بدعوة من "المدارس العصرية" و"مؤسسة فلسطين الدولية" يلقى الدكتور عمار على حسن الروائى والباحث السياسى محاضرة فى العاصمة الأردنية عمان فى السادسة مساء من يوم الأربعاء 18 إبريل بعنوان "الخلاص الحقيقى.. التعليم ومواجهة التطرف والإرهاب"، بحضور لفيف من الكتاب والباحثين والمعلمين والمهتمين بقضية تطوير التعليم من أجل غرس فكر معتدل، وحصار التعصب الدينى والسياسى.
وقال الدكتور أسعد عبد الرحمن، الكاتب السياسى والباحث، ومدير مؤسسة فلسطين الدولية إن المحاضرة الأولى ستلقى فى مقر "منتدى العصرية، سيتخللها نقاش جاد حول هذه القضية التى لابد من إعطائها أولوية فى وقتنا الراهن، الذى نواجه فيه أخطار التطرف العنيف والإرهاب، وسوف يستكمل النقاش فى الثامنة ونصف من اليوم نفسه بمقر النادى الأرثوذكسى مع تربويين وخبراء مناهج وسياسيين وإعلاميين.
وقال عمار إن التعليم يعد أداة المجتمع الناجعة واللينة والطيعة لخلق أفراد أسوياء، قادرين على تحقيق الأمن للمجتمع بمعناه العميق والشامل، وتمثيل ثقافته، والمحافظة عليها وتطويرها، وذلك بما يمتلكه التعليم من آليات تمد النشء بالقدرة على الإبداع، والابتكار، والحوار، والتخطيط للمستقبل، وشغل أوقات الفراغ، والتعايش، والتسامح، وقبول الآخر، وتحمل المسؤولية، وتوافر الالتزام بالواجب حيال الجماعة، إلى جانب أنه وسيلة لرفد برامج التنمية بأشخاص مؤهلين لتنفيذها، والنهوض بها.
وأضاف عمار "مع صعود موجات التطرف الدينى فى مجتمعاتنا على أيدى جماعات وتجمعات وتنظيمات توظف الإسلام فى تحصيل السلطة السياسية، وحيازة الثروة الاقتصادية، وتحقيق الهيبة والمكانة الاجتماعية، واحتكار القيم والتوجهات وقبلهما المعارف التى تحكم المجتمع، صار الحديث عن علاقة التعليم بالتطرف والإرهاب مبررا على أكثر من وجه، يتعلق أولها بمدخلات التعليم، وما إذا كانت تعزز التطرف وتعذيه عبر إمداده بالتصورات والمفاهيم التى تحافظ على جذوته الضارة مشتعلة ويرتبط ثانيها بالمخرجات حيث يمارس التعليم دورا فى صناعة زبائن جدد من خريجى المدارس ينخرطون فى صفوف هذه الجماعات والتنظيمات، ويساهمون فى تمددها الاجتماعى واستمرارها على قيد الحياة، رغم الجهود المضنية التى تبذلها مؤسسات الدولة الرسمية وقوى المجتمع المدنى وجماعات المثقفين وقادة الرأى المستنيرين فى سبيل التصدى للتطرف والإرهاب".
وتابع عمار إن علينا أن نجيب على عدة أسئلة من قبيل: هل بالتعليم وحدة نهزم التطرف؟ وهل نحن بحاجة إلى زيادة الجرعة الدينية فى مجتمعاتنا أم العلمية؟ وهل نحن مطالبون بغرس الاعتدال أم بخلع التطرف؟ وكيف يمكن ألا نفصل فى مسعانا هذا بين التعليم والثقافة؟ وهل نكتف بتطوير المناهج أن طرق التدريس أيضا؟ وكيف يمكن أن نأخذ التعليم من مخاطبة الذاكرة إلى نقد السائد وإبداع الجديد؟
وحول دور مناهج التعليم فى محاربة التطرف الدينى ستتطرق المحاضرة إلى شرح كيفية تضمين المناهج التعليمية ما يساعد على كشف بل فضح منهج التفكير عند المتطرفين، وأهمية الالتفات إلى "المنهج الخفي"، وهو ما يزرعه المعلمون فى رؤوس طلابهم من آراء وثقافات خاصة بهؤلاء المعملين، ولا يكون لها علاقة بالمنهج الدراسى المقرر، وضرورة التوقف عند إطلاق اصطلاح علم على الرؤية الدينية، لأنها معرفة إنسانية على أقصى تقدير، ووجوب التنبه إلى ما يقوم به التيار الدينى المتطرف من خلط المعرفة بالدعاية والأيديولوجيا، إلى جانب ضرورة تضمين مناهج التعليم مساقا فى التربية الأخلاقية والتربية المدنية ومسارا لمحو الأمية المنهجية، والتعامل بوعى مع التاريخ فى مناهجنا التعليمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة