منذ أن كشفت حركة "أنا أيضا" عن شهادات لـ18 امرأة تعرضن للتحرش والاغتصاب الجنسى من قبل رجل من أصل فرنسى متزوج من الشاعرة والكاتبة المسرحية كاتارينا فروستنسن، وهى عضو فى الأكاديمية السويدية، المانحة لجائزة نوبل للآداب، توالت الأنباء بداية من استقالة ثلاثة أعضاء من الأكاديمية، وصولاً إلى استقالة الأمينة الدائمة لجائزة نوبل للآداب، سارة دانيوس.
ومنذ أن تم الإعلان عن الفضيحة الجنسية التى هزت أعمدة معبد نوبل للآداب، وحتى الإعلان عن استقالة كاتارينا فروستنسن، بعدما خضعت لضغوط ومناشدات من ملك السويد ورئيس الوزراء ورئيس الجائزة لإنهاء القتال فى الأكاديمية السويدية من أجل مصلحة البلاد.. هل ظلمت الأكاديمية السويدية الكاتبة كاتارينا فروستنسن، وحملتها ما اقترفه زوجها، فى هذا التقرير نرصد آراء الكاتبات.
شيرين سامى
الكاتبة شيرين سامى، قالت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه فى الوقت الذى يعانى فيه الشرق من اضطهاد المرأة ويحارب من أجل إسقاط المفاهيم الذكورية البالية من على أكتاف المجتمع، تظهر فضيحة جنسية فى أكثر المنظمات الغربية نبلا وأرفعها مقاما فى العالم، منظمة نوبل. لكن الأمر تعدى الفضيحة الجنسية لفضيحة من نوع آخر. فضيحة مجتمعية.
وأضافت شيرين سامى: المنظمة التى يجدر بها مواجهة الصعوبات المجتمعية سقطت فى الاختبار، وذلك عندما تقدم ثلاثة من أعضاء التحكيم بها باستقالاتهم وكذلك المتحدثة باسم نوبل للآداب، على إثر تجديد باقى الأعضاء ثقتهم فى الكاتبة كاتارينا فروستنسن زوجة الشخص المتهم بالاعتداءات الجنسية. وقفت المرأة هنا فى مكان الجانى والمجنى عليه، الضحية التى تحاسب على ذنب لم ترتكبه. وبدلا من أن تستحوذ على تعاطفهم ودعمهم تعاملت كمنبوذة لا تستحق شرف البقاء فى الأكاديمية.
ورأت شيرين سامى أن موقف الغرب إزاء الكاتبة كاتارينا فروستنسن المخدوعة وإلقاء الاتهام عليها ولو بموقف اعتراضى يجعلنا نضع العديد من علامات الاستفهام حول كينونة المرأة عند المثقفون الغربيون وإلى أى مدى يمكن للمجتمع أن يتخذ المواقف البطولية على حساب امرأة. كل ذنبها أنها أساءت اختيار رجل.
وتابعت شيرين سامى: إن من المسئولية والنزاهة أن يتم اعتبار الزوجة أحد ضحايا المتهم الذى تسبب لها فى أذى وعنف نفسى لا يقل خطورة عن الاعتداء الجنسى. لا أن يتحول الأمر لشقاق ومواقف ضد المرأة الضحية. أعتقد أن مثل هذه المواقف يجب أن تنعكس على مصداقية جائزة نوبل ومعناها الضمنى فى رفع المعاناة.
أميمة صبحى
أما الكاتبة أميمة صبحى، فقالت: لا أستطيع أن أفهم موقف أعضاء لجنة جائزة نوبل من الكاتبة كاتارينا فروستنسن والمطالبة بفصلها بسبب زوجها المتحرش.
وأضافت أميمة صبحى: موقف الأعضاء الذين تقدموا باستقالتهم ليس مفهوما ولا يليق بمثقفين وذوى وعى من المفترض أنه مثقل بعناية. كنت فى انتظار أن تتيح للمرأة المتهمة بتهمة غير واضحة الفرصة لتتحدث وتقول رأيها فيما بدر من الزوج، تؤيده أو ترفض الاتهامات الموجهة إليه، المهم أن تعبر عن رأيها دون ضغوط وتتحمل نتائجه، لكنها لا تملك هذا الحق وسط كل هذا الجنون الذى يطيح بها من كل الجوانب.
ورأت أميمة صبحى أن ما يحدث فى أروقة نوبل يدل على أن المرأة همومها واحدة وإن بدت الشكليات متباينة من دولة لأخرى. وأن حملة أنا أيضا أتت بثمارها فى كشف هذا العوار.
وأضافت أميمة صبحى: أرى أن لا أحد سيحرر المرأة سوى نفسها، فعلينا الاتفاق على أننا فى حاجة للوصول لقوانين دولية ومحلية على حد السواء تلزم الجميع بما فيهم المرأة ذاتها باحترام حقوق المرأة فى كل مناحى الحياة.
نورا ناجى
وقالت الكاتبة نورا ناجى، يبدو أن نجاح واستقلالية المرأة مهما كان لا بد وأن يرتبط بالرجل فى النهاية، تلف المرأة وتدور فى فلك أحدهم بشكل أو بآخر، يرتبط نجاحها بنجاح زوجها أو رجلها مهما فعلت، جملة امرأة قوية ومستقلة هى جملة كاذبة مهما قلنا وزدنا وعدنا، فيكفى اتهام رجل بتهمة واحدة للإطاحة بكل النساء من حوله، يكفى اتهام رجل بتهمة تؤذى حتى النساء، لإسقاطه وإسقاطهن، وكأن الرجل لا يجب أن يقع وحده، بل يجب أن يهوى ويأخذهن معه.
ورأت نورا ناجى أن اتهام المفكر جان كلود أرنبات بالتحرش الجنسى لم يمر مرور الكرام، فهو زوج عضو أكاديمية نوبل للآداب الشاعرة كاترينا فروستنسون، لكن ما لم يكن مبرراً، هو قيام الأمينة الدائمة للأكاديمية سارة دانيوس باستقالتها، وهو ما أجده ظلم فادح، وثمن تدفعه النساء دوماً، الحقيقة أشعر بمرارة شديدة، وكأن علينا دائماً إصلاح أخطاء الرجال وتقديم أنفسنا كبش فداء لأفعالهم الصبيانية المندفعة.
وقالت نورا ناجى: نبذل كل جهدنا، وأضعاف أضعاف المجهود الذى يبذله الرجال ليتم تقبلنا فى المجتمع، ولنؤكد على استحقاقنا للمكانة التى فعلنا المستحيل للوصول إليها، ليأتى رجل ما بفعل طائش أحمق وينتزع كل هذا، تماماً كما فعل المنتج الهوليودى هارفيوينشتاين فى زوجته جورجينا تشابمان صاحبة علامة ماركيزا بعد فضيحته الجنسية، خسرت المسكينة خسائر طائلة ولم يعد أحد يرتدى من علامتها التى عملت بكل جهدها لبنائها حتى أصبحت من أهم علامات الأزياء في نيويورك.
وأضافت نورا ناجى: ولكن لا أحد يتحدث حتى عنها، كل الحديث منصب على وينشتاين الذى سيقضى ما تبقى له من العمر فى السجن، يتحدثون عنه بكل شماتة وهذا من حقهم بعد فعلته الشنعاء، لكن هل سيذكر أحد جورجينا التى تحطم مستقبلها الذى بذلت عمرها من أجله؟ لا أحد.
وختم نورا ناجى تصريحات قائلة: الأنثى فى كل مكان مجرد تابع، جانب هامشى من الحكاية، إضافة توابل للقصة، لكنها لا تهم أحداً، المهم أننا حققنا انتصرنا وأسقطنا الرجل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة