الجفاف يحاصر "كيب تاون".. "فورين بوليسى" تروج لتجربة إسرائيل فى التعامل مع ملف المياه.. المجلة الأمريكية: تل أبيب تعيد استخدام 90% من مياه الصرف.. وتعتمد على تحلية البحر منذ الستينيات وتقلص استخدام الماء العذب

الإثنين، 16 أبريل 2018 05:30 ص
الجفاف يحاصر "كيب تاون".. "فورين بوليسى" تروج لتجربة إسرائيل فى التعامل مع ملف المياه.. المجلة الأمريكية: تل أبيب تعيد استخدام 90% من مياه الصرف.. وتعتمد على تحلية البحر منذ الستينيات وتقلص استخدام الماء العذب القارة السمراء تواجه العديد من مشكلات المياه
كتبت: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بوتيرة متسارعة يقترب شبح الجفاف من إحكام قبضته على جنوب أفريقيا، بعدما تقترب المياه من النفاذ بشكل شبه نهائى فى مدينة كيب تاون وسط توقعات بكارثة كبرى تمتد آثارها للبلد الأفريقى بالكامل، بحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسى الأمريكية التى ألمحت فى المقابل إلى أن إسرائيل تعد أحد دول الشرق الأوسط التى قدمت نموذجاً يحتذى به فى التعامل مع ملف المياه وكيفية استخدامها.

 

وقالت المجلة الأمريكية أن هناك أخطاء على جميع المستويات فى كيب تاون حيث افتقرت إلى خطة مائية شاملة طويلة الأجل لمواءمة موارد المياه مع عدد السكان المتزايد ولم يشجع أى برنامج رسمى على زراعة المحاصيل الزراعية الموفرة للمياه أو استخدام تقنيات توفير المياه.

 

شبح الجفاف يحاصر كيب تاون
شبح الجفاف يحاصر كيب تاون

وبالإضافة إلى ذلك أعادت المدينة استخدام 5% فقط من مياه الصرف الصحى لأغراض الزراعة والرى. وظلت المياه لفترة طويلة مجانية أو مدعومة بشكل كبير، دون وجود حافز سوقى للحفاظ عليها. والأهم من ذلك، على الرغم من أن كيب تاون تقع على ساحل البحر الطويل الذى يعانق المحيط الأطلسى من الجنوب، فقد أجل المسئولون طويلا بناء محطات تحلية للمدينة.

 

ومع ذلك فإن حلول هذه المشاكل موجودة، وتوضح المجلة أنه كان ينبغى على المسؤولين فى جنوب إفريقيا أن يولوا اهتمامهم لبلد عرف منذ زمن بعيد كيف يتعامل مع نقص المياه قبل حلول الأزمة، مشيرة إلى إسرائيل. فمنذ تأسيسها، لم تكتف إسرائيل بإعطاء الأولوية لحفظ المياه بل احتفلت بها. وكتب تيودور هرتزل، أب الصهيونية الحديثة، عام 1902 أن مهندسى المياه سيكونون أبطال دولة يهودية فى المستقبل. وفى إطار هذه الدعوة طور قادة إسرائيل قبل إنشاءها التزامًا إيديولوجيًا مبكرًا بالحفاظ على إمدادات المياه وتوسيعها.

 

وقالت فورين بوليسى أن فى أوائل الستينات، بدأت إسرائيل مبادرتين شبيهتين بالخيال العلمى. ومن تنبأها بكمية المياه المستخدمة فى الحمامات وغسالات الصحون والمراحيض، حولت إسرائيل إمدادات مياه الصرف الصحى الوطنية إلى مصدر بديل هائل للمياه. وبحلول أوائل الثمانينات من القرن الماضى، قامت بتدوير تجمع مياه الصرف الصحى وتنقيتها وأنشأت نظاماً متكاملاً للبنية التحتية للمياه لنقل المياه المعالجة إلى المزارع. واليوم، يتم معالجة قرابة 90% من مياه الصرف الصحى بمستوى عالٍ جداً للاستخدام الزراعى.

 

القارة السمراء تواجه العديد من مشكلات المياه
القارة السمراء تواجه العديد من مشكلات المياه

 

وبالمقارنة، فإن أسبانيا، التى تحتل المركز الثانى عالمياً فى مجال إعادة تدوير مياه المجارى، تعيد استخدام نحو 17 % فقط من مياه الصرف الصحى، وتعيد الولايات المتحدة توظيف كمية أقل بكثير.

 

وبدأت إسرائيل أيضا مبادرتها الثانية الكبرى الخاصة بالمياه، بتحلية مياه البحر فى الستينات. فىذلك الوقت، أنتجت منشأة تجريبية لتحلية المياه فى إسرائيل متر مكعب من الماء مقابل 14 دولارًا. وتنتج إسرائيل الآن نفس الحجم مقابل حوالى 50 سنتا فقط. ومن خلال تصفية مياه البحر عبر ثقوب عرضها حوالى 0.5 نانومتر، تقوم عملية التحلية بتجميع كل المواد المذابة، بما فى ذلك الملح، بينما يمر الماء العذب. وتقول المجلة إن الماء الناتج نقى لدرجة أن يكون هناك حاجة لإضافة المعادن مرة أخرى.

 

وهاتان التقنيتان وحدهما يمكن أن تمنعان، أو على الأقل تؤجلان، أزمة أخرى تشبه كيب تاون. ومع ذلك، فإن كلتاهما غالية الثمن وأحياناً بعيدة عن متناول الدول فى الطرف الأدنى من نطاق التنمية الاقتصادية. لكن إسرائيل تقود أيضاً جهوداً منخفضة التكلفة للحد من استخدام المياه لأغراض الزراعة.

 

محطة معالجة مياه
محطة معالجة مياه

 

ولفت تقرير فورين بوليسى إلى أنه الدول تستخدم فى المتوسط 70% من المياه العذبة لزراعة الأغذية، غير أنه فى الدول التى لا تتمتع بكفاءة عالية لإستخدام المياه، مثل مصر وإثيوبيا وإيران، يجرى إستخدام 95%. لذا فإن اعتماد الرى بالتنقيط، كما فعلت إسرائيل، يمكن أن يقلل هذه النسب إلى حد كبير. ويستخدم الرى بالتنقيط حوالى نصف المياه التى يستخدمها الرى التقليدى ويمكن أن ينتج أيضًا غلالًا أكبر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة