عبد الحميد جودة السحار، كاتب وروائى وقاصٍ وناشر، له العديد من الأعمال الأدبية المميزة، ارتبط اسمه بالعديد من الروايات ذات الطابع الإسلامى، كما قدم العديد من الأفلام للسينما أشهرها "نور الإسلام، ألمظ وعبده الحمولى".
عبد الحميد جودة السحار
وفى اليوم الذكرى الـ105، على ميلاد الأديب والروائى والناشر الكبير عبد الحميد جودة السحار، المولود فى القاهرة فى 25 أبريل 1913 وتوفى فى 22 يناير 1974 عن عمر ناهز 60 عامًا، حاولنا الرد على عدة تساؤلات حول الكاتب الراحل، منها هل كان كاتبًا إسلاميًا محافظًا؟، وهل أثر ذلك عليه كونه ناشرًا ومؤسسًا لدار مكتبة مصر للنشر؟.
الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث بكلية الآداب بجامعة القاهرة، قال: "إن عبد الحميد جودة السحار كاتبًا وناشرًا مهمًا، والأعمال التى كتبها مثلت تجربة خاصة تتجاوز محاولات حصرها فى دائرة الأدب الإسلامى، صحيح أن فى بعض قصصه يظهر ما يشبه الدعوة الأخلاقية، وأحيانًا الوعظ المباشر.
الدكتور حسين حمودة
وأضاف حمودة فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أما عن دوره كناشر فهناك أعمال مهمة قدمها لنجيب محفوظ وغيره، وإن كان من غير المفهوم سلوكه مع رواية "الثلاثية" التى حبسها فى أحد الأدراج لمدة عام كامل، ولكنه على أى حال كان مهتمًا بما ينشره حريصًا على مراجعته وتدقيقه.
ولفت الدكتور حسين حمودة، إلى أن المشكلات التى حدثت بين نجيب محفوظ ودار نشر مصر، حدثت بعد رحيل "السحار"، وهناك تفاصيل سيئة كثيرة حول اختلاف المعاملة من هذه الدار مع نجيب، وقد كنت شاهدًا على شىء من ذلك.
وقال الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة حلوان، إن القيمة العامة لعبد الحميد جودة السحار، إنه كاتب محافظ لا يمكن تصنيفه ككاتب طليعى، لإنه سار على منوال السابقين، موضحًا أن "السحار" فى تعاطيه مع الاتجاهات الحديثة ما كان ليخرج عن ما كان يكتب فى القرن التاسع عشر، كأغلب أعماله حيث كان يغلب عليها الجانب الدينى والطابع المحافظ الإسلامى، والتعاليم المثالى والأخلاقى، ومن هنا وصف بالكاتب الإسلامى.
الدكتور صلاح السروى
وأضاف "السروى"، أن بعد عصر النهضة الفكرية المصرية التى تأسست على يد الخديو إسماعيل، ظهرت ثلاثة اتجاهات منها الليبرالى واليسارى والإسلامى الذى يحاول إحياء أمجاد الماضى، وهو ما عبر عنه السحار، مشيرًا إلى أن السحار كان يعبر اتجاه أدبى أصيل اتجه الكثير من مبدعى عصره كأحمد صادق الرافعى وأحمد محرم، ولا يمكن إنكار عليه ذلك، إنما انكره عليه ورثته.
وأكد الدكتور صلاح السروى، أن ورثة جودة السحار، قاموا بإزالة بعض النصوص من أعمال نجيب محفوظ وغيره، ثبت ذلك بمضاهاة بعض الأعمال المطبوعة مسبقا، مع مطبوعات مكتبة مصر، كما أن أحد أبناء الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، أعطى لنفسه الحق فى حذف بعض نصوص والده، وكأنه هو كاتبها، معتبرًا ذلك خيانة للأمانة وتزوير فادح.
وتابع "السروى"، إن السحار كناشر تعامل كرأس مالى، وكان بمتقضاه ينشر، فإذا رأى عمل سيروج ينشره، وإن رأى غير ذلك لا ينشره.
فيما قال الناقد عمر شهريار، إن عبد الحميد جودة السحار، لا ينطبق عليه لقب كاتب إسلامى، أو ذو النزعة الإسلامية كعلى أحمد بكثيير، وإنما يعتبره كاتبته الإسلامية جاءت متماشية مع الفترة التى ظهر فيها الكاتب، فترة الاحتلال الإنجليزى، ومحاولته البحث عن الهوية والعودة إلى الماضى.
الناقد عمر شهريار
وأضاف "شهريار"، أن هناك العديد من الأدباء الذين قاموا بكتابة دراسات إسلامية لكن لا ينطبق عليهم لقب كاتب إسلامى، مثل طه حسين وعباس العقاد، موضحًا أن جودة الساحر كان يعتبر كاتبًا تقليديًا، لم يقدم أشكالا مختلفة فى الأدب، وإنما اتخذ منحى مختلف يمثل الروايات رومانسية الرؤية، مثل محمد عبد الحليم عبدالله.
وشدد "شهريار" إلى أنه لا يعتقد بأن "السحار" متفرغا لعمله كناشر، خاصة وأن المكتبة كانت ملك له مع شقيقه، وإنه لا يظن بأن يقوم السحار الأديب بحذف نص، مشيرًا إلى أن أحد المواقف الشهيرة التى تخص دار نشر مصر المملوكة لورثة جودة السحار، مع الأديب العالمى نجيب محفوظ، كانت حول رواية الثلاثية، والتى أراد محفوظ طبعتها فى كتاب، لكن النشر أقنعه بطبعتها فى ثلاث كتب لأسباب تسويقية اقتنع بها نجيب محفوظ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة