219 عاما مضت على انتصار أبناء قرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط على الحملة الفرنسية يوم 18 أبريل 1799، إذ سطروا لنا فى صفحات التاريخ بطولات وتضحيات المصريين فى الدفاع عن أرضهم ووطنهم ولا يرهبهم فارق العتاد والقوة ومدافع الأسطول الفرنسى الذى انهار أمام "النابوت والشوم والعصى وأغطية الأوانى" والأدوات البدائية التى استخدمها أبناء المحافظة.
يوم 18 أبريل 1799 ليس يوماً عادياً فى تاريخ محافظة أسيوط، بل أصبح العيد القومى للمحافظة تخليدا لتضحيات وبطولات وفداء أهالى بنى عدى وتصديهم للحملة الفرنسية، "اليوم السابع" انتقل إلى قرية بنى عدى، والتى تقع على طرف الصحراء الغربية لمركز منفلوط وتبعد عن محافظة القاهرة مسافة 365 كيلو مترا، ويحدها من الناحية الشمالية قرية العتامنة ومن الناحية الجنوبية قرية العزية وتبعد عن مدينة أسيوط نحو 30 كيلو مترا.
ويقول الحاج مصطفى قطب نصر رئيس مجلس إدارة مركز شباب بنى عدى، لـ"اليوم السابع"، حدثت ثورة بنى عدى ضد الفرنسيين فى يوم الخميس 18 أبريل عام 1799، وذلك نتيجة امتناع أهالى بنى عدى عن دفع الضرائب والمال ومعاكسة شباب بنى عدى للسفن الفرنسية، التى كانت تمر فى نهر النيل قبالة مركز منفلوط، وكان عدد سكان بنى عدى حينذاك نحو 12 ألف مواطن عن وقوع الثورة والتى استشهد فيها نحو 3 آلاف مواطن، وذلك بعد قيام الفرنسيين بإشعال النيران فى منازلهم وأجولة الغلال بقرية بنى عدى.
ويضيف الحاج مصطفى قطب أن أول احتفال لمحافظة أسيوط بعيدها القومى فى 18 أبريل عام 1966 بقرية بنى عدى وذلك بعد أن قرر الرئيس جمال عبد الناصر بجعل يوم لكل محافظة ليكون عيدا قوميا لها، مشيرا إلى أن من شهداء ثورة بنى عدى ضد الحملة الفرنسية الشيخ أحمد الخطيب، والشيخ حسن طايع وأحمد عبدالله السباعى ومحمد أيوب العدوى والشيخ أحمد المغربى، وعلى أحمد العياط و الشيخ سليمان طايع وعز العرب حسن مخلوف وحورية العزولى وغيرهم من الشهداء الذين قدموا أنفسهم فداء للدفاع عن قريتهم وتصديهم للحملة الفرنسية.
ويقول حسن على حمزة العدوى، لـ"اليوم السابع"، إنه فى يوم 16 أبريل عام 1799، وصل الجنرال دافو إلى أسيوط وبعد وصوله بـ24 ساعة علم أن حشدا من الأهالى قد تشكل فى بنى عدى للتصدى للفرنسيين، فشكل الجنرال دافو القوات إلى طابورين لمهاجمة القرية والأخرى لمحاصرتها واشتبك الأهالى مع الجنود الفرنسيين فى معركة حامية دارت رحاها فى طرقات بنى عدى واستمرت المعركة طول اليوم ولم يتمكن الفرنسيون من الاستيلاء على قرية بنى عدى إلا بعد أن أشعلوا النيران فيها.
وأضاف حسن على حمزة، لـ "اليوم السابع"، أنه بلغ عدد شهداء ثورة بنى عدى 3 آلاف شهيد يعد من أبرزهم الشيخ أحمد الخطيب الذى كان زعيما للثورة إذ كان يحث الأهالى ونحو 450 من الأعراب المصريين و300 من المماليك على القتال والتصدى لجنود الحملة الفرنسية الذين لم يجدوا وسيلة للسيطرة على القرية ودخولها سوى فى إضرام النار فى بيوت الأهالى فأصبحت البلدة شعلة من النار وبهذه الوسيلة نجح الفرنسيون فى الدخول إلى بنى عدى والاستيلاء على الأموال والمنازل.
ومن جانبه قال على عطا عايد رئيس الوحدة المحلية لقرية بنى عدى التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، لـ"اليوم السابع": إنه تم رفع درجة الاستعدادات للاحتفال بذكرى ثورة قرية بنى عدى ضد الحملة الفرنسية إذ تم تنظيف النصب التذكارى للشهداء وقاعة الاحتفالات لاستقبال المواطنين، للاحتفال بالعيد القومى للمحافظة بحضور محافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقى، والعديد من القيادات التنفيذية والأمنية والشعبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة