هو أراد أن يدافع عن مذهبه، وأن يتهم مذهب جماعة الإخوان بالغلو والتطرف، لكن لأن «الصب تفضحه عيونه» المتطرف يفضحه حديثه، فقد تحدث ياسر برهامى فى إحدى محاضراته، محاولًا إظهار الفارق بين مذهبه السلفى والمذهب القطبى الذى يتبعه الإخوان، فأسقط نفسه فى التطرف، مثلما أثبت على الإخوان.
فى التقرير الذى كتبه الزميل كامل كامل فى موقع «اليوم السابع» أمس، يقول ياسر برهامى إن شباب الإخوان أصبحوا أكبر تطرفًا وغلوًا من شيوخهم، وأن النسبة الأكبر منهم منحرفون فى قضية الإيمان والكفر، وقضية جاهلية المجتمع وتفسيرهم لها، متابعًا: «نحن نقول فيه جاهلية فى المجتمع، ولكنى لا أقول المجتمع جاهلى بالاصطلاح ده»، مؤكدًا أن شباب الإخوان ينحرفون ويتوجهون نحو «داعش» و«القاعدة» والتنظيمات الإرهابية.
وفى تفسيره لمسألة جاهلية المجتمع، يقول برهامى إن الأمر مثل الدواء، يجب ألا يحصل عليه الجميع، فربما حصل سليم على الدواء فمرض، أما إذا حصل عليه المريض فسيشفى، هذا هو تفسير ياسر برهامى للقول بجاهلية المجتمع، ولمن لا يعرف فإن مصطلح جاهلية المجتمع هذا من ابتكار المفكر الضال سيد قطب، فقد وصف المجتمع بهذا الوصف تمهيدًا للقيام بحملة إبادة شاملة كان يخطط لها، بأن يخرّب السد العالى والقناطر الخيرية ومحطات المياه والكهرباء، غير مبالٍ بوقوع ملايين الضحايا وخراب آلاف القرى، فمن وجهة نظره فإنهم كفار، وأنه سيطهر المجتمع «الجاهلى» من «الجاهلية».
ما الفرق إذن بين جاهلية الإخوان وجاهلية ياسر برهامى بحسب تفسيره؟.. جاهلية الإخوان «عامة»، يطلقها الإخوان على الجميع، أما جاهلية ياسر برهامى فخاصة، يطلقها على من يراه «جاهليًا»، وفى الحالتين ينصّب كل واحد فيهم نفسه «إلهًا»، يكفر هذا، ويحاكم هذا، ويخرج هذا من الملة، ويدخل هذا إلى جنات النعيم، ولا شك فى أن فكرة تنصيب الواحد لنفسه كإله هى المدخل الملكى لممارسة التكفير بكل أنواعه وأشكاله، فإذا كان سيد قطب دبّر لإغراق مصر كلها، لأن «المجتمع جاهلى»، فلا مانع وفقًا لمذهب «قطب» أن يفجّر شرم الشيخ، لأن بها خمورًا، أو لأن بها كفارًا. فقد أكد برهامى فى حديثه أنه ليس ضد فكرة «تكفير المجتمع»، لكنه يختلف فى تفسيرها، أو بمعنى أوضح فإنه ضد تكفير «كل المجتمع»، لكنه مع تكفير «من فى المجتمع»، والتكفير فى الحالتين سمة أساسية، والتطرف فى حالتين غالب، وأكبر دليل على هذا هو أن عدد شباب السلفيين الذين انضموا إلى «داعش» و«القاعدة» يساوى إن لم يكن يزيد على عدد الإخوان.