تحقق الشرطة الكندية، اليوم الثلاثاء، فى دوافع عملية الدهس بشاحنة صغيرة قام سائقها "عمدا" بصدم مارة فى فى وسط مدينة تورونتو الاثنين، ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل وجرح 15 آخرين.
ومن المقرر أن يمثل سائق الشاحنة أمام المحكمة عند الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلى ، بحسب وسائل الإعلام الكندية.
وقالت الشرطة أن الحادث الذى وقع فى ساعة الإزدحام منتصف نهار الاثنين هو هجوم "متعمد"، بينما ترجح السلطات أنه عمل معزول لا يستهدف "الامن القومي" لكندا.
ووقع الحادث نهارا على بعد 16 كلم من مركز للمؤتمرات يستضيف وزراء خارجية دول مجموعة السبع التى تضم الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وايطاليا وكندا. واكدت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ان الاجتماع سيستمر كما كان مقررا.
وأعلن قائد شرطة تورنتو مارك سوندرز أن سائق الشاحنة الصغيرة أقدم على فعلته بشكل "متعمد".
وصرح رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو فى بيان مساء الاثنين أنه يشعر "بحزن عميق بعد إبلاغه بالاعتداء المفجع فى تورونتو". وأوضح مكتبه لوكالة فرانس برس أن اتسخدامه كلمة "اعتداء" لا تعنى الإيحاء "برابط ارهابى يهدد بطبيعته الأمن القومى".
وكتب وزير الامن العام الكندى رالف غوديل على تويتر "بالاستناد إلى كل المعلومات المتوافرة فى الوقت الراهن، يبدو أن هذه الحادثة ليست مرتبطة بالأمن القومي". وكان قد كتب سابقا "انه يوم مروّع فى تورنتو"، مضيفا "عنف بلا معنى يخلف حصيلة كبيرة" من الضحايا.
وتمكنت الشرطة من اعتقال سائق الشاحنة فى موقع الهجوم وكشفت أن اسمه أليك ميناسيان من احدى ضواحى تورنتو الشمالية ويبلغ من العمر 25 عاما. وقد اعتقلته بعد 26 دقيقة من الهجوم.
وما زال 15 مصابا يتلقون العلاج فى المستشفيات المدينة حسب سوندرز، بينهم كوريا جنوبيان كما ذكرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية.
واوضح سوندرز أن محققين محليين وفدراليين يعملون على القضية، وفى مكان الحادث شوهدت ثلاث جثث على الأقل مغطاة بأغطية برتقالية وقد تم اغلاق قسم كبير من الطريق امام المارة بالشرائط الصفراء.
وحصلت مواجهة بين المشتبه به واحد ضباط الشرطة وهما يشهران سلاحيهما، قبل أن يستسلم المشتبه به ويسلم سلاحه ثم يتم اقتياده الى الحجز.
وقال الشاهد اليكس شاكر لشبكة سى تى فى "كنت فى سيارتى عندما شاهدت فجأة شاحنة صغيرة بيضاء اللون تصعد الى الرصيف بسرعة كبيرة وتصدم الناس الذين كانوا يتطايرون فى الهواء الواحد تلو الاخر".
وتابع "لم اشاهد فى حياتى شيئا من هذا القبيل، كان الضحايا ممدين على الأرض" بعد مرور الشاحنة، ونشرت قنوات التلفزيون الكندية صورا ملتقطة من الجو تبدو فيها سيارات اسعاف واخرى للشرطة فى المكان، اضافة الى مصابين ينقلون على حمالات.
كما شوهدت الشاحنة البيضاء اللون المؤجرة وقد اصيبت مقدمتها باضرار وهى تقف على رصيف شارع عريض من المدينة وبدت حولها سيارات عدة للشرطة.
وقال مساعد قائد شرطة تورونتو بيتر يوين ان هذا القسم من العاصمة الاقتصادية لكندا "سيبقى مغلقا لأيام لأن التحقيق سيكون طويلا بسبب العدد الكبير للشهود الذين يجب الاستماع اليهم ولصور كاميرات المراقبة التى يجب التدقيق فيها".
وقال ترودو أمام مجلس العموم "أن أفكارنا تتجه إلى المصابين وسنحصل على مزيد من المعلومات لنتشارك بها مع الكنديين خلال الساعات القليلة المقبلة".
وأكد البيت الأبيض أنه يوجه "افكاره وصلواته إلى عائلات الضحايا"، وعرض على الحكومة الكندية "كل مساعدة ممكنة". من جهته، عبر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن "تضامنه العميق مع الشعب الكندى".
وتذكر هذه الحادثة بهجمات اخرى مشابهة وقعت فى نيويورك وبرشلونة ولندن ونيس وباريس وستوكهولم عندما قام إرهابييون بدهس المارة بالسيارات، وتعرضت كندا لعدة اعتداءات ذات طابع جهادى فى السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة