"لا أحب ترديد النشيد الوطنى الفرنسى لأنه يدعو إلى الحرب إذا ركزت فى كلماته"، بهذه الكلمات برر النجم الفرنسى ذو الأصول العربية كريم بنزيما، لاعب ريال مدريد، رفضه لغناء النشيد الوطنى الفرنسى، بحجة دعوته للحرب.
وللنشيد الوطنى فى الجزائر وفرنسا، أزمات كبيرة تاريخية منذ انتهاء الاحتلال الفرنسى للجزائر فى 5 يوليو 1962، فهل يفتح حديث بنزيما مجالا للحرب المشتعلة بين الدولتين بسبب النشيد الوطنى.
النشيد الوطنى الجزائرى والذى يحمل اسم "قَسَمًا"، والذى ألفه الشاعر مفدى زكريا داخل سجن فرنسى عام 1956، و لحن النشيد، الملحن والفنان المصرى الكبير محمد فوزى، وقد طالبت فرنسا بنزع مقطع "يا فرنسا" لكن المجاهدين الجزائريين احتجوا فقاموا بارجاعه و هو لا يزال مقطع رئيسى من النشيد الوطنى الرسمى، ولم تقم الحكومة بأى موقف رسمى تجاه إزالة المقطوعة والتى تقول:
"يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
و طويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا ان ذا يوم الحساب
فاستعدى و خذى منا الجواب
ان فى ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم ان تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا"
إلا أن اهتز قطاع التعليم الجزائرى بسبب حذف المقطع من النشيد من أحد كتاب السنة الخامسة"التربية المدنية"، وهو الأمر التى اعتبرته الحكومة آنذاك بالغلطة التى تستوجب العقاب.
فيما تواجه فرنسا أزمة أخرى بسبب النشيد الوطنى الفرنسى، باعتباره يدعو للحرب، وهو نشيد يحمل اسم (لا مارسييز) كتب فى 25 أبريل 1792 من طرف جوزيف روجيه دى ليزل فى ستراسبورغ وكان اسم النشيد "نشيد الحرب لجيش الراين"، وقد اعتمد هذا النشيد كنشيد وطنى فى عام 1830 عهد الجمهورية الفرنسية الثالثة ولكن فى أثناء قيام الحرب العالمية الثانية أجريت بعض التعديلات الطفيفة فيه على يد هكتور برليوز واعتمد نشيد وطنى فى شكله الحالى فى سبعينيات القرن العشرين.
ويعتبر الكثيرون من الفرنسيين ونشطاء حقوق الإنسان أن النشيد متطرف، وطالبوا أكثر من مرة بتغييره، إلا أن الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى قام بإصدار مشروع القانون الذى يتضمن اعتبار اتلاف العلم الفرنسى أو السخرية من النشيد الوطنى جريمة يعاقب عليها بغرامة 7500 يورو(8100 دولار) والسجن لمدة ستة شهور، وهو الأمر الذى واجهه حينها مظاهرات عارمة فى شوارع العاصمة الفرنسية باريس.
وتقول كلمات النشيد: "انهضوا يا أبناء الوطن
فقد دقت ساعة المجد!
بعد أن رُفعت فى وجهنا
رايات الاستبداد المدممة.
هل تسمعون فى جميع أصقاعنا
عواء هؤلاء الجنود الهمجيين؟
الذين يأتون حتى أسرّتنا
لذبح أبنائنا ونسائنا!
إلى السلاح، أيها المواطنون!
شكّلوا صفوفكم!
فلنزحف! فلنزحف!
وليتشبّع تراب أرضنا من دمائهم القذرة!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة