من المعروف أن المستثمرين والمساهمين داخل أى شركة يمتلكون قوة كبرى، إذ يمكنهم استخدام نفوذهم فى الضغط على مجالس الإدارة لاتخاذ قرارات بعينها، فخلال السنوات الماضية حدث هذا الأمر مع العديد من رؤساء الشركات، واقترب للغاية من أن يهدد "مارك زوكربيرج" بالرحيل من منصبه، خاصة فى أعقاب الأزمة الأخيرة التى تخوضها الشركة بعد فضيحة تسريب بيانات 87 مليون مستخدم.
تهديدات سابقة:
مع بداية العام الجارى قدم مجموعة من المساهمين المؤثرين اقتراحا ينص على أن وجود رئيس مستقل للشركة العملاقة يمكن أن يكون أفضل سواء من حيث الإشراف على المدراء التنفيذيين للشركة أو تحسين أوضاع الشركات، حيث جاء هذا الاقتراح خوفا من نفوذ "زوكربيرج" القوى.
ورغم قوة "مارك" داخل الشركة، وولاء أعضاء مجلس الإدارة له، إلا أنه بعد أشهر من تلك المشكلة قرر أن يتراجع عن بعض القرارات التى دفعت لمثل هذا الاقتراح، إذ أعلن عن تراجعه عن الطلب الذى تقدم به إلى مجلس إدارة فيس بوك العام الماضي، فيما يخص طرح نوع جديد من الأسهم يسمح له ببيع بعض من حصته كى يمول جمعيته الخيرية مع زوجته، مع احتفاظه بكامل قدرته على التصويت على القرارات الإدارية.
مارك زوكربيرج
- مطالبات بتنحى زوكربيرج عن رئاسة فيس بوك
وبعد أن خضع زوكربيرج وفيس بوك لتدقيق سياسى حول فضيحة بيانات كامبريدج أناليتيكا، شعر عدد من المستثمرين أنه الوقت المناسب لانتقاد هيكل الشركة والمطالبة بإقالة زوكربيرج، إذ دعا "مايكل فريريش"، أحدث المستثمرين بفيس بوك، زوكربيرج إلى التنحى عن منصبه كرئيس للشركة، قائلا لصحيفة فاينانشيال تايمز:" فى جوهر الأمر، لا يخضع زوكربيرج للمساءلة من قبل أى شخص، سواء المجلس أو المساهمين، لكن الآن السيد زوكربيرج هو رئيس نفسه، ومن الواضح أن الامر لا يسير على ما يرام".
زوكربيرج يرى أنه الأفضل:
لكن رغم كل هذه المشاكل فإن زوكربيرج يرى أنه الأفضل لتولى إدارة فيس بوك وفقا لما نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية، حيث قال :" عندما تشيد شيئا مثل فيس بوك، الذى لا مثيل له فى العالم... حينها ستكون ثمة أشياء تخفق فيها، واعتقد أن ما يتعين على الناس محاسبتنا عليه هو ما إذا كنا نتعلم من أخطائنا"، مضيفا أن الهيكل الإدارى لفيس بوك هو الأفضل فى العالم.
لهذه الأسباب لا يمكن إجبار زوكربيرج على الاستقالة:
فيما قال أحد المحللين عن مارك:" بفضل الهندسة المالية، لديه كذلك غالبية أصوات المساهمين ويتحكم فى مجلس الإدارة، وبالتالى لن يخضع للمساءلة من أحد"، مضيفا:" لا يمكن إقالته، فقط ما يمكن هو تقديم استقالته، وهو ما يجب القيام به الآن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة