"موت وخراب ديار" جملة من ثلاث كلمات تطبق بحذافيرها على فلاح من محافظة كفر الشيخ، بعد أن اشترى الوهم على يد أمين شرطة من قوة مديرية أمن كفر الشيخ، بعد أن استطاع الأخير أن يوهم الضحية بأنه على علاقة قوية بمسئول كبير بمؤسسة الرئاسة، ويستطيع من خلاله أن يحصل على عفو رئاسى من عقوبة الإعدام، وقام الضحية ببيع قطعة أرض فى كردون المبانى وقام بإعطاء المتهم مبالغ مالية على دفعات، لتنفيذ ما اتفقوا عليه.
وغاب المتهم أيام قليلة ثم ظهر من جديد للضحية وقام باعطائه أوراق مزورة بحصول نجليه على العفو من العقوبة، لم يتمالك الأب نفسه من الفرح وأسرع لسجن برج العرب، حيث يقبع نجليه بالبدلة الحمراء انتظارا لتنفيذ حكم الإعدام وطمأنهم بأنهما سيخلعانها وسيخرجان من السجن، وبمرور أيام قليلة فوجئ الأب بتنفيذ حكم الاعدام على نجليه وأصبحا فى عداد الأموات.
بداية الواقعة عندما قضت محكمة جنايات كفر الشيخ حكما نهائيا بتوقيع عقوبة الإعدام على شقيقين فى قضية شروع فى قتل، وتم ترحيل المتهمين لسجن برج العرب، وتم تحديد أسبوع لتنفيذ العقوبة، وقام المتهمين بارتداء البدلة الحمراء تمهيدا لتنفيذ العقوبة عليهما.
وكعادة والدهما ويدعى "أحمد ف" 60 سنة فلاح "حاول بشتى الطرق أن يجد أملا حتى يفلت نجليه من تنفيذ العقوبة، حتى ظهر له أمين شرطة من قوة مديرية أمن كفر الشيخ، مستغلا علاقة الجيرة التى تربطهما، وبدأ يلعب على الوتر الضعيف للضحية، وأوهمه بقدرته على إخراج نجليه من السجن بحصولهما على قرار عفو رئاسى، مدعيا علاقته القوية بأحد المسئولين بمؤسسة الرئاسة والذى سيتدخل لاستخراج عفو رئاسى لنجليه مقابل مبلغ مالى.
واستعان المتهم بـ2 من أصدقائه أحدهما يدعى "محمد.م" تاجر، ويقيم بذات القرية، و"إيهاب.ا" مزارع لتنفيذ مخططهم فأسرع المجنى عليه لبيع قطعة أرض ملكه فى كردون المبانى، وقام ببيعها لشركة عقارات بمبلغ 30 مليون جنيه وقام بإعطاء المتهم 17 مليون جنيه على دفعات.
وقام المتهم "أمين الشرطة" بتزوير أوراق بحصول نجليه على عفو رئاسى من العقوبة لظروف مرضية، وأعطى للأب صور منه، وأوهمه بأنه قام بتوصيل أصل الأوراق لمصلحة السجون لتنفيذ القرار.
فأسرع الأب إلى سجن برج العرب لطمأنه نجليه قائلا لهما :"اطمنوا هتقلعوا الأحمر وهتخرجوا خلال ساعات"، وبمرور مدة قصيرة فوجئ الأب بإبلاغه بتنفيذ حكم الاعدام عليهما وضرورة التوجه لاستلام الجثامين، وطالب الأب المتهم برد المبلغ مرة أخرى إلا انه رفض وتنصل من الأمر.
وتوجه الأب للعقيد أسامة حتاتة مدير مكتب الإدارة العامة لمباحث الأموال لوسط الدلتا ومقره مدينة طنطا، لتقديم بلاغا ضد أمين الشرطة وصديقيه، واندهش مدير المكتب من كلام مقدم البلاغ، ورغم ذلك قرر سرعة تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، قاده المقدمان محمد طلال ومحمد جلال مفتشا الإدارة.
وأكدت التحريات صحة الواقعة، من خلال فحص أوراق الأرض الخاصة بالمجنى عليه وأنه قام ببيعها لتدبير المبالغ المطلوبة منه، كما قدم الضحية تسجيلات صوتية يطالب فيها المتهمين برد المبالغ التى حصلوا عليها، وبتقنيين الإجراءات تم ضبط المتهمين الثلاثة، وقررت نيابة كفر الشيخ حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة