يبدو أن تايوان لن تقف مكبلة الأيدى إزاء التحركات العسكرية الأخيرة للصين، وأكدت أنها ستجرى محاكاة لصد قوة معادية وستقوم بإصلاحات عاجلة لقاعدة جوية كبيرة وستستخدم طائرات مدنية بدون طيار فى إطار تدريبات عسكرية تبدأ الأسبوع المقبل فى ظل تصاعد التوتر مع الصين.
وعلى مدى العام المنصرم كثفت الصين تدريباتها العسكرية حول تايوان التى تتمتع بحكم ذاتى وديمقراطى وشمل ذلك تحليق قاذفات وطائرات حربية أخرى حول الجزيرة، وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتصاعدت نبرتها العدوانية تجاه الجزيرة منذ الانتخابات الرئاسية التى أجريت عام 2016 وفازت فيها تساى إينج وين من الحزب الديمقراطى التقدمى المؤيد للاستقلال.
ولم تشر التدريبات السنوية التى تجريها تايوان، وتحمل اسم هان كوانج وتبدأ الأسبوع المقبل بتدريبات مركز قيادة مدعوم آليا، إلى الصين صراحة لكنها أشارت بدلا من ذلك إلى "قوى معادية تغزو تايوان".
وقالت الوزارة إن الجزء الرئيسى من التدريبات سيكون إطلاق ذخيرة حية فى الفترة بين الرابع والثامن من يونيو ويشمل "سحق العدو على السواحل"، وأضافت "سيتم أيضا دمج موارد مدنية فى التدريبات لدعم العمليات العسكرية".
وذكرت الوزارة أن شركات التكنولوجيا ستقدم دعما بطائرات بدون طيار لتحديد الأهداف وتوفير مراقبة لمضمار القتال بينما ستساهم شركات التشييد بإصلاحات عاجلة لمهبط الطائرات فى قاعدة تشينج تشوان كانج الجوية فى وسط تايوان.
وقالت إن القيادة القتالية الجوية ستصدر إنذارات من الضربات الجوية باستخدام "نظام تحذير من التهديدات الجوية" أثناء تدريبات دفاع جوى كما سيشارك خفر السواحل فى تدريبات مع البحرية.
وتايوان مسلحة بشكل جيد، بأسلحة معظمها أمريكية الصنع لكنها تحث واشنطن على بيع معدات أكثر تقدما لها تشمل مقاتلات جديدة لمساعدتها فى تحسين قدرتها على ردع جارتها العملاقة.
وقال خبراء عسكريون إن ميزان القوة بين تايوان والصين يميل بشكل حاسم لصالح الصين وإن الصين يمكنها على الأرجح إحكام السيطرة على الجزيرة ما لم تتدخل القوات الأمريكية لنجدة تايوان بسرعة.
وكان دائما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، يشجع قانون السفر إلى تايوان الذى يعزز العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان، وذلك فى تحد صريح من الولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ "الصين واحد"، حيث إن الصين تعتبر جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ويشجع قانون السفر إلى تايوان الذى وافق عليه مجلسا النواب والشيوخ.
وأعربت وزارة الدفاع الصينية، وقتها عن احتجاجها الشديد بصدد تبنى الولايات المتحدة "قانون السفر إلى تايوان" الذى يمكن اعتباره تدخلا بشئونها الداخلية وتهديدا لتنمية العلاقات بين القوات المسلحة الصينية والأمريكية.
وفى السياق نفسه، أشارت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن الصين ستضغط على تايوان دبلوماسيا وعسكريا إذا تطورات العلاقات بينها وبين واشنطن إلى مستويات رفيعة، مشيرة إلى أن قول جنرال صينى سابق إن تمرير "قانون السفر إلى تايوان" يعد تصعيدا خطيرا وتخط للخطوط الحمراء يقود العلاقات بين البلدين.
وحذرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية من عدم أخذ تهديدات الصين على محمل الجد، لأن الصين لن ولم تتنازل عن جزء من أرضيها حسب رأى المحللين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة