لا يزال الفرعون المصرى الشهير توت عنخ آمون مثيرا للجدل فى مصر وخارجها، فالملك الذى رحل فى سن صغير "19 عامًا" يملك قدرا كبيرا من الغموض الذى شغف به العلماء من كل الجنسيات الذين لا يكفون عن البحث والخروج بنتائج.
ومؤخرًا قال بسام الشماع، باحث المصريات، على مسئوليته أن الملك توت عنخ آمون اغتيل من خلال الضرب على الوجه، معتمدًا فى ذلك على تماثيل توت وقناعه الذهبى والمومياء التى كشفت ذلك؟
وأوضح بسام الشماع، أن هناك أسبابا عديدة جعلته يبحث عن السبب الحقيقى وراء موت توت عنخ آمون، منها ضعف النظريات العلمية التى كانت تقول إنه سقط من عجلته الحربية أثناء رحلة صيد وأصيبت قدمه مما أدى إلى حدوث الوفاة، مضيفا أن هذه نظرية ضعيفة للغاية ولا يوجد نص هيروغليفى واحد يؤكد هذه القصة.
وأشار بسام الشماع، إلى أنه استند على التمثال الخشبى للملك توت عنخ آمون الذى يتواجد بالمتحف المصرى، والذى يظهر فيه أن الجانب الأيسر من وجه التمثال به شق مقصود وكأنه مضروب بـ "أزميل"، مضيفا أن الوجه الأيسر للتمثال المذهب الآخر به نفس الشق أيضا.
وأضاف بسام الشماع، أنه من الممكن أن يكون ضرب بـ بلطة، أو فأس أو آله حادة، مؤكدا أن هذه النظرية الأقرب إلى وفاته خاصة لأن الحالة السياسية فى عهده فى ذلك الوقت تسمح باغتياله نظرا لأنه ابن اخناتون الذى مارس سلطاته فى تل العمارنة وبعد وفاته رجعت ممارسة الحكم فى الأقصر، وأيضا تغير الحالة الدينية للمعابد.
وهذا ما أثار أهل التخصص والعلم، حيث عقب العالم الكبير الدكتور زاهى حواس، قائلا: وقال عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، إنه إذا كان الملك توت عنخ آمون بالفعل اغتيل بسبب ضربه على وجهه، فهل كانوا سيشيدون تماثيلا له وهو مضروب على وجهه؟ بالطبع لا، والشقوق التى توجد فى التماثيل الخشب نتيجة طبيعية لما يصيب الأخشاب عبر الزمن، وليست كما يزعم المتفوه بأنه استدل على موته بشق فى الخشب.
وأشار الدكتور الكبير زاهى حواس، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إلى أن هناك دراسة علمية تمت على مومياء الملك الفرعونى توت عنخ آمون، بالأشعة المقطعية على أعلى مستوى اتضح منها أن الفكرة التى سيطرت على العالم بأن توت عنخ آمون مات مقتولا خاطئة، كما تم اكتشاف فتحة خلف الرأس اتضح أن المحنطين فتحوها لوضع السائل الخاص بالتحنيط، وتوجد مثل هذه الفتحة فى مومياء أحمس الأول، إذن فكرة موته مقتولا خاطئة.
وتابع عالم الآثار الكبير قائلا: اتضح من الدراسات التى قام بها حوالى 20 عالما متخصصا فى علم المصريات والأشعة وكافة التخصصات، أن الملك الذهبى مات وهو فى سن 19 عامًا، وكان يعانى من "الفلات فوت"، والدم لم يكن يصل إلى أظافر رجليه، وأنه كان مريضا بالملاريا، ومن فحص المومياء بالكامل اتضح أن هناك فتحة بالقدم اليسرى تؤكد لعلماء الأشعة سواء الأجانب أو المصريين عام 2005، أن هذه الفتحة عبارة عن حادث وقع له قبل وفاته بساعتين فقط.
وعقب عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس، على من يلقب نفسه بمؤرخ، قائلا: إن المؤرخ لابد أن يكون كتب ما لا يقل عن 200 مقالة علمية، وكتب ما يقرب من 40 كتابًا، لكن الشخص الذى يتفوه بكلام دون علم مثل الذى قال إن الملك توت عنخ آمون مات بسبب ضربة بأزميل فى وجهه ويبنى كلامه على وجود فتحة فى الوجه بالتماثيل الخشب، ليس على دراية بالعلم، وسيجعل العالم يضحك علينا، فأرجو ألا نجعل علم المصريات بهذه التفاهة.
وأكد الدكتور زاهى حواس، أن ما نشر عن الملك توت عنخ آمون دراسات علمية وحقائق علمية، فيجب على الناس التى تستغل الفهلوة فى العلم وهى ليس لها أى صلة بالعلم أن تصمت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة