كواليس الهجوم على سوريا من داخل "البيت الأبيض".. ترامب درس القرار على مدار 6 أيام مع لندن وباريس.. واشنطن بوست: مستشار الأمن القومى جون بولتون طلب ردع الأسد بالقوة.. ومخاوف من غياب "خطة شاملة" للتعامل مع دمشق

الأحد، 15 أبريل 2018 07:30 م
كواليس الهجوم على سوريا من داخل "البيت الأبيض".. ترامب درس القرار على مدار 6 أيام مع لندن وباريس.. واشنطن بوست: مستشار الأمن القومى جون بولتون طلب ردع الأسد بالقوة.. ومخاوف من غياب "خطة شاملة" للتعامل مع دمشق ترامب وزعماء العدوان على سوريا
كتبت: ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجرى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مشاورات ممتدة، واتصالات بدوائر صنع القرار داخل لندن وباريس على مدار 6 أيام كاملة، منذ الهجوم الكيماوى المزعوم فى مدينة دوما السورية، وصولاً إلى شن العدوان الذى شاركت فيه واشنطن مع الحليفتان فرنسا وبريطانيا، وذلك بحسب مصادر أمريكية كشفت كواليس وأسرار قرار البيت الأبيض بإطلاق الهجوم الصاروخى الذى وقع فجر السبت باستخدام 110 صواريخ استهدفت دمشق وغيرها من المدن داخل سوريا.

وفى الوقت الذى يشكك فيه الرأى العام داخل دول العدوان فى نتائج الهجمات الصاروخية، وفيما تؤكد موسكو ودمشق فشلها، خاصة بعد تدمير قوات الدفاع الجوى السورى ما يزيد على 70 صاروخا من أصل 110 صواريخ تم إطلاقها قبل إصابة أهدافها، انفردت صحيفة "واشنطن بوست" فى تقرير لها اليوم بأسرار وكواليس قرار الهجوم، موضحة أن ترامب بدأ الإعداد لمثل هذه الهجمات على مدار 6 أيام كاملة منذ وقوع الهجوم المزعوم فى مدينة دوما.

 

وكشفت الصحيفة الأمريكية، فى تقريرها، عن أن مستشار الأمن القومى الجديد جون بولتون، والذى كان من أبرز صقور الإدارة الأمريكية فى عهد جورج بوش الأبن، كان من أشد الأصوات الداعية للرد بقوة على النظام السورى، وردع بشار الأسد بشتى السبل.

 

وقالت "واشنطن بوست"، إنه منذ اللحظة التى أبلغه فيها رئيس موظفى البيت الأبيض جون كيلى فى وقت متأخر من ليل السابع من إبريل بمقتل العشرات فى أحد ضواحى دمشق مختنقين وخروج رغاوى من أفواههم جراء ما يشتبه فى أنه هجوم بالغاز، كان الرئيس دونالد ترامب عازما على العودة إلى ضرب سوريا مجددا.

وكان السؤال الوحيد بالنسبة له ـ بحسب الصحيفة ـ هو "كيف"؟، موضحة إن هذا كان تغييرا مفاجئا فى اللهجة لرئيس كان يقول حتى أيام قليلة ماضية إنه يريد أن يسحب القوات الأمريكية من الحرب السورية المستعصية، وقال بشكل واضح: "دعوا ناس آخرين يتولون الأمر الآن".

 

إلا أن صور "فظائع" الأسبوع الماضى لاحقت ترامب، حسبما يقول مسئولو البيت الأبيض، إن مداولات حامية استمرت على مدار ستة أيام مع فريقه للأمن القومى الذى أعاده تنظيمه، وأيضا مع الحلفاء فرنسا وبريطانيا، حول الخيارات العسكرية للرد على الجانى المزعوم فى هذا الهجوم وهو الرئيس السورى بشار الأسد.

 

وكانت النتيجة إسقاط صواريخ على ثلاث منشآت للأسلحة الكيماوية ليل الجمعة الماضى. وفى الصباح التالى، أعلن ترامب على تويتر "تم إنجاز المهمة"، مثلما أعلن من قبل جورج دبليو بوش الانتصار فى العراق.

لكن برغم ابتهاج ترامب، تتابع واشنطن بوست، فإن العديد من المستشارين المقربين من الرئيس يقولون إنه ليس لديهم مؤشر على أن هناك استراتيجية طويلة المدى للمنطقة وأنه يبدو أنه فى نفس الوضع الذى كان عليه عندما قصف مطار الشعيرات العام الماضى.

 

وقالت واشنطن بوست، إن الضربات التى تم توجيهها لسوريا كانت أكثر تحفظا من الصور التى حاول ترامب استحضارها فى تغريداته عندما حذر الأسد وحكومتى روسيا وإيران من دفع ثمن باهظ، وقال إن الصواريخ اللطيفة والجديدة والذكية ستأتى.

 

لكن فى اجتماعات الأمن القومى المغلقة، كانت لهجة كبار المسئولين أكثر دقة، فسيطر على النقاش القلق من أن الهجوم الأمريكى على سوريا ربما يثير نزاعا مع روسيا التى هددت بالرد.

 

وأدى غياب الاستراتيجية الواضحة إلى تعقيد المناقشات. فقد خاض ترامب حملته الانتخابية باعتبار أنه يرفض التدخل فى الدول وتعهد بالانسحاب من تشابكات الشرق الأوسط التى قال إنها تكلف الأرواح والأموال الأمريكية.

 

وبالنسبة لفريق الأمن القومى الخاص بترامب، كان القيام بتحرك ما ضرورى مع قول المسئولين إنهم استمعوا للرئيس الذى انتقده سلفه باراك أوباما لطرحه احتمالية القيام بعمل عسكرى دون أن يقدم عليه. ففى عشاء بالبيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضى، قال ترامب إن مشكلات سوريا حدثت لأن أوباما لم يطبق الخطوط الحمراء، حسبما قال أحد الحاضرين وهو ألان ديرشوفيتز، أستاذ القانون بجامعة هارفارد.

 

ورغم مناقشة خيارات للقيام بعمل أكثر توسعا، إلا أن الخطة التى وافق عليها ترامب فى النهاية كانت مزيج من الصواريخ البرية والبحرية وضربات جوية متطورة، تم تصميمها لتقلق المخاطر للأمريكيين والحلفاء المشاركين وتقليل فرص التعقيد غير المرغوب فيه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة