قال الملك عبد الله الثانى، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم، الأحد، إنه لا بد من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدى الخالد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين فى القدس التى هى مفتاح السلام فى المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذى يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وتابع الملك عبد الله الثانى خلال كلمته فى افتتاح أعمال القمة العربية(٢٩) بالظهران فى المملكة العربية السعودية، أن أشقاءنا الفلسطينيين، دعاة سلام، وإن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وواجبنا جميعا هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام.
وأوضح أنه من واجبـنا ومسئوليتـنا المشتركـة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولى، توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم، فإن أى إضرار بالخدمات المهمة التى تقدمها الوكالة سينعكس سلبيا على أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطينى فى المنطقة.
وأضاف أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، واجب ومسؤولية تاريخية نعتز ونتشرف بحملها، وسنواصل وبالتنسيق مع أشقائنا فى السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعمكم ومساندتكم، حمل هذه المسؤولية والعمل على تثبيت صمود المقدسيين، والتصدى لأى محاولة تمس بهوية المدينة المقدسة، أو تسعى لفرض واقع جديد أو تغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم.
وأوضح أنه لا بد من الإشادة بالتطورات الإيجابية والنصر الذى حققه الأشقاء فى العراق على تنظيم داعش الإرهابى، حيث نبارك لهم ونؤكد وقوفنا إلى جانبهم لدحر الخوارج، ونؤكد على ضرورة استكمال الانتصار العسكرى، بعملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب العراقى الشقيق.
وأشار إلى أنه فيما يخص الأزمة السورية، وفى إطار السعى المستمر للتوصل إلى حل سياسى يشمل جميع مكونات الشعب السورى الشقيق، ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويساهم فى عودة اللاجئين، قمنا بدعم جميع المبادرات التى سعت لدفع العملية السياسية وخفض التصعيد على الأرض، كمحادثات أستانا وفيينا وسوتشى، مع التأكيد على أن جميع هذه الجهود تأتى فى إطار دعم مسار جنيف وليس بديلا عنه.
وأكد الملك عبدالله الثانى، الالتزام بمبدأ حسن الجوار، ونؤمن بأن المصلحة الإقليمية المشتركة تستدعى التصدى لأى محاولات للتدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية، أو إثارة الفتن والنزاعات الطائفية فيها، أو تهديد أمنها بأى شكل من الأشكال.
وتابع: "لا بد لمجموعتنا العربية من تكثيف جهودها الدبلوماسية مع جميع الـمنظمات الإقليمية والدولية، لمواجهة التحديات المتزايدة التى يشهدها عالمنا العربى، ونؤكد على أهمية أعداد خطة عمل شاملة لتعزيز التعاون والتنسيق مع هذه المنظمات".
وتقدم الملك عبد الله الثانى بالشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.
وأوضح أنه فى العام الماضى تشرفت الأردن بحمل مسؤولية رئاسة القمة العربية، حيث أعـاد الأردن التأكيد على ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربى المشترك، وعلى تبنى خيار السلام الشامل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتابع: لقد بذلنا كل جهد ممكن خلال فترة رئاستنا للقمة العربية، وبالتنسيق المباشر والوثيـق مع إخواننا القادة العرب، لمواجهة التحديات التاريخية التى تواجهها أمتنا، وسخرنا وإياكم جميع إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية لخدمة قضايا أمتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة