أصبح الناس يخافون على أنفسهم فى الزحام أكثر مما يخافون الصحارى والطرق المقطوعة، ففى وسط بولاق الدكرور التى هى من أكثر المناطق الشعبية كثافة بالسكان، قُتِل الشاب وتم التمثيل بجثته على مرأى ومسمع من الجميع، ولولا أن الله من علينا بالتكنولوجيا، لم تكن الجهات الأمنية لتصل إلى قاتليه بهذه السرعة، وهذا المشهد العنيف يجب أن تدرسه الجهات المختصة فى وزارة الداخلية جيدًا، لتضع يدها على الخلل الذى يجعل القتل مشاعًا فى الشوارع بهذا الشكل، وكيف يمكن لشخص أن يضمن الانتهاء من جريمته دون أن يمنعه أحد من إتمامها بكل فنون الثأر والتشفى، ولا يتجرأ أحد على مثل هذه جرائم، إلا إذا كان الشعور بثقافة الأمن فى الشارع متراجعا إلى حدٍ ما، وللإنصاف لا يمكن لوم المواطنين الذين شهدوا الواقعة على عدم تدخلهم وسط هذا الكم من الغل والأسلحة، حينها ستكون محاولة انتحار أكثر منها شهامة.