يفتتح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، مساء اليوم الأربعاء، معرضاً أثرياً مؤقتاً لنتاج حفائر البعثة الأثرية من جمهورية الدومينيكان، والتى امتدت قرابة العشر سنوات فى منطقة أبو صير ماجنا بالإسكندرية، وسيتم الافتتاح فى تمام الساعة السادسة مساءً بالمتحف المصرى بالتحرير.
من جانبها قالت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف، إن هذا المعرض يعد تجربة غير مسبوقة وفريدة من نوعها، نظراً لأن المعرض يقدم مجموعة من القطع الأثرية المكتشفة تُعرض لأول مرة بعد العثور عليها فى منطقة تابوزيريس ماجنا بالإسكندرية، والتى تشير لأهمية ذلك الموقع الأثرى الذى يرجع تاريخه إلى عصر الملكة كليوباترا السابعة.
وأضافت إلهام صلاح الدين، أن المعرض يضم حوالى 300 قطعة أثرية تُعد سجلاً واضحاً للحياة اليومية والأنشطة الإدارية والدينية، والدور الملكى والاجتماعى الذى ظهر وبشكل واضح فى نهاية العصر البطلمى، وتم ترتيبها وتنظيمها وفقاً لأماكن اكتشافها.
من جانبها أوضحت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف، أن من أهم القطع التى يتضمنها المعرض لوحة فريدة منقوشة بالكتابة الهيروغليفية والديموطيقية، تذكر الهدايا التى منحها بطليموس الخامس لكهنة معبد إيزيس، وتحمل النص الكامل تقريباً بالمقارنة مع لوحتين آخرتين غير مكتملتين تم اقامتهم بمعبد ايزيس فى “فيلة ودندرة” من مجموع ثلاث لوحات.
وأشارت كاثلين مارتينيز، رئيس البعثة، إلى أن من أهم الدلائل أن تابوزيرس ماجنا كان موقعاً حيوياً للملكة كليوباترا حيث تم العثور على العديد من أشكالها؛ ويظهر ذلك من خلال تماثيل المعبودة إيزيس، والعملات المعدنية، واللوحات التى تحمل العديد من النقوش التى ترجع إلى ذلك العصر. و يضم المعرض ايضا بعض القطع المميزة؛ منها قطعة من البرونز على شكل ذبابة تم إهدائها من ملك بطلمى لجندى نظراً لشجاعته وتفانيه فى المعارك، وعدد من العملات البرونزية منقوش عليها شكل ايزيس من الأمام ومن الخلف نقش عليها اسم كليوباترا.
واستطردت مارتينيز قائلة: إن جمال وروعة تلك القطع يعد دليلاً وتذكاراً مستمراً بأنه لايزال أمامنا الكثير لكى نزيح عنه الستار فيما يتعلق بغموض حكم كليوباترا السابعة، وغموض عملية دفن العديد من الحكام البطالمة أسلافها. حيث توصلت البعثه أيضاً خلال أعمال الحفائر إلى العثور على جبانة ضخمة خارج بناء المعبد ترجع إلى العصر البطلمى الاغريقي، وتم العثور داخل التوابيت على مومياوات مغطاه بالذهب ورؤوسهم متجهه نحو المعبد كما لو أن قد تم دفن شخصاً هاماً هناك.
وتعتقد د. مارتينيز أن كليوباترا ومارك أنطونيو قد تم دفنهما داخل المعبد الخاص بايزيس واوزوريس فى منطقة تابوزيرس ماجنا، فى موقع يبعد حوالى ٤٥ كيلو متر غرب مدينة الاسكندرية، وذلك نظراً للأهمية الدينية والسياسية لذلك المعبد، كما أن كليوباترا خلال فترة حكمها ربطت نفسها دائماً بايزيس ومارك انطونيو باوزوريس.
وأشارت أن بعد وفاة الأسكندر الآكبر الذى قام بغزو مصر عام 332 ق.م، وأسس مدينة الاسكندرية، بدآت الدولة المقدونية فى العصر البطلمى. وتم تقسيم فتوحاته بين قادة جيشه، حيث كان على سبيل المثال (بطلميوس الأول) واحداً من قادة الأسكندر الاول من بين الملوك البطالمة الذين حكموا مصر حتى عام 30 ق.م عندما هُزمت كليوباترا السابعة، واستولى الرومان على الأراضى المملوكة لها كضيعة خاصة بهم. وعلى مدار حوالى 300 عام من الحكم البطلمى لمصر، إزدهرت مصر ثقافياً وحدث مزج بين الفن المصرى والإغريقى القديم، وتشابكت أيضا الديانات واللغات. ومثلت المعابد المعبود الرئيسى سرابيس وهو الإله الذى دمج بين ابيس وبتاح واوزوريس فى اطار هيلينستى. ودائما تم تشبيه إيزيس بأفروديت وأصبح حورس حاربوقراط. كما أن هناك العديد من التغييرات الفنية التى كانت دليلا على التجارة مثل الأوانى والعملات وأيضا الشعائر الدينية والحياة اليومية. وهكذا أصبحت مدينة الاسكندرية فى قلب هذا الزخم والمؤثرات الثقافية مركزاً معرفياً يحمل هوية عالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة