خبر كهذا لا يعرف الواحد هل يفرح به مهللا، أم يحزن على أرواح الشهداء الذين ارتقوا إلى مقام الأنبياء والقديسين؟ فالفرح واجب لأننا رددنا كيد 14 إرهابيا إلى نحورهم، والحزن واجب أيضا لفراق ثمانية من أطهر أبناء مصر وأجلهم وأنبلهم دافعوا عن أرضهم حتى الرمق الأخير، لكن للأسف هذه هى الحرب، توجع بقدر ما تبهج، يمتزج بها شعور بالنصر والتقدم، مع شعورك بالفقد والألم، فتوقن أن ضريبة الحب، أكبر مما تتخيله، وأعمق من أن تتجاهلها، لكنها فى كل الأحوال تدل على أن يقظة رجال مصر كافية لحماية الوطن وصون ترابه المقدس، كما تدل على أن لهذا الوطن رجالا بمعنى الكلمة، قادرين على السيطرة على كل شبر فى أرض مصر، مخلصين فى نواياهم صادقين فى عزمهم، قادرين على دحر كل من تسول له نفسه أن يتلاعب بأمن مصر واستقرارها.
يقول الخبر الذى نشره العقيد تامر الرفاعى إنه نتيجة لإحكام السيطرة الأمنية على مختلف المناطق بسيناء، فقد تمكنت القوات المسلحة اليوم من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية مكونة من عدد (14) فردا منهم عدد (4) أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة ومسلحين جميعاً بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط والآر بى جيه اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء مستغلة فترة وحالة الظلام التى تصاحب توقيت الفجر، إلا أنه نتيجة ليقظة وانتباه عناصر الخدمة والحراسة البواسل فقد تمكنوا من منعهم والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة، مما أدى إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية وعددهم (14) فردا حيث أسرعت العناصر التى ترتدى الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسهم بمحيط المعسكر فنتج عن ذلك استشهاد عدد (8) أفراد من القوات المسلحة وإصابة عدد (15) فردا آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا.
تلك ملحمة يسطرها رجال القوات المسلحة كل يوم بدمائهم، فى كل يوم يضيفون سطرا جديدا فى أنشودة حب الوطن والتفانى فى عشقه، رجال بحق، لا يثرثرون، فبنادقهم هى التى تتكلم، لا يزايدون، فأرواحهم هى الدليل على العشق، لا ينامون لأن أعينهم هى الحامية الحارسة اليقظة، هم فخر هذه الأرض وعزها، وهم رواسيها التى تكفيها شر أن تميد بنا، وفى كل يوم يحرزون فيه نصرا، يرقصون فيه على جثث تلك الفئران التى أرادت أن تعبث بأمن مصر ووحدتها فكان لها رجال لا يهابون شيئا.