 2018، فسنجد أنها سجلت الترتيب الخامس بواقع مليون و152 ألف صوت، يسبقها البحيرة ويليها الجيزة، وإذا وقفنا على ترتيب المحافظة فى نسب المشاركة، فسنجد أنها احتلت المرتبة الثالثة بواقع %50.98، وسبقها محافظة جنوب سيناء وتلاها محافظة بورسعيد، وإذا ما وقفنا على مجموع أصوات الرئيس عبدالفتاح السيسى فسنجد أيضا أنه كان لها النصيب فى المرتبة الخامسة على مستوى الجمهورية بواقع مليون و489 ألف صوت، حتى النسبة المئوية للتصويت للسيسى كانت أيضا فردية، وتحديدا المرتبة السابعة، سبقتها الشرقية وتلتها قنا، وبماسبة ذكر محافظة قنا، فسيكون لها تحليل من نوع خاص، قريبا فى سلسلة التحليلات الانتخابية، لأن أرقامها تحمل دلالات أكثر عن الثقافة التصويتية بالصعيد.
الأكيد وفق الأرقام الرسمية لنتائج الانتخابات الرئاسية أن هناك فارقا بين النسبة المئوية للمشاركة بين انتخابات 2014 و2018 بما يقارب %8.43 بواقع 240 ألف صوت صحيح، لأن المحافظة سجلت فى 2014 مليونا و765 ألف صوت صحيح، بينما سجلت فى 2018 مليونا و525 ألف صوت، وبالتالى السؤال الذى يتبادر إلى الذهن، ما هو سر الانخفاض وما هى المراكز التى تراجعت وما يمكن أن نعول عليها فى وجود فارق 240 ألف صوت بين 2014 و2018؟
الإجابة عن السؤال يمكن أن تأخذ مسارين للتحليل الرقمى، الأول هو احتساب نصيب كل لجنة أو كل صندوق انتخابى بمحافظة الغربية من مقدار التراجع فى الأصوات، فالمحافظة بها 14 لجنة عامة وبالتالى بمعادلة حسابية بسيطة باقتسام 240 ألف صوت «مقدار التراجع» على 14 لجنة عامة، فتكون النتيجة أن نصيب كل لجنة عامة من انخفاض الأصوات يبلغ 17 ألف صوت، وإذا ما أخذنا مركز أول طنطا كمعيار لقياس التراجع فى كل صندوق انتخابى، فمركز أول طنطا يضم 34 صندوقا، وبالتالى نصيب كل صندوق من التراجع فى الأصوات يأتى باقتسام 17 ألف على 34 صندوقا، فتكون النتيجة أن نصيب كل صندوق ما يقارب 500 صوت، وبالتالى، السيناريو الأول فى الحساب يشير إلى أنه لو كل صندوق انتخابى تراجع 500 صوت فى 2018 عن 2014، فتكون النتيجة كما شهدناها فى محافظة الغربية من تراجع 240 ألف صوت فى مجموع الأصوات الصحيحة.
أما السيناريو الثانى، فيعتمد على الرصد التحليلى لأرقام نتائج أهم وأكبر 5 مراكز فى المحافظة فى 2018 ومقارنتها بـ2014، فمثلا يوجد 5 لجان من بين 14 لجنة عامة فى الغربية سجلت انخفاضا بقيمة %52، بما يوازى 127 ألف صوت صحيح من مجموع 240 ألف صوت انخفاض فى 2018، وهو الأمر الذى يعكس أن الكتلة التصويتية الأكبر فى الغربية تتركز فى اللجان الخمسة والتراجع العام فى الأصوات بدأ منهم.
اللجان العامة الخمسة هى المحلة الكبرى وطنطا والسنطة وكفر الزيات وزفتى، فمثلا المحلة الكبرى سجلت فى 2014 أصواتا صحيحة بلغت 247 ألفا، بينما فى 2018 سجلت 224 ألف صوت بانخفاض قدره 23 ألفا، أما طنطا فسجلت فى 2014 أصواتا بلغت 234 ألفا، بينما فى 2018 سجلت 207 بانخفاض قدره 27 ألف صوت، ونفس الأمر فى كفر الزيات، سجلت فى 2014 أصواتا بلغت 172 بينما سجلت فى 2018 أصواتا، 151 بانخفاض بلغ 21 ألف صوت، بينما زفتى سجلت فى 2014 أصواتا بلغت 180 وسجلت فى 2018 أصواتا بلغت 131، بفارق 49 ألف صوت.
الشاهد أن دائرة التراجع فى الغربية مركزها اللجان العامة الخمسة، وللتأكيد، التراجع فى الأصوات لا ينفى المراكز المتقدمة التى سجلتها المحافظة ضمن قائمة أعلى 5 محافظات تصويت وأعلى 5 محافظات فى نسب المشاركة.
انتظرونى غدا مع مقال جديد وتحليل من عمق محافظات الجمهورية فى محاولة لفهم عقل المصوت المصرى والتغيرات النوعية فى التركيبة السكانية والتصويتية لكل محافظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة