المتابع لخط سير محافظة صعيدية كأسيوط فى القوائم النسبية للمشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة يناير 2011، يكتشف أن المحافظة ترتفع درجات المشاركة فيها مع كل مارثون انتخابى، فمثلا المحافظة سجلت %28 فى استفتاء الدستور عام 2012، ثم سجلت %33 فى الانتتخابات الرئاسية 2012، وكانت المشاركة فى 2014 مستقرة فى منطقة الثلاثينيات، حتى جاءت الانتخابات الرئاسية 2018 ووصلت نسبة المشاركة إلى %41.7، وهى أعلى من كل نسب المشاركات لنفس المحافظة فى كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
هذا الارتفاع فى نسبة المشاركة انعكس بالأساس على باقى التصنيفات الانتخابية للتحليلات الرقمية، فإذا أجرينا مقارنة مثلا بين أرقام نتائج 2014 و2018، فسنكتشف أن أسيوط حققت أصوات صحيحة فى 2018 بواقع 975 الف، بينما حققت فى 2014 عدد أصوات يبلغ 704 ألف بما يوازى زيادة 271 ألف صوت، ونفس الأمر فى الأصوات التى حصل عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهى ارتفعت أيضا بواقع ربع مليون صوت، فالرئيس السيسى حصل على 671 ألف صوت فى 2014، بينما حصل فى 2018 على 934 ألف صوت.
والحقيقة أنه حتى أرقام الباطل تزايدت فى المحافظة بواقع 50 ألف، ففى 2014 حققت المحافظة 41 ألف صوت باطل بينما حققت فى 2018 ما يوازى 91 ألف صوت، ولكن أرقام الباطل فى المحافظة غير مزعجة بمعنى أن نسبتها إلى مجموع أصوات الحاضرين ليست مقلقة بحجم محافظة كأسيوط، لأن مثلا نسبة الباطل فى أسيوط تبلغ %9، وهى أقل من محافظات مثل البحر الأحمر ومرسى مطروح والقاهرة وبورسعيد، فى حين أنها أعلى فى نسب الباطل من محافظات مثل القليوبية والإسماعيلية والفيوم.
تشريح المنطقة التى تقف عندها المحافظة فى أصوات الباطل، يقتضى رسم الخريطة الرقمية الكاملة للمحافظة، فوفقا لأعداد الأصوات الصحيحة بالمحافظات، فأسيوط تحتل المرتبة رقم 11، ووفقا لنسبة المشاركة الانتخابية، فالمحافظة تحتل المرتبة رقم 15، ووفقا لعدد الأصوات التى حصل عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فتحتل المحافظة رقم 11 على مستوى الجمهورية.
التحليلات الرقمية للجان العامة بمحافظة أسيوط تقودنا إلى نتيجة مهمة مفادها أن الكتلة التصويتية تتركز فى 5 مراكز وهم ديروط والقوصية وأسيوط ومنفلوط وأبنون، فديروط مثلا ارتفع عدد الأصوات الصحيحة فيها من 92 ألف صوت فى 2014 إلى 149 ألف فى 2018 بزيادة تقترب من 57 ألف صوت، ومركز ديروط تحديدا يستحق مننا التوقف، لأنه مركز شهد مواجهات بين الشرطة المصرية والجماعات الإسلامية فى التسعينيات، وكان يمثل لغزا صعبا فى المعادلة الأمنية المصرية وقت حكم الرئيس الأسبق مبارك، وبالتالى الارتفاع الملحوظ فى أرقام التصويت بمركز ديروط يكشف أن هذا المركز تخلى من الأفكار الخاطئة عن الدين الإسلامى.
والحقيقة أنه الارتفاع فى الأصوات لم يكن فقط فى مركز ديروط ولكن فى مدن أخرى، فمثلا منفلوط شهدت قفزة بواقع 34 ألف صوت، حيث ارتفعت من 66 ألف صوت فى 2014 إلى 100 ألف صوت فى 2018، ويقترب منه فى الارتفاع مركز القوصية الذى حقق زيادة 24 ألف صوت، من 81 ألفا فى 2014 إلى 105 آلاف فى 2018.
الشاهد أن محافظة أسيوط رغم هدوئها السنوات الماضية، ورغم نصيبها الأقل فى خطط التنمية من قبل الحكومة فإن الأرقام كشفت تقدمها فى الأصوات وتحقيقها نسب مشاركة أعلى من محافظات أخرى كانت تحظى بمشروعات قومية أكبر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة