إذا تابعت المعركة الكلامية حامية الوطيس، التى يدور رحاها الآن على مواقع التواصل الاجتماعى بين مئات الآلاف من محبى النجمة المتفردة «نجلاء فتحى» وبين إحدى الكاتبات التى تنتمى إلى دولة عربية شقيقة، ستستنتج على الفور لماذا أصبحنا نعانى فى السنوات الأخيرة فى كل شبر من وطننا العربى الكبير من هذا التراجع السلوكى والأخلاقى المخيف الذى لا يمكن أن تخطئه أى عين.
فانهيار منظومتى «التعليم والثقافة» فى جميع الدول العربية بلا استثناء أثمر ما أصبحنا عليه الآن من تدنٍ غير مسبوق ليس فقط فى لغة الحوار ولكن أيضاً فى طرح الأفكار، فغابت القيم والمثل والمبادئ التى تربينا عليها، حتى أننا وصلنا إلى درجة أن نعيب على الناس شيخوختهم، وأصبح التدخل فى شؤون الآخرين وانتقاد أدق تفاصيل حياتهم الشخصية والتهديد بكشف عوراتهم من الأمور المستباحة التى لا تسترعى انتباه المجتمع، وأصبح تبادل السباب بأقذع وأحط الألفاظ من الأمور المعتادة التى لا ينبغى أن تثير الاستغراب، وأصبح ما نهى الله، جل وعلا، عنه فى محكم آياته من حرمة السخرية من الآخرين أو الطعن فى أعراضهم، مستحلاً من الكثيرين دون أى حياء أو خوف.. وفى هذا الصدد أهدى لمن بيدهم إصلاح هذه الأحوال المختلة فى منظومتى التعليم والثقافة فى جميع حكوماتنا العربية الأبيات الرائعة لأمير الشعراء أحمد شوقى والتى يقول فيها:
سبحانك اللهم خير معلم... علمت بالقلم القرون الأولى
أخرجت هذا العقل من ظلماته... وهديته النور المبين سبيلا
أرسلت بالتوراة موسى مرشداً... وابن البتول فعلم الإنجيلا
وفجرت ينبوع البيان محمداً... فسقى الحديث، وناول التنزيلا
وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم... فأقم عليه مأتماً وعويلا
.. وأثمن بشدة موقف نجمتنا الراقية «نجلاء فتحى» التى ترفعت عن الصغائر، وتبقى هى أيقونة الجمال فى عيون عشاقها ومحبيها.