قرأت لك.. رواية "إنجليش".. طفل ذكى يفتح لك الباب على الثورة الثقافية الكبرى

الإثنين، 23 أبريل 2018 07:05 ص
قرأت لك.. رواية "إنجليش".. طفل ذكى يفتح لك الباب على الثورة الثقافية الكبرى رواية إنجليش للكاتب الصينى وانغ جانغ
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إنجليش".. رواية للكاتب الصينى وانغ جانغ، نقلها إلى اللغة العربية وقدم لها المترجم الدكتور أحمد ظريف، وسوف تصدر خلال الأيام المقبلة عن بيت الحكمة، ومنشورات ضفاف، ومنشورات الاختلاف.

وفى رواية "إنجليش" يتتبع القارئ مسيرة طفل ذكى، ثم مراهق حائر، ثم شاب حانق، شخصية واحدة تعبر خطا زمنيا طويلا امتد فى فترة من أشد الفترات حساسية فى تاريخ الصين، إنها فترة الثورة الثقافية الكبرى، حيث رأيك المختلف قد يكلفك حياتك، وربما حياة أسرتك أيضا. فهل كان الطفل "ليوأى" سببا فى سعادة أسرته أم شقاءها؟ لقد لعبت اللغة الإنجليزية دور البطولة فى الرواية إلى جانب شخصياتها، حتى أنها صارت ككائن حى مستقل يتحكم فى مصير أبطال العمل ويقودهم إلى مصيرهم المحتوم.

اللغة الإنجليزية أو إنجليش كما كتبها بطل الرواية حين عجز عن قراءة حروفها لأول مرة فاستخدم لغته الأم لكتابة نطق كلماتها، هى ذلك الكائن الأجنبى الذى طل برأسه على أرض نائية فى أطراف الصين عبر الكتب والقواميس وعن طريق الأستاذ "وانغ" مدرس اللغة الإنجليزية حتى صار بالإمكان رؤيته فى تفكير أبطال العمل، فى الطفل "ليوأى" الذى يجاهد كى يصير "جنتلمان"، وفى المدرس "وانغ" الذى تلقى تعليما راقيا ونفى ليدرس اللغة الإنجليزية بعيدا عن مسقط رأسه، وفى الفتاة الصغيرة "هوانغ" التى شغفت بالإنجليزية حبا فيها أو فى مدرسها. ومع النهاية ترتبط مصائر الجميع بشكل أو بأخر بما اختاروه لأنفسهم طريقا كى يصيروا فيه.

وانغ جانغ، كاتب صينى ولد عام 1960 بمدينة شيخيزيه بمنطقة شينجيانغ الصينية، وتخرج عام 1989 بقسم اللغة الصينية جامعة شمال غرب الصين. وهو من الكتاب المشهورين بالصين وعضو اتحاد كتاب الصين. التحق عام 1976 بالخدمة العسكرية كعضو فى فرقة الفنون بمنطقة شينجيانغ العسكرية، كما عمل محررا فى جريدة "الواحة". وفى عام 1983 بدأ فى نشر أعماله. وفى عام 1990 تخرج فى فصل الدراسات العليا بمعهد لوشوين للأدب.

وفى عام 1991 انضم لعضوية اتحاد الكتاب الصينيين. وقد نشرت أعماله فى الكثير من المجلات الأدبية المتخصصة مثل "الحصاد" "أدب بكين" "الكاتب" "أدب الشعب" وغيرها حتى صار من كتاب القصة الذين يجذبون الأنظار وينتظرهم القراء. حصد الكاتب عبر مشواره الأدبى الكثير من الجوائز مثل جائزة الأعمال المتميزة بشينجيانغ  من مجلة "الواحة" وجائزة النتاج الأدبى المميز من مجلة "المعاصر" وجائزة أفضل رواية طويلة للعام من اختيار القراء ومن اختيار الخبراء من مجلة "التايمز الصينية" وغيرها من الجوائز.

أحمد ظريف، يعمل مدرسا للغة الصينية فى كلية الألسن جامعة المنيا وحاصل على الماجستير والدكتوراه فى علم اللغة الصينية وعلم اللغة التطبيقى من جامعة المعلمين بشنغهاي، شارك فى العديد من المؤتمرات والندوات العلمية حول الترجمة وعلومها، كما عمل محاضرا لعلم الترجمة بجامعة شنغهاى للدراسات الأجنبية، وخبيرا بمشروع وزارة الثقافة الصينية للترجمة. له الكثير من الأعمال المترجمة منها: "سيرة دينغ شياو بينغ"، "سيرة تشين يون"، "الموسوعة الإسلامية الصينية"، "مذاق شينجيانغ"، "نظام الحكم فى الصين"، والمجموعة القصصية "الجلباب الرمادي"، "القطب الثالث"، ورواية "الربع الأخير من القمر" وغيرها، كما أشرف على مراجعة أكثر من عشرين عملا مترجما عن الصينية.

رواية إنجليش للكاتب الصينى وانغ جانغ
 

ومن أجواء رواية إنجليش نقرأ:
 

تسللت حتى وصلت للباب وأرهفت السمع لما يحدث بالداخل.

قالت أمى: هل هذا الحذاء جميل؟

لم ينطق المدير بكلمة.

فقالت أمى: لماذا أنت متعجل هكذا؟ لقد استغرقت وقتًا طويلًا بسبب هذا الحذاء.

بعدها لم يتحدث أى منهما، بل بدا لى أنى سمعت صوت طقطقة الأرضية بالداخل، بعدها سمعت صوت تأوهات أمى.

على الرغم من أن الصوت كان خافتًا إلا أنه كان بامكانى سماعه بوضوح.

كنت بالتأكيد قادرًا على تخيل ما يحدث بالداخل، وجب على أن أصرخ عاليًا، لكنى تسمرت فى مكانى كطائر خشبى.

بعد سنوات عديدة اعترفت أمى لأبى وقالت إنها كانت مجبرة، فقد فعلت ذلك من أجل حمايتى أنا وأبى، فمن كان يكتب لافتات معادية وقتها كان يتم إعدامه رميًا بالرصاص، وقالت إنها على الرغم من أنها قد تدنست إلا أن هذا كان بدافع الحب.

صدق أبى اعترافها وغفر لها بل وزاد احترامه لها وصار تعامله معها أفضل من أى وقت مضى؛ فمن منظوره كان قلبها يقطر دمًا وهى تفعل ذلك، فالعذاب الذى تلقاه امرأة فى مثل هذا الموقف يتجاوز بكثير تعرضها للعقوبة، فعلى سبيل المثال كانت الأخت جيه فى السجن تتعرض للتعذيب بغرس الإبر تحت أظافرها، إلا أن هذا كان مجرد تعذيبًا جسديًا، أما أمى فقد تعرضت لتعذيب نفسى، كان ما تحملته هو الكارثة التى حلت على قوميتنا.

إلا أن أبى كان أحمق، كان فى الحقيقة مغفلًا كبيرًا، لقد تم خداعه، وظل لفترة طويلة يرتدى تلك القبعة الخضراء ، غير أنه كان يفكر فى آلام البلاد وآلام القومية، أليس هذا بمغفل كبير؟.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة