فى تحدٍ جديد للولايات المتحدة الأمريكية من قبل جمهورية الصين الشعبية، نشرت الصين 40 سفنية حربية بجانب حاملة الطائرات الصينية "لياونينج"، وهى واحدة من أقوى حاملات الطائرات فى العالم، أثناء عبورها ببحر الصين الجنوبى.
الاسطول البحرى الصينى
"بحر الصين الجنوبى"، قضية الصين الأولى مع المجتمع الدولى، وأصبحت تمثل واحدة من أكثر القضايا الإقليمية والعالمية تعقيدا، وذلك بسبب تضارب المصالح بين أطرافها، وتدخل قوى عظمى كالولايات المتحدة وأستراليا واليابان فى الأزمة لفرض السيطرة والتضييق على الصين.
والتقطت الأقمار الصناعية صور لهذا العرض المذهل الذى تضمن حاملة الطائرات الصينية لياونينج تسير وسط 40 سفنية حربية عبر المياه المتنازع عليها قبالة جزيرة هاينان الصينية، وذلك فى استعراض العضلات البحرية امام العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التى تحاول السيطرة على عدد من الجزر هناك.
البحرية الصينية
وتضمن الأسطول الأكبر فى تاريخ الصين حماية جوية من قبل طائرات "جى 20" الصينية الصنع والمنافس الوحيد لطائرة "فى 35" الأمريكية، كما تحمل حاملة الطائرات الصينية 40 طائرة نفاثة و طائرات هليكوبتر.
وقال جيفرى لويس، الخبير الأمنى فى معهد ميدلبوري للدراسات الاستراتيجية ومقره كاليفورنيا، إن هذه الصور هى أول دليل على قيام الصين بنشر ناقلاتها فى مناورات حربية ورسالة صريحة للعالم أجمع.
وأضاف الخبير الأمنى، أن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية للأسطول البحرى الصينى تدل على قوة البحرية الصينية وموقفها من اى تدخل عسكرى أمريكى فى بحر الصين الجنوبى، مشيرا إلى انه من غير الواضح إلى أين يتجه الأسطول ، أو إلى متى ستستمر العمليات.
حركة الاسطول البحرى الصينى فى بحر الصين الجنوبى
وذكر موقع "ديلى ستار" الأمريكى، أن وزارة الدفاع الصينية لم ترد على أسئلة الصحفيين الخاصة بنشر تلك القوات فى بحر الصين الجنوبى.
ومن جانبه قال الخبير الامنى كولين كوه بكلية الدراسات الدولية فى سنغافورة، إن الانتشار بأنه غير معتاد بسبب حجمه الضخم، مضيفا أنه بالحكم على الصور ، يبدو أنهم حريصون على إظهار أن عناصر أسطول البحر الجنوبى قادرة على الانضمام بشكل روتينى إلى مجموعة الإضراب الحاملة من داليان فى الشمال.
وأضاف الخبير الأمنى، أن الجيش الصينى يبدو أنهم يريدون إظهار قابلية التشغيل المشترك بين الأساطيل - وهو أمر تعمله البحرية الصينية بهدوء لبعض الوقت، حيث سعت قوات البحرية وخفر السواحل الصينية بشكل سريع فى السنوات الأخيرة وتقوم الآن بدوريات فى مساحات شاسعة من بحر الصين الجنوبى.
وأعلنت الصين أحقيتها بنحو نصف البحر الجنوبى، الذى يشكل ممرا لـــ5 ترليونات دولار من التجارة البحرية العالمية السنوية حيث يعتقد أيضا أنه غنى باحتياطى النفط والغاز.
وتصطدم مطالباتها بمطالبة كل من فيتنام والفيليبين وماليزيا وبروناى بحصص فى المنطقة وهى جميعها أعضاء فى رابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة بأسم "آسيان".
وتعارض الولايات المتحدة واستراليا واليابان بناء بكين لجزر اصطناعية ضخمة يمكن أن تستخدم كقواعد عسكرية، خوفا من أنها قد تؤسس لسيطرتها الفعلية على المنطقة البحرية، وتصر الصين على أن الدول الثلاث يجب أن تبقى خارج النزاعات الثنائية مع جيرانها.
وفى السياق نفسه حذر وزير الخارجية الصينية وانج يى، من أن أى تدخل من قبل "جهات خارجية" قد يقوض المفاوضات المتعلقة بمدونة قواعد السلوك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة