أحمد عبدالعزيز، اسم احتل مكانة خاصة فى الدراما المصرية، وتصدر أسماء فنانى الثمانينيات والتسعينيات فى الشاشة الصغيرة، ثم غاب لفترة وصفها بفترة تغير الأجيال ليعود بقوة من خلال مسلسل «الأب الروحى»، الذى يدعو فيه إلى الوحدة والتمسك بالعائلة، عبر دوره فى مجتمع له تقاليد تختلف كثيرًا عن الطبقة المتوسطة التى جسّد همومها طوال تاريخه، مجسدًا شخصية «سليم العطار» فى المسلسل المكون من 5 أجزاء فى 300 حلقة.
هل يتقبل الجمهور أحمد عبدالعزيز فى شكله الجديد؟، وما طموحاته وخططه للمستقل؟.. هذا ما سنعرفه من الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز،
فى هذا الحوار..
فى البداية ما سر الخلطة التى أدت إلى نجاح مسلسل «الأب الروحى»؟
- هذا العمل من الأعمال الكبيرة على الساحة الدرامية، وهو مأخوذ من رواية «the godfather»، ويحتوى على كم من القيم والعادات والأحداث والشخصيات المؤثرة فى النفس، والتى كان لها دور كبير فى إبراز العمل روائيًا، باعتبار أنها من كلاسيكيات السينما الأمريكية، وعندما أخذ المؤلف هانى سرحان القصة قرر أن يعالجها بشكل كبير، وانطلق بخياله حتى وضع عملًا دراميًا بشكل رائع ومختلف، وبالأخص شخصية «سليم العطار» التى أجسدها، فهى تختلف عن الفيلم، من حيث انتماء هذه الشخصية لعائلة «العطار»، عكس ما جاء بالفيلم من أنه شخصية من خارج العائلة.
هل كنت تتوقع هذا النجاح الكبير للمسلسل؟
- طبعًا.. مجموعة العمل والشخصيات الموجودة فيه كلهم أبطال النجاح، وهناك حالة من الانسجام الكامل مع الجميع الذين بذلوا جهدًا كبيرًا، كان له بالغ الأثر فى هذا النجاح، خاصة فى الجزء الأول، وأنا شخصيًا توقعت النجاح بعد فترة من عرض المسلسل، أما الجزء الثانى فأتوقع له النجاح خلال العرض حاليًا، ويرجع الفضل فى ذلك إلى المخرج تامر حمزة لأنه مخرج متميز ولديه إمكانيات كبيرة، وخبرة طويلة، وسوف يشهد هذا العمل ميلادًا جديدًا له.
هل أعادتك شخصية «سليم العطار» إلى الدراما بشكل مختلف؟
- بكل تأكيد هذه الشخصية أعادتنى بشكل قوى ومؤثر إلى الدراما مرة أخرى، خاصة أننى أحب الشاشة الصغيرة، فهى حلقة الوصل الأكبر بينى وبين الجمهور.
هل يتضمن الجزء الثانى أحداثًا تشويقية أم أنه استثمار للجزء الأول؟
- لا يوجد أى استثمار للجزء الأول، لأن المسلسل من البداية مقسم إلى 5 أجزاء، ليكون أول عمل تليفزيونى مصرى من 5 أجزاء، وكل جزء يتكون من 60 حلقة ليصل عدد الحلقات الإجمالية إلى 300 حلقة، وكل الأجزاء مترابطة ببعضها البعض من خلال الأحداث.
بعض النقاد قالوا إنك غيرت جلدك فى المسلسل من خلال شخصية «سليم العطار» مقارنة بأعمالك الأخرى.. ما ردك؟
- شخصيتى فى «سليم العطار» جديدة ومختلفة تمامًا عن أدوارى السابقة التى كانت تمثل الشهامة والتضحية وحب الوطن، ودور «سليم» بالنسبة لى فى بدايته كان تحديًا، وإطلالة جديدة على جمهورى، لدرجة أننى صدقت الشخصية وأنها موجودة بالفعل من خلال تفاعل الجمهور وتعليقاته على السوشيال ميديا.
ما رأيك فى العمل مع كم كبير من الشباب داخل المسلسل؟
- شباب الفنانين فى هذا العمل متميزون جدًا فى الأداء وموهوبون، ولديهم طموحات كبيرة على المستوى الفنى، وكانوا من الأسباب المباشرة لتفاعل الجمهور مع المسلسل من خلال أدوارهم المختلفة، والتى لاقت قبولًا كبيرًا عند كل المشاهدين للعمل.
هل أضاف «الأب الروحى» لمسيرتك الفنية الطويلة فى الأعمال التليفزيونية؟
- بالطبع العمل أضاف لى كممثل، والسبب فى ذلك أن الجمهور والناس شاهدونى فى شخصية مختلفة تجمع ما بين الجانب الإنسانى، وهو حب عائلة «زين العطار»، والرغبة فى الحفاظ على تماسكها، وحماية ثروتها، وهنا ظهر الجانب المخيف والقوى من تلك الشخصية، وبالتالى كانت المعادلة صعبة من خلال المعالجة الدرامية للعمل.
ما علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعى؟
- لا أهتم بها، وليس لى حسابات على السوشيال ميديا، وأرى أنها تؤثر سلبًا على المجتمع أكثر من تأثيرها الإيجابى، لكن أحيانًا أشاهد السوشيال ميديا من خلال حسابات أسرتى.
عودتك إلى الدراما بعد فترة من الغياب.. هل كانت مشروطة؟
- لا توجد شروط للعودة للعمل الفنى، والعودة دائمًا تتم بإرادة الله، وفى الحقيقة أنا لست مختفيًا عن الدراما، ولكن ربما أكون قد قدمت بعض الأعمال فى أوقات معينة لم تلقَ الانتشار والقبول، وهذا كان دافعًا لى أن أتريث فى اختيار أدوارى، وأن أراعى المسألة العمرية والأدوار المناسبة لها.
هل اختلفت الدراما الآن عن التسعينيات؟
- طبعًا اختلفت من ناحية الكتابة، والعمل الأدبى المميز اختفى برحيل كبار المؤلفين والكتاب، مثل أسامة أنور عكاشة، ومحفوظ عبدالرحمن، ومحمد جلال عبدالقوى، ومحمد صفاء عامر، وغيرهم من الكتّاب الذى لهم تاريخ فى كتابة الروايات والمسرحيات، ومن هذه النخبة عدد كبير من الشعراء يشاركون كتابة أغانى الأعمال الدرامية التى كانت لها وقع السحر على العمل الفنى، منهم الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، وعبدالرحمن الأبنودى، أما كتّاب الدراما الآن من الشباب فليسوا بالخبرة الكافية، مما أدى إلى انخفاض مستوى الكتابة عن السابق، ولكنْ هناك كتّاب شباب لديهم كفاءة وتميز مثل هانى سرحان، وباهر دويدار.
هل أثر التطور التكنولوجى وانتشار الفضائيات بالإيجاب على الدراما؟
- الإيجابية فى هذا أنه يمكن للجمهور مشاهدة العمل الفنى من خلال أكثر من قناة فضائية، وفى أى وقت، لكن من ناحية أخرى فكثرة العرض للعمل الفنى على عدة قنوات تؤثر سلبًا من ناحية الكم والكيف، وقلة تركيز المشاهد مع هذا العمل.
فى أغلب أعمالك الفنية كنت تدافع عن الحق والمبادئ وحب الوطن، هل تفتقد هذه المثالية فى الأعمال الدرامية حاليًا؟
- السبب فى انحسار هذه المُثل فى الأدوار الدرامية حالة المجتمع حاليًا، وغياب هذه الأدوار يرجع إلى أن المؤلف لا يعطى حلولًا للمشاكل التى يعرضها من خلال العمل الدرامى.
ما سبب غيابك عن السينما؟
- أنا أحب الأعمال التليفزيونية أكثر، وأراها أكثر تأثيرًا من السينما، لأن التليفزيون يدخل جميع البيوت، وله تأثير جماهيرى كبير، لكن هذا لا يمنع قيامى بعمل سينمائى إذا توفرت الظروف والأعمال التى تناسب تاريخى، وتضيف إلى رصيدى الفنى.
لماذا اختفى إنتاج الدولة للأعمال السينمائية والتليفزيونية؟
- لا أعرف السبب، وأطالب الدولة بأن يكون لها دور كبير فى الإنتاج الدرامى فى التليفزيون والسينما والمسرح، كما أطالبها بأن تهتم بشكل كبير بصناعة السينما وتنمية هذه الصناعة حتى تكون من مصادر الدخل القومى.
وأين الفنان أحمد عبدالعزيز من المسرح الآن؟
- حياتى الفنية بدأت فى المسرح وتربيت فيه لفترة طويلة، لكن حالته الآن لا تسر، مما جعلنى أبتعد عنه قليلًا، ورغم ذلك هناك مشروع لتقديم مسرحية من تمثيلى وإخراجى قريبًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة