احتفلت «اليوم السابع» بالمطرب الأردنى الكبير عمر عبداللات والمنتج محمد المجالى، بعد النجاح الكبير الذى حققته أغنيتهما الوطنية «يحكى أن»، التى تم تقديمها للجيش المصرى، حيث لاقت الأغنية بمجرد طرحها صدى واسعا ونجاحا كبيرا للغاية ليس فى مصر فقط، بل فى الأردن والبلدان العربية أيضا، ومن خلال ندوة فنية حضرها الناقد الرياضى عصام شلتوت مدير تحرير اليوم السابع، تحدث المطرب الأردنى الكبير والمنتج محمد المجالى عن كواليس تحضيرهما للأغنية وكيف خرجت للنور، وعن مشاريعهما المقبلة وإلى نص الندوة.
فى البداية كيف جاءت فكرة تقديم أغنية للجيش المصرى بعنوان «يحكى أنا»؟
- عمر عبداللات: أولا أنا وكل القائمين على الأغنية بما فيهم منتجها الأخ والصديق محمد المجالى من عشاق مصر، جلست أتابع الإنجازات التى حققتها مصر خلال الفترة الأخيرة، والشهداء الذين يبذلهم الجيش المصرى، للتخلص من الإرهاب الغاشم الجاهل الذى يحاول تهديد مصر والوطن العربى بأكمله، فحرام أن يموت هذا الشباب فى سن النضج والحيوية، ولا نكرمهم بأغنية لخير أجناد الأرض، وبالفعل ذهبت للشاعر الأردنى مهدى الشيخ، وحدثته عن فكرتى التى أرغب فى تقديمها، وهى أن أقدم أغنية بعنوان «يحكى الآن»، ولأننى دخلت الجيش، حكيت للشاعر عن المناورات التى يقوم بها والطوابير الصباحية، وكيف يتم التعامل بالفرق الحربية، على مستوى الجيش، وشرحت له الفرق بين الفرقة والكتيبة، حتى أسهل للشاعر مفردات الأغنية، وبالفعل كتبها الشاعر الأردنى سريعا بشكل احترافى وقدم شيئا جميلا جدا أفضل مما كنت أتوقع، وظهرت الأغنية للنور، وأثناء تحضيراتنا للأغنية، كانت هناك جهات كبرى ومهمة تريد المشاركة فى الأغنية بالدعم، لكننا رفضنا المتاجرة بهذه الأغنية الوطنية، والحمد لله انتشرت الأغنية بطريقة غير طبيعية سواء فى الأردن أو فى مصر أو حتى فى بعض البلدان العربية.
«اليوم السابع» لـ«عمر عبداللات» و«محمد المجالى».. كيف لمستما نجاح الأغنية.. وهل لكما ذكريات معينة فى مصر؟
- عمر عبداللات: «لمست نجاح الأغنية، من خلال الجمهور فى الشارع ووسائل الإعلام المختلفة التى أًصبحت تعرض الأغنية وتذيعها باستمرار، حتى أننى فوجئت بالأطفال فى المدارس الأردنية يتغنون بالأغنية، وأنا لم أتعجب من هذا الأمر، لأن مصر والأردن منذ قديم الأزل تربطهما علاقة خاصة تسيطر عليها الود والمحبة، وبالفعل هم إيد واحدة، وأنا ومحمد المجالى من عشاق مصر فعلا، وحبنا لمصر ليس وليد اليوم، ولكن يمتد لسنوات طويلة للغاية، ففى مرحلة الطفولة وبداية الشباب كانت أمنية حياتى أنا ومحمد المجالى أن نأتى لمصر، كى نراها فقط من حبنا فيها، وبالفعل جئنا فى نهاية الثمانينيات، ولم يكن معنا أى أموال حتى أموال المواصلات، وجئنا بطريقة لم يتوقعها أحد، عن طريق ميناء العقبة فى الباخرة، وربنا يسرها لنا، وأثناء غنائى فى الباخرة التقينا بصديق ميسور الحال، اصطحبنا لأحد الفنادق بالقاهرة وقضينا أياما جميلة بأرض المحروسة، ونهاية حديثى فى هذه النقطة أننا قدمنا الأغنية دون وصية من أحد ودون أن يطلب منا أحد تقديمها لا جهة رسمية ولا حكومية ولا عسكرية ولا غيره.«اليوم السابع» لـ«المطرب عبداللات» ألم تفكر فى الاستعانة بشاعر مصرى، كى يقدم أغنية تتقارب لغة ولهجة المصريين؟
- يقول المطرب عمر عبداللات: لا بصراحة لأن المشاعر المصرية والأردنية واحدة تجاه الجيش المصرى، وأنا عندى أصدقاء كثيرون من الشعراء المصريين وكلهم موهوبون وكبار جدا، لكنى فضلت الاستعانة بالشاعر الأردنى مهدى الشيخ، كى نقدم شيئا نابعا مننا كأردنيين لأشقائنا المصريين، خاصة أننا كنت نتحدث جميعا كصناع للأغنية عن هذه الرغبة، أيضا كنت حابب أن أقدم أغنية «يحكى أن» بطريقتى أنا وبلهجتى، وكثيرون من الأصدقاء نصحونى عندما أقلبت على تقديم هذه الأغنية فأخبرونى بما أننى أقدم أغنية مصرية، فلابد أن أغنيها باللهجة المصرية حتى أشتهر أكثر لدى المصريين، ولكننى رفضت هذا الأمر، وحرصت على أن أقدمها كمطرب أردنى لأشقائى المصريين، حتى تصل رسالتى من المملكة الأردنية إلى مصر الحبيبة، والحمد لله حققت الأغنية نجاح كبير للغاية أكثر من المتوقع بمصر والأردن، ودعنى أقل إن جماهير أهل الأردن كانوا يقابلوننى بعد نجاح الأغنية ويقولون لى: «شكرا لك أنك قدمت هذه الأغنية لأن الجيش المصرى بالفعل يستحق هذا الثناء».
عمر عبداللات.. وكيف جاءت مشاركتك فى حفل صندوق «تحيا مصر» بمشاركة عمرو دياب ولطيفة؟
- فوجئت باتصال من القائمين على الحفل، وأخبرونى بأنهم سيقدمون حفلا لصالح صندوق «تحيا مصر»، وأنهم سمعوا أغنية «يحكى أنا» ويودون أن يشكرونى عليها، وبالفعل سعدت للغاية بهذا الأمر، وبالفعل أحضرت فرقتى الموسيقية بالكامل من الأردن وأتيت كى أشارك فى هذا الحفل، وعندما سألونى ما هو المطلوب قلت لهم: أن مصر تكون بخير وأن نظل على تواصل دائم، وأنا لم تكن هذه المرة الأولى التى أغنى فيها بمناسبة وطنية، فسبق وغنيت فى احتفالية 6 أكتوبر قبل 3 أو 4 سنوات، وكان سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى متواجدا، وكنت بصحبة المطربين حسين الجسمى وأصالة نصرى، وغنيت وقتها باللون المصرى، ولا أنكر أن طموح كل فنان أن يشتهر بمصر، ولذلك يغنى بالمصرى، لكن أنا حسيت أننى سأكون أفضل إذا تواصلت مع الجمهور المصرى بلونى وشكلى الأردنى، لأن لونى وأسلوبى هو الذى يميز عمر عبداللات عن غيره، فلكل مطرب شكله وطريقته ولونه الغنائى، ومصر سبق وتقبلت من قبلى فريد الأطرش وصباح وفهد بلان بلونهم، وغيرهم من نجوم الوطن العربى، وأتمنى أن أنجح فى مصر بلونى، ودعنى أقل أن هناك أحد أكبر أهم المنتجين فى مصر عرض على أغنية مصرية حلوة جدا جدا، ولكنى اعتذرت عنها لأننى لم أجد نفسى فيها، وعندما قدمها مطرب غيرى حققت نجاحا كبيرا للغاية، لأننى أكون حريص على أن اختار الذى يشبهنى، وأتمنى أن أقدر أقدم أعمالا فنية لمصر، ولا أنسى أننى فى عام 1990 قدمت أغنية بعنوان «يا سعد»، وانتشرت فى مصر وقتها، ثم أقبلت على خطوتى الحقيقة فى مصر من خلال أغنية «الحلم العربى»، وبعدها قدمت «الضمير العربى»، ثم أعقبهما بعض الحفلات الغنائية.ولكن الأغانى الوطنية صاحبة فضل عليك أكثر من العاطفية.. فما رأيك؟
- هذه حقيقة، وأنا مازلت أهتم بالأغانى والفلكلور الأردنى، فى المملكة الأردنية، وكانت الانطلاقة من خلال أغنية «هاشمى هاشمى»، وكنت أقضى الخدمة العسكرية وقتها، وأنا بالفعل لدى رصيد كبير من الأغانى الوطنية فقدمت حتى الآن أكثر من 150 أغنية وطنية، وهذا ليس معناه أننى أريد التخصص فى الأغنية الوطنية، ولكن فى كل حدث وطنى بكون حريص على تقديم أغنية، وسبق وغنيت لبغداد والقدس وبدون طلب من أى جهة رسمية، وطيلة حياتى لم يطلب منى أحد الغناء سواء للأردن أو لمصر أو لأى من البلدان العربية، وهذا يكون نابعا منى أنا.وهل ترى أن الغناء الوطنى يكون له تأثير على الشعوب؟
- بالفعل الفن مرآة للشعوب والفن رسالة، وعندما يكون الفنان أمين والرسالة التى يقدمها فى الأغنية صادقة بتصل سريعا، حتى لو تأخرت لكنها فى النهاية بتوصل للقلوب، وفى السابق كان عبدالحليم حافظ أو كوكب الشرق أم كلثوم بأغنية واحدة بيقدموا رسائل مهمة للعشوب العربية بأغنية واحدة، فالفن له دور كبير تنويرى، لكن بشرط تقديمه بطريقة مؤدبة وليس بها استخفاف بعقل الجمهور أو المستمع سواء فى الكلمات أو التوزيع أو التسويق أو غيره.نهاية، هل ستعيد حساباتك فيما يتعلق بتواصلك مع الجمهور المصرى بعد النجاح الكبير لأغنية «يحكى أن»؟
- لاشك أن هذا النجاح الكبير جعلنى أرغب فى التركيز بشكل أكبر مع الجمهور المصرى خلال الفترة المقبلة، ولابد من تقديم شىء آخر قريبا، وليس شرطا أن يكون وطنيا فمن الممكن أن يكون عاطفيا، وبالفعل استقريت على كلمات لشاعر الشعب صلاح جاهين، سأقوم بتلحينها وتوزيعها وسأسجلها قريبا، وأنا بالفعل من أشد معجبى الراحل صلاح جاهين، وأتمنى أن تخرج الأغنية بشكل جيد قريبا، ودعنى أنهى حديثى بأننى سعيد للغاية بتواجدى داخل صرح إعلامى كبير مثل «اليوم السابع»، وإن شاء الله يكون وشنا حلو على بعض، وأتمنى أن يتم الإعلان عن كل أعمالى المقبلة من خلال هذا الصرح الكبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة