بدأت التحالفات الانتخابية فى العراق تكثيف حملاتها فى القرى والمدن العراقية، بعيدًا عن الطائفية والتركيز على هموم المواطنين البسطاء واللاجئين فى مخيمات اللجوء، وهو ما يشير إلى فشل الأساليب التى لجأت إليها بعض القوى السياسية خلال السنوات الأخيرة عبر استخدام الخطاب الطائفى.
نورى المالكى
ويدلى المواطنون العراقيون بأصواتهم يوم 12 مايو المقبل لاختيار 329 نائبا فى البرلمان يمثلون محافظات الدولة العراقية، وذلك من خلال اقتراع مختلط يؤمن حصصا نسبية، ويتعين على القوائم الفائرة تشكيل ائتلافات للحصول على غالبية من أجل تشكيل الحكومة.
ويحتاج المواطنون العراقيون إلى المشكلات الاقتصادية التى تواجههم عقب دحر تنظيم داعش الإرهابى الذى تسبب فى دمار البنية التحتية للدولة العراقية، إضافة لاقتلاع الفساد الذى انتشر فى أركان الدولة العراقية وتحقيق التنمية المستدامة فى البلد الذى مزقته الطائفية عقب الغزو الأمريكى عام 2003.
حيدر العبادى
ووفقا للإحصائيات الرسمية يبلغ عدد العراقيين أكثر من 35 مليون نسمة، فيما يبلغ عدد من يحق لهم المشاركة فى الانتخابات أكثر من 24 مليونًا مواطن عراقى موزعين على 18 محافظة تمثل كل واحدة منها دائرة انتخابية، بالإضافة للعراقيين الذين يعيشون فى خارج البلاد.
وفى ظل احتدام المنافسة الانتخابية قامت بعض الأطراف المتنافسة بشن حملات إعلامية على بعض المرشحين وقادة التحالفات، ولعل أبرزها ما نشرته مصادر إعلامية عربية حول اجتماعات تعقدها القوى السنية لتنسيق مواقفها، وهو ما دفع رئيس مجلس النواب العراقى الدكتور سليم الجبورى للتأكيد على أنه حضر لقاء دعا إليه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفى، والذى حضره العديد من قادة الكتل السياسية ورؤساء القوائم الانتخابية التى ستشارك فى الانتخابات النيابية المقبلة.
سليم الجبورى
وقال المكتب الإعلامى لرئيس مجلس النواب العراقى، فى بيان صحفى، إن الحوارات التى جرت بين الأطراف المدعوة لم تتطرق لملف بعينه، وقد تناول الحديث الإطار العام لمرحلة ما بعد تنظيم داعش الإرهابى عبر العمل الحثيث من أجل اعادة الاستقرار إلى المناطق التى تعرضت للتدمير جراء الممارسات الإجرامية لهذا التنظيم عبر الشروع بملف الإعمار تمهيدًا لإعادة العوائل النازحة إلى مدنهم المحررة.
وأكد المكتب الإعلامى لرئيس مجلس النواب العراقى، على أن رئيس مجلس النواب العراقى حريص على ادامة التواصل مع جميع الفرقاء فى العملية السياسية بغية الوصول إلى رؤى موحدة بشان المرحلة المقبلة، التى تتطلب وحدة الكلمة ونبذ أى خطاب من شأنه أن يبث الفرقة بين مكونات الشعب العراقى الواحد.
اياد علاوى
وشدد على دعم الجبورى للبرنامج "الذى تبناه ائتلاف الوطنية والذى يرتكز على بناء الدولة بعيدا عن التخندقات الطائفية أو الفئوية، وأن هذا البرنامج يسع الجميع ويشمل كل العراقيين بغض النظر عن توجهاتهم ويرفض استخدام أى فعالية لاعتبارات سياسية أو انتخابية".
بدوره شن المكتب الإعلامى لنائب رئيس جمهورية العراق إياد علاوى هجوما شرسا على ما وصفه ببعض المواقع المشبوهة والمرتبطة بأجهزة استخبارية خارج العراق، متهمة إياها بنشر أكاذيب وافتراءات رخيصة نسبتها للدكتور إياد علاوى خلال لقاء مفترض له مع بريت مكجورك مبعوث الرئيس الأمريكى تناول مناقشة الأوضاع على الساحة العراقية.
ولجأ رئيس مجلس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى وهو الذى يتزعم ائتلاف النصر إلى الدعوة لخطاب معتدل بعيد عن الطائفية والحزبية فى الانتخابات العراقية، مشددًا على ضرورة نبذ الطائفية والتأكيد على الوحدة ونبذ الخلافات بين كافة مكونات الشعب العراقى.
فيما يواصل نائب رئيس الجمهورية العراقى الدكتور نورى المالكى رئيس ائتلاف دولة القانون من تحركاته وحملاته الانتخابية، وأكد المالكى، عزم ائتلاف دولة القانون بمعيّة القوى الوطنية على إطلاق مسيرة الخدمات من جديد ومعالجة البطالة وتوفير فرص العمل للشباب وإشراكهم فى إكمال عملية البناء والإعمار.
وقال المالكى فى كلمته التى القاها اليوم خلال احتفال جماهيرى إقامته عشيرة الياسرية فى محافظة النجف الأشرف بحضور المحافظ لؤى الياسرى، أن ما حصل من أزمات ستكون درس للجميع وعلينا الاستفادة من هذه التجربة، والتأكيد على أنه لا أحد يستطيع أن ينفرد بالعراق، مضيفا: "العراق للعراقيين جميعا وعلينا أن نتكاتف ونضع يد بيد من أجل أن نبنى بلد يعزنا يكرمنا مع احترام هوياتنا جميعا دون أن نتنازل عنها"، متابعا بقوله: "نحن سلكنا طريق العملية السياسية التى تقوم على أساس الانتخابات وهى حق وطنى لكل عراقى يشعر بمسؤوليته فى بناء الدولة."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة